-->

جند الخلافة في أرض الجزائر .. هل هي حركة مغربية؟

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) المغرب مصاب بحمى
فيروس "ايبولا" سياسي كبير يجعله يضرب في كل الاتجاهات بدون هدى، ويتلوى تلويِّ الذبيحة، أو تلويِّ الغريق وفي ضربه العشوائي ذلك يحس بالسقوط والغرق ويتمنى أن لا يسقط ولا يغرق وحده، بل تسقط المنطقة معه كلها، خاصة جارته وغريمته التاريخية الجزائر. فبعد "ظهور" اسم حركة "جند الخلافة في الجزائر" لا يُستبعد أن يكون للمغرب دور في إنشائها والوقوف وراءها مثلما حصل مع حركة التوحيد والجهاد في السابق. فالحركتان متشابهتان، وحتى لا نقول ذلك استرسالا فقط نرجع إلى جملة من الحقائق:
1- عملية استعراضية في جبال الجزائر تم على أثرها اختطاف رعية فرنسي مغرم بطبيعة الجزائر الخلابة السياحية ويتردد دائما عليها ومعروف عند الجميع منذ القديم بأنه صديق لتلك المنطقة.
2- بعد اختطافه مباشرة تم الإعلان عن أن مختطفيه هم مجموعة اسمها "جند الخلافة في أرض الجزائر"، وأنها تابعة عقائدياً وقياديا وسياسيا "لداعش". المحير في السيناريو إن الجماعة لم يكن معلن عنها من قبل ولا احد سمع عنها أيضا، وأن الإعلان تم عنها مباشرة بعد اختطاف الرعية الفرنسي.
3- لم تتردد المجموعة ولو لحظة ولم تطالب بالفدية مثلما تفعل الجماعات الإرهابية سابقا في المنطقة، بل قامت، بسرعة، بتنفيذ الإعدام على الطريقة الداعيشية في الرهينة.
هذا السيناريو، بسبب تشابه الأحداث، وبالتفاصيل، يجعل أذهاننا تعيد شريطها آليا إلى الوراء، وبالضبط إلى عملية اختطاف الرهائن الأسبان من مخيمات اللاجئين الصحراويين سنة 2010م. فبعد تلك العملية بالضبط تم الإعلان عن أن مجموعة لم تكن معروفة هي التي نفذت العملية، وأنها مجموعة تابعة للقاعدة ولم تطالب بالفدية.
الآن يكفي إن نضع "السائح الفرنسي" مكان "المتعاونين الأسبان"، ونضع "داعش" مكان "القاعدة"، ونضع " جماعة جند الخلافة" مكان "جماعة التوحيد والجهاد" لنستنتج أن السيناريو واحد. من الأشياء التي بقيت ثابتة في سيناريو تشكيل الحركتين هي ما يلي: القيام بالعلمية أولا ثم الإعلان عن اسم الجماعة الإرهابية المنفذة، وعدم طلب الفدية وتنفيذ العلمية في الجزائر.
كما نتذكر كلنا فإن الوقت جعل العالم يخرج بنتيجة وهي إن " جماعة التوحيد والجهاد" قامت بعمليتها الأولى ضد البوليساريو – وضد الجزائر في نفس الوقت- ثم قامت بعمليتها الثانية ضد الجزائر ومن ثم تم طي ملف تلك الجماعة بالنهاية. أي إن تلك الجماعة وعمليتها استفاد منها المغرب وحده، وأنه، كتحصيل حاصل، تم تكوينها فقط في مطابخ المخابرات المغربية والفرنسية للقيام بهدف محدد وهو ربط البوليساريو والجزائر بالإرهاب ومحاولة جعل العالم يعتقد أن البوليساريو هي حركة مخترقة من طرف الإرهاب.
وإذا كانت حركة التوحيد والجهاد أنشئت من أجل ربط البوليساريو بالإرهاب فإن حركة جند الخلافة في الجزائر أنشئت من أجل ربط الجزائر بداعش، وجعل العالم يتدخل في الجزائر مثلما تدخل في العراق وسوريا لمحاربة داعش.
وإذا كان الجميع، فيما بعد، قد أكتشف، بعد توفر كل الدلائل، أن حركة التوحيد هي حركة مغربية بحتة فإنه - في اعتقادي الشخصي- سيأتي اليوم الذي سيكتشف فيه العالم أيضا إن حركة جند الخلافة في أرض الجزائر هي حركة مغربية أيضا أنشئت فقط من أجل محاولة خلق الانطباع أن حركة داعش وصلت إلى الجزائر، ومن أجل منع الجزائر من استثمار طاقاتها السياحية وإعادتها إلى زمن عدم الاستقرار حتى يتم تحويل وجهة السواح الأجانب إلى المغرب. في اعتقادي أيضا إن اسم الحركة ليس هو " جند الخلافة" لكن جند الإمارة" وتمت ترجمته خطأ، والإمارة كما نعرف وأمير المؤمنين هي موجودة فقط في المغرب.
يبقى إن نأخذ الحيطة الآن، لإنه إذا كانت حركة التوحيد والجهاد قد نفذت عمليتها الأولى ضد البوليساريو ونفذت عمليتها الثانية ضد الجزائر، فإنه من حقنا أن نحتاط – الحيطة واجبة- ونتخوف من أن تنفذ حركة "جند الخلافة" عمليتها الثانية في المخيمات لإيهام الرأي العام العالمي أن حركة داعش أصبحت في المخيمات أيضا. والله من وراء القصد.
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *