-->

السمك المجفف...و الغرق

ودّ المحتلون المغاربة , لو يصيدوننا , كي نصير سماكا مجففا فاقد العيون و الملامح و
القسمات , نرضع ملحهم لنكون بضاعة في مخازنهم او نتعفن ,,,
حلموا ان نكون هكذا جَفافا , قشورا , كبِرْكة طين صحراوية هجرها الماء , متفرقة البنى و الاوصال و يحلو هرسها تحت الاحذية,,,
تلك هي سياساتهم , و شبكاتهم تريد ان تتحايل كي تصطاد السمك الغبي بالطعم الماكر,,,
و تتخذ الحيل ببعض الاسماك المصنّعة , كي تخدع الاسماك التائهة , بالاصوات و الاضواء المضلِّلة , و ان كانت مفتوحة العيون الا انها مفقوءة البصيرة , قد تقاد بسهولة الى الفخ , لتفاجأ بمخازن التجفيف و التمليح و البيع...!!!
الصيد في الرمل المتحرك و متاهات الصحراء , كالصيد بقواربهم الخشبية المهترئة في اهوال المحيط مغامرة !,
لم يخضها القراصنة الاسبان الى النهاية , لتصدي ريح الصحراء الهوجاء المغبرة و المحيط بعواصفه و امواجه العالية العاتية , فاوكلوا بقية المهمة الى الملك المتآمر المغامر الحالم,,,
ها هي سفينة الملك الربان الذي حل محل ابيه بعد موته,,, وحيدة تتقاذفها الامواج و لا يرسو لها قرار , قد فقدت البوصلة مغناطيسها و اختلطت الخرائط و امحت الممرات السالكة , و امست تدور هنا و هناك تحت امرة ربان يقود بمزاجية على هواه , بمعاونين متنافرين متخاصمين , قِدَام جهّال متعصبين , و آخرين جدد مثله تماما , لا خبرة لديهم و لا تجربة , كل المراسي ملتها و لفظتها , و ظهرت العيوب و علامات الشيخوخة في بنيتها و الترقيعات هنا و هناك و المياه الوسخة التي تملأ الممرات و بيوتات الطبقة المسحوقة , لن تمهل السفينة عمرا اطول , حان وقت تغييرها بالكامل و صيانة شاملة تتجاوز منطق الاصلاح , تحتاج ربابين جدد بفكر جديد , بعيد عن احلام الملوك و المماليك و زمن المغامرين لانه اوشك التمادي في المغامرة ان يغرق الجميع,,,
و لكنها نهاية طبيعية , لكل مغامر في الصحراء و في البحر , سيختفي من فوق سطح الماء و يعود البحر الى طبعه , جماله و بريقه , و الرمال الى لمعانها و سحر تجاعيدها , كل في مكانه , و لكن ستظل خاصية العناد و البلع لكل متجبر و متفرعن تخصهما معا ,,,

بقلم : حمدي حمودي
كاتب من الصحراء الغربية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *