-->

من هو كريس كولمان؟! وهل تكون فرنسا وراء محاولة زعزعة إستقرار المغرب؟


صاحب حساب تويتر الذي يختفي 
وراء إسم مستعار و الذي ينشر منذ أكثر من 3 أشهر مئات الوثائق السرية و الرسائل الإلكترونية الخاصة بكل من الديبلوماسية و جهاز المخابرات المغربيين أكد شهر أكتوبر الماضي أن هدفه هو "زعزعة إستقرار" المغرب، لم يتمكن من ذلك حتى الأن إلا أن تسريباته تسبب إزعاجا كبيرا للمسؤولين بالرباط.
صاحب هذا الحساب الذي لا أحد يعلم هويته حتى اليوم لا يخفي تعاطفه مع دعاة إستقلال الصحراء الغربية و لو أنه أقدم على نشر وثائق تتعارض مع مصالح جبهة البوليساريو، إنه ينشر تسريباته بصفة غير منتظمة و بالرغم من عجزه عن منع أن يتم تعطيل الحساب الذي كان ينشر به تسريباته الأمر الذي قد يعود الفضل الكبير فيه إلى الجهود التي بذلتها الرباط، إلا أنه إستطاع أن يعود من جديد و يواصل نشر الوثائق السرية.
المعلومات التي ترافق تسريبات صاحب الإسم المستعار "كريس كولمان" (كولمان الأصلي هو مدرب منتخب ويلز لكرة القدم) تشير بأنه موجود داخل المغرب ، و لو أن "هاكر مقتدر" قد يتمكن من خداع الشبكات الإجتماعية. يتواصل بلغة فرنسية سليمة، و هي اللغة التي يستعملها في نشر أغلب الوثائق المسربة.
من يختفي وراء حساب "كريس كولمان"؟!
قليل من المسؤولين المغاربة إختاروا الحديث علنيا عن هذا الموضوع، أحد هؤلاء هي الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية السيدة أمباركة بوعيدة ، كذلك الناطق الرسمي بإسم الحكومة مصطفى الخلفي فضلا عن أحد ضحايا التسريبات الصحفي "أحمد الشاري" الذي إتضح أن لديه علاقات وضيدة مع جهاز المخابرات المغربي. كل هؤلاء قاموا بإتهام جهاز المخابرات الجزائرية بالؤقوف وراء التسريبات.
في أول اللقاءات الصحفية التي تتناول الموضوع، أدان وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار لأسبوعية "جون أفريك" الفرنسية التسريبات التي قال أن "أبطالها لا يمكن أن يكونوا إلا عناصر معادية للمغرب" و في سؤال ما إذا كان يقصد الجزائر رد مزوار قائلا " لم أقل هذا بصفة مباشرة".
قوة خارجية أو مجموعة من الشباب؟؟
في الأوساط الديبلوماسية و الصحفية يقال أن الحكومة المغربية لم تعد تمد أصابع الإتهام إلى الجزائر و أنه قد تم البدء من جديد في البحث عن من يمكن أن يختبأ وراء هذا الحساب. البعض يشير إلى أمكانية أن يكون مجموعة من الشباب الصحراويين قد تمكنوا من إختراق حواسيب مغربية تحمل وثائق سرية، قد تغيب عنهم بعض مهارات الإتصال و هو ما يفسر بعض العراقيل التي حصلت خلال نشرهم للوثائق.
هناك أيضا من يقول أنها مجرد تصفية حسابات داخل النظام، و الدليل أنه لم تظهر أي وثيقة تخص مديرية حماية الأقاليم أي الشرطة السرية المغربية. هناك ديبلوماسيون يتساءلون عن من يستفيد من ما يقوم به صاحب هذا الحساب المجهول و يقدمون فرضيات مفادها أن الأمانة العامة للأمم المتحدة و التي تمر علاقاتها مع المغرب بفتور شديد تخرج سليمة من هذه التسريبات و كذلك الديبلوماسية الأمريكية.
هناك فرضية أخيرة قوية و لديها ما يدعمها ، هذه الفرضية تشير إلى فرنسا و إلى مخابراتها السرية. لقد قامت السلطات المغربية بقطع التعاون القضائي و الأمني مع حليفها منذ ما يزيد على 10 أشهر و ذلك بعدما أقدم قاضي فرنسي على إستدعاء رئيس الشرطة السرية المغربية السيد عبد اللطيف حموشي و الذي قُدمت ضده في فرنسا 3 شكاوى بدعوى التعذيب، إثنتين منها مدعومة و مساندة من طرف "المنظمة المسيحية لتحريم التعذيب" ، "لقد كان المغرب مصدر مهم للمعلومات بالنسبة لنا في الحرب ضد الإرهاب" يقول وزير الداخلية الفرنسي السابق "شارلس باسكوا" منذ أيام.
كما أن الإعلام الرسمي المغربي قام بنشر إسم رئيسة قسم المخابرات الفرنسية بالمغرب "أغنيس فيلين"، و التي وجدت نفسها مجبرة على المغادرة على جناح السرعة من المغرب. من كان إذن وراء كشف حقيقة أن وراء هذه المرأة التي تعمل كديبلوماسية تختبئ ضابط في المخابرات السرية الفرنسية؟ الإحتمال الواقعي هو أن تكون السلطات هي من قام بذلك!. من هذا المنطلق تأتي بعض الأصوات في المغرب لتقول أن "كريس كولمان" هو مجرد "ثأر" قامت به باريس ردا على ضربات الرباط.
عن صحيفة الموندو.
ترجمة : المحفوظ محمد لمين بشري.

Contact Form

Name

Email *

Message *