-->

الثقافة اللا فرقة

لا يخفى على احد ما تلعبه الثقافة في حياة الشعوب في التعبير عن وجودها وأصالتها ،
وذلك ما جسدته الثقافة الصحراوية في الدفاع عن هوية الشعب الصحراوي والذود عن حياض تاريخه ووجدانه 
هذا الدور ظلت الجبهة تحاول تجسيده من خلال وزارة الثقافة حسب الظروف والمتطلبات وواقع الحال ، ليتسع مفهوم الثقافة ليشمل عدة جوانب ومفاهيم تم طرقها حديثا كالاثار والمسرح والكتاب والبحث والسينما والمسرح وغيرها ، إلا ان مفهوم الفرق الغنائية ظل لعنة تطارد وزارة الثقافة رغم الجهود المبذولة من طرف الوزراء والموظفين السابقين لتغيير هذا المفهوم لدى عامة الناس وحتى عند بعض النخب والقيادات ، ولعل لهذا المفهوم مايبرره لجملة عوامل وترسبات سابقة الصقت المفهوم بالوزارة وحتى بالثقافة كمفهوم شامل .
ولمعالجة الموضوع بنوع من الموضوعية ، وحتى لا نبخس الناس اشياءهم اجزم ان كل المتعاقبين على هذه الوزارة حاول تغيير المفهوم والتخفيف من حدته كي لا يفهم الناس والنخب ان وزارة الثقافة هي مجرد فرقة تطرب في مناسبات عديدة ثم تعود الى ادراج النسيان .
وبحكم عملي في هذه الوزارة منذ 2008 ، ادرك جيدا مابذله الفريق من جهد لتغيير المفهوم ، وهذا ما لمسته عند الكثير من الناس وخاصة العامة على ان الثقافة تتعدى المفهوم الضيق "فرقة " لتشمل ميادين اخرى وهذا مايجعلك تشعر بنوع من الرضا على عملك وجهدك طيلة هذه السنوات .
ولكن اذا كانت العامة من الناس اصبحت تعرف جيدا مفهوم الثقافة فان الامر يختلف تماما عند النخب والقيادات التي تتعامل مع الوزارة الى الان في حدود المفهوم الضيق للثقافة ويتجسد ذلك في طبيعة المشاركات الوطنية والدولية والتي يقتصر الحضور الثقافي فيها على الفرق والشعراء وإقصاء اطارات الوزارة القادرة على اعطاء اضافة نوعية لهذا النوع من المشاركات ، رغم حرصنا الدائم في الوزارة على دور الشركاء في انجاح أي عمل ، وتقزيم انفسنا من اجل تكثيف المشاركة وتنويعها من طرف الشركاء .
ففي كل مناسبة خارجية او داخلية يتم استدعاء الفرق او تكوينها للمشاركة ، وكان هذه الجهات عاجزة عن ابراز ثقافة الشعب الصحراوي وهويته والتعبير عنها في اطار خارج الرقص والغناء ، وبهذا تكون الجهات الوطنية وأقول كل الجهات لاتزال محصورة بين جدران المفهوم القديم للثقافة ،ولم تفهم بعد الدرس الذي تكرر على مسامعها في كل مشاركة تنظمها الوزارة .
وبهذا يتم اقصاء كوادر الوزارة من العديد من المشاركات الوطنية والدولية وتتم دعوة الفرق للتمثيل عنها ، بل وربما حتى بدعوتها لتقديم البحوث والدراسات وتقديم الكتب والحديث عن الاثار وغيرها باسمها ايضا .
بقلم : محمود خطري حمدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *