-->

في تأبين الأبناء

ونحن نسابق الزمن أو على الأقل نسابق حـــالة الانتــــظارعل اليأس أن يفضي الى أي
قرار أو ربمـــــا يذهب المــغرب في تهوره حدا يصل فيه الى ضرب حالة الجـــــــــــمود في ظــل الارتباك والتخبط الذين طبعا تعاطيه الاممـــي أو بالأحرى مع المجمـوعة الدولية بمن فيها الماما فرنسا ، كان لــــــزامـا ولا زال الحرص على الجاهزية والاستعداد وإن لزم الأمــــر رفع حالات التأهب بين الدنيا والقصوى والمسافة الفاصــــــــلة بما تستدعيه لأثرها النفسي الكبير واستعادة ثقة انهكتــــــها سنوات الاجتثاث وجسارة الصبر ، وكل ذلك لا أخرجــــــه من دائـرة البحث عن أوراق ضغط لأي مسار تفاوضي او مناورة خارج نطاق الاشتباك المباشر ، كمن يخشى دخول مواجهـــــــة مقلم الاظافر اعزلا حتى من زاده النفسي .

ولإن حضرْتُ مناورتي القطاعين الجنوبي والشمالي لنـــواحي جيش التحرير بالمدرسة الوطنية للدرك واغوينــــيت المحـررة وتباين الاراء والطموحات حولهما برأي اهـــــــل الاختصاص فكلاهما بلغ مقصدا ليس باليسير في اوساط الصحراويين ليس لحنينهم لسنوات الجمر ودوي الحروب لكن بحثهم عن خلاص المنفى والشتات يظل أقوى من أي سكون قد يحلله كثيــــــرون استقرارا بات مستهدفا من قبل الاحتلال لكـــــــــنه من حيث لا يحتسب يجعل اللاجئين والمضطهدين تحت الاحتلال يراجـعون حساباتهم من الداخل قبل الخارج وإذا ما وصلوا الى الــــوحدة السلوك والقناعة وليست الشعار فإن عمر الاحتلال المــغربي في الصحراء الغربية قصير وان لم يرتبط بسنة أو اثنتين ولا حتى بعشرٍ ، فحرب الكرامة تمر عبر معارك تطــــــول وتقصر بحسب طول النفس وفتوره.

الثالثة وعوض ان تكون ثابتة على قياس المثل الضـارب كانت مغايرة لسير الاوليين ، فسابَق انفجار مفــــــــاجئ دوي قذائف التدريب التكتيكي فأودى بحياة ثلاثة من خيرة الابناء وتكفـــلت جراح اثنين اخرين بنقلهما الى مرحلة الخطر ، فثمن الــحـرية يبدأ سداده من نية التحرر ولن يستفي تكاليفه الباهــــــــــــــضة الا بحرية الوطن كاملا غير منقوص ، وتلك دورس نتـــعلمها يوميا على بساطتها وإن لا زمها امتعاض غير مبــرر وتنميـق مبالغ فيه في الشق المقابل .

ومع تقديمنا للتعازي لانفسنا ولعائلات الشهداء ، نصبح جـميعا أمام سيل جارف من التسـاؤلات ليس اكثرها الحاحا هل نحـــن مستعدون لأي خيار ؟ وإذا كنا كذلك هل نحن مقتنـــــــعون بأن الاعداد لوحده وإن كان افضل من الانتظار في افضـــل حالاته يكلف الكثير ؟ والى أي مدى نستطيع التحامل على اوجـــــاعنا وغض الطرف عن هفوات وسلوكيات وجزئيـــــــات في سعي للكل ؟ وهل يوجد ما هو أغلى من دم الانسان دليلا على صبر وايمان الصحراويين بقضاء الله وقـــدره ليصبــح الاجـــــــماع وتكملة المسار أجدى وانبل من تحميل المســــؤوليات ؟ ام إن الصمت لا زال يُفسر ضعفا اقل من أن يحقق انصافا ؟ وكيف بمن يخوض جبهة محتدمة مع الاحتلال أن يربح الحــــــــــالة المعنوية وهو المبالغ في التقيُّد والتعقيد والسعى في مثـــــالية لن تتأتى إلا بالعض على النواجد ؟

ان من يودع شبابا في اعمار الزهور تولوا زمام التضحية فقط في تدريب لما يحققه من صيت وزخم ونخوة لن يتواني عن ما هو اكثر جدية من تمارين عسكرية ومجد ميـــــــــادين الشرف حالهم حال من نواريهم في اراضينا المحتلة في المعتقل أو خارجه في طريقنا لهدف لم يكلفنا اربعين سنة فحسب بل نزيد عليها التسعين في تحت الحقبة الاستعمارية الاسبانية ، فرحلة بحثنا عن الحرية عمرها مائة وثلاثين عاما وضحاياها بالالاف وتتويجهم جميعا لن يكتمل الا بإكتمال نصاب ثمن الاستقلال وإن بهض .

بقلم: نفعي احمد محمد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *