-->

ليشترى كل واحد منا مصباح

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) مؤسف حقا ما كتبه بعض
مراهقي الفيسبوك ، عقب نهاية برنامج حوار أنواكشوط مع عبيد إميجن الذي استضاف الشاعرة الصحراوية النانة لبات الرشيد ، من تأليب للرأي العام الصحراوي ضد الجارة موريتانيا بل ذهب البعض إلى حد القول أنها أخطر عليهم من المهلكة المغربية !!! بعض النخب ما إن يسعى أحد من الإخوة الأشقاء إلى التقارب وردم الماضي السحيق ، نجدها لا تجد غضاضة من تذكية النعرات وتأليب الإخوة بعضهم ضد بعض ، وكم أخشى أن يكون الماضى حجر عثرة أمام تقدم وتكاثف الشعبين ، لذلك وجب التصدي لهم ، فمن المعلوم أن النخب لها مقدرة كبيرة في إنكاء جراح ما فتئت تندمل ولا يجب الإستهانة بهم فهم يلوثون أفكار أشخاص لا حيلة لهم ويستغلون جهلهم خطاب الوعي يجب أن يستمر حتى تتحقق العدالة والسلم والأمان .
قدرنا التاريخي والجعرافي أن نعيش معا ، هذا جهد جبار علينا أن نبذله فعلى كواهلنا تاريخ ثقيل من البغضاء ، وإزاحته يحتاج إلى الكثير من الكد والتعب ، شخصيا لا أجد علاجا للكراهية سوى المحبة أما مبادلة الكراهية بالكراهية فستودي بنا جميعا ، الصحراويين أنتم أصحاب رسالة فكونوا أوفياء لمبادئها ، لا غوغاء ناعقين في وجه كل تقارب موريتاني صحراوي ، نحن لدينا قضية واحدة وهي قضية شعب بيظاني بكافة مكوناته يريد أن يحكم نفسه وينعتق من الإستبداد فلا تدحسونا .
الكل اليوم يعاني من تبعات الماضي ، وبالنسبة لي من لازال حبيس أخطاءه ليس لديه ما يقدمه للقضية الصحراوية ، وكذا مستقبل العلاقات الصحراوية الموريتانية وبدل أن نسعى لأن نكون حلقة وصل باستحضارنا تلك الأخطاء نكون حجر عثرة في نجاح المشروع الوطني .
وما تقوم به الشاعرة الصحراوية النانة لهو عمل جبار يستحق الثناء والدعم بكافة الوسائل المتاحة كخطوة في مشوار الألف ميل إذا تم اقتناصها والاستفادة منها لرسم مستقبل الشعبين الشقيقين ، وأشد على يدها ويد النخب الصحراوية والموريتانية الواعية في مضاعفة الجهود لمد جسور التواصل ، التي قطعا تحتاج إلى تحرير النفوس من السماع إلى الماضي و اعتناق الحاضر لتصحيح الماضي و العمل بذكاء للوصول إلى المستقبل الجميل إن شاء الله هي شمعة أشعلتها الشاعرة الصحراوية النانة ، ويجب علينا أن نحافظ عليها كل من موقعه لتكون نارا في وجه المغرب وأزلامه ، وعلى كل من يعطل التمكين لهاته الأمة البيظانية العظيمة .
الشاهد الآن الكثيرين من نخب شعب البيظان يسعون إلى بناء الجسور ، لكن هناك من يفعل المستحيلات لتجحيشها وهو ما نراه كل يوم .
وليشترى كل واحد منا مصباح
بقلم: أحمد سالم جكني

Contact Form

Name

Email *

Message *