-->

من يفرض الحل؟ بقلم: الديش محمد الصالح

الكل يتابع عن كثب ما بجري خلال اجتماعات مجلس الامن الحالية، فهناك من هو
متفائل وهناك من هو متشائم بينما في الوسط آخرين. فقبل كل شئ، عليناع ان ندرك جيدا ان الاهتمام الدولى بقضيتنا ووساطة الامم المتحدة وتواجدها في الصحراء الغربية لم يكن هدية مكرم علينا بها او امر نزل من السماء، لكن كل هذا جاء بفضل تضحيات الشعب الصحراوي وكلما ٲرتفع مستوى نضالات هذا الشعب كلما ازداد هذا لاهتمام بل وحقق لنا ما نصبو اليه. 
فالمعركة تدور حول حق شعب تعترف به كل القوانين الدولية، لكن الذين يديرون النظام العالمي لا يضعون القضية ضمن اولوياتهم ولهذا يظل التعامل معها انطلاقا من قياسهم لترمومتر الخطر الذي تحدثه، حيث الاهتمام يزداد طبقا لدرجة اهمية ما يحدث على ارض الواقع والخطر الذي قد يسببه.
فالقبول بخطة التسوية لسنة 1991، والقاضية بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي ، جاء بعد الهزيمة التي مني بها المغرب خلال سنوات الحرب. ومهما كانت خلفية المغرب من وراء التعاطي مع الحل السياسي، الا ان الهزيمة العسكرية هي التي فرضت حينها على هذه الاخيرة القبول بكل شروط جبهة البوليساريو بما في ذلك خيار الاستقلال. وكان انذاك حلفاء المغرب من اعضاء مجلس الامن هم الذين سارعوا الى المصادقة على الخطة كحل مشرف للمغرب يخرجها من هذه الورطة. 
كما ان الذي كسر حالة الجمود في مسلسل السلام بعد ذلك هي الانتفاضة العارمة في المناطق المحتلة والتي افشلت رهانات العدو وكشفنت حقائق زيفه واعطت بعد جديد للقضية الوطنية مما جعل اعضاء مجلس الامن يدقون ناقوس الخطر ويجدون انفسهم مجبرين مرة اخرى على التعاطي الايجابي . فالانتفاضة استطاعت ان تفرض على دول العالم العظمى اثارة الوضع القانوني للصحراء الغرببة وانتهاكات حقوق الانسان واساسها تقرير المصير واستغلال الموارد الطببعية للاقليم. 
صمود الشعب الصحراوي العظيم على مدار اربعين سنة غير قابل ابدا للرجوع للوراء واصبحت الحقيقة الصحراوية تشكل معادلة لا مفر منها من اجل ضمان استقرار المنطقة، فحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال مسلمة ثابتة وقوة الصحراويين تضاعفت وعزيمتهم تزاداد يوم بعد يون كما ان خيارات المقاومة تتسع. وانطلاقا من هذا، فالشعب الصحراوي هو الذي يظل بيده صنع الحدث وفرض الحل.
الان، نحن نرجو من مجلس الامن في اجتماعه الحالي الكثير ، كما لا نرجو منه شئ، لكن الامر يتعلق بدرجة الترمومتر على ارض الواقع هل هي مرتفعة او منخفضة فهي التي على اساسها يقاس نوع القرار الذي سيتخذ، وهذ يعود لنا نحن الصحراويين وقدرتنا على رفع درحة هذا الترمومتر التي ستفرض على مجلس الامن اتخاذ القرار المناسب. 
ان الصحراويين في هذه الاوقات مطالبين بصنع المستحيل حتى يتقدم مجلس الامن في قراراته، والآمال معلقة على التحدي الذي سترفعه المناطق المحتلة من خلال مظاهرات سلمية في كل المدن الصحراوية حتى يقبل المجلس بادراج مسائل مراقبة حقوق الانسان واستغلال الثروات الطبيعة ضمن مهام المينورسو وليس جهة اخرى، فهي البعثة التي اوكلت لها مهمة تنظيم الاستفتاء في اطار تصفية الاستعمار وبالتالي وجودها على الارض يخول لها قبل غيرها حماية ومراقبة سكان هذا البلد وثرواته الطبيعية التي يعود القرار في استغلالها لهؤلاء السكان.
بقلم: الديش محمد الصالح
14 ابريل 2015

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *