في ذكرى مرور 40 سنة على اول لجنة لتقصي الحقائق لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية يظل الحبل على الغارب

في مثل هذا اليوم 12 مايو من سنة 1975 وصلت الى مدينة العيون عاصمة الصحراء

الغربية اول بعثة اممية لتقصي الحقائق بهدف دراسة المعطيات السياسية والاجتماعية والديمغرافية لاجراء استفتاء تقرير المصير الذي طالبت به الامم المتحدة منذ 1966. قبل اربعين سنة ، وصلت تلك البعثة الاممية والمفارقة ان الاستفتاء لم ينظم رغم ان بعثة الامم المتحدة الساهرة على وقف اطلاق النار منذ 6سبتمبر1991 تحمل ذات الهدف 

ورغم انه قد جرت مياه كثيرة لكن لايزال الشعب الصحراوي يطالب بتنظيم الاستفتاء، رغم ان الحبل يظل على الغارب وسط اللاة بالاة من المنتظم الدولي في غياب مصالح ضاغطة وغياب راعي على مستوى مجلس الامن في ظل وقف اطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمغرب .

لقد نشرت تلك البعثة تقريرها يوم 15 اكتوبر من نفس السنة قبل اسبوعين من تعرض المنطقة للغزو العسكري المغربي وقبل يوم واحد من نشر تقرير محكمة العدل الدولية التي اكدت حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير
ماذا قالت تلك اللجنة التي استقبلتها الجماهير الصحراوية على طول وعرض المنطقة بالاعلام الوطنية والشعارات التي صدح بها المواطنون منادين بحياة جبهة البوليساريو ورفض الاستعمار ب"فويرا فيرا اسبانيا" مع رفض تام الانضمام لاي من الدول المجاورة

نتابع اهم ما دونه التقرير عن تلك الحقبة

في الثاني عشر من مايو 1975 شكلت لجنة الاستعمار التابعة للأمم المتحدة بعثة تقصي حقائق ضمت ممثلين من عدة دول وكُلفت بمهمة وضع دراسة تفصيلية عن مشكلة الصحراء الغربية وكيفية تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي طالبت به الجمعية العامة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ..

وفي الفترة الممتدة ما بين 12 ماي و 9يونيو 1975 زارت البعثة كلا من الصحراء الغربية والمغرب والجزائر وموريتانيا إضافة إلى إسبانيا والتقت بالسكان الصحراويين في أماكن تواجدهم .

وبعد خمسة أسابيع من التقصي والبحث المتواصل قدمت البعثة تقريرها الذي نشر يوم 15 اكتوبر 1975 . تقول البعثة الاممية أنها "وجدت لدى السكان الصحراويين الذين التقتهم رغبة واضحة في الاستقلال ورفض مبدأ استرداد إقليم الصحراء الغربية من المغرب وموريتانيا"

ويضيف التقرير بعد التقرير بحيثيات الزيارة لقد اظهر هؤلاء الصحراويين عبر التظاهرات والبيانات عن تأييدهم لجبهة " البوليساريو" التي تحظى بقبول كبير من قبلهم, والتي هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة 

وأكدت البعثة الأممية في تقريرها أن إنهاء حالة الاستعمار في الصحراء الغربية يجب أن يأخذ بالاعتبار إرادة جميع الأهالي الصحراويين المقيمين فوق ارض الإقليم أو الموجودين منهم خارجه كلاجئين. واقترحت البعثة على الجمعية العامة للأمم المتحدة السعي من خلال اتخاذ التدابير الضرورية اللازمة لإجراء استفتاء حر في الصحراء الغربية ترعاه الأمم المتحدة ويقرر من خلاله شعب الإقليم مستقبله بنفسه

وقبل ايام قليلة من صدور القرار رقم 3292 قال ممثل اسبانيا في الامم المتحدة يوم : 4 ديسمبر1974 للجنة الرابعة ان بلاده على استعداد لاستقبال بعثة تقصي الحقائق الاممية.

1- تشكيلة اللجنة :

تتشكل البعثة الاممية من الاعضاء التالية :

- السيد شمعون أك الممثل الدائم لساح العاج في الامم المتحدة رئيسا.

- السيدة مارتا خمينيز من كوبا.

- السيد منو شهر نائب مندوب ايران الدائم لدى الامم المتحددة.

2- أنشطة البعثة :

قبل مغادرتها نيورك عقدت البعثة جلسات عمل مع الممثلين الدائمين لاسبانيا والمغرب وموريتانيا والجزائر, وكانت المحادثات اساسا حول تنظيم زيارة لكل بلد.

وتضمن مشروع برنامج هذه الزيارات الى الاماكن التالية : العيون , السمارة , الداخلة , تشلة, لكويرة ووافقت الادارة على إضافة الى تلك القائمة المواقع التالية : بوكراع , الدورة , المحبس, تيفاريتي , كلتة زمور , اوسرد, العركوب.

وخلال إجتماعات العمل التي عقدت في مقر الامم المتحدة في الفترة مابين 17 ابريل و 2 مايو وضعت البعثة برنامج عمل يتضمن النقاط التالية :

- إجراء محادثات تمهيدية مع السلطات الاسبانية.

- إجراء مناقشات مع السلطات واعضاء من المؤسسات الاقلمية وقادة الاحزاب السياسية.

- الاتصال المباشر مع اكبر عدد من السكان الاصليين في مختلف المناطق.

- مناقشات مع ممثلي حكومات كل من : المغرب , الجزائر, موريتانيا.

- دراسة جميع جوانب الوضع في البلاد ( سياسية , إجتماعية , ثقافية ، إقتصادية , تعلمية , التنظيم العسكري).

3- الزيارات

ا- زيارة الى المناطق الصحراوية :

وصلت البعثة الاممية الى مدينة العيون يوم : 12 مايو 1975 على متن طائرة خاصة وفرتها الحكومة الاسبانية حيث استقبلها حشد كبير من الجماهير الشعبية بمختلف اطيافها.

وبعد الظهر التقت اللجنة في قصر الجمعية مع خطري سعيد الجماني رئيس الجمعية بحضور كافة أعضائها.

وفي اليوم الموالي أنتقلت البعثة الى بلدة الدورة والتقت مع زعماء واعيان القبائل الصحراوية وضباط إسبان.

وفي يوم 14 مايو إنتقلت البعثة الى شركة التنقيب عن المناجم والفوسفات والتقت مع وفد يمثل العمال الصحراويين العاملين في المناجم ,وبتاريخ 15 مايو زارت البعثة منطقتي تيفاريتي وكلتة زمور.

وبتاريخ 16 مايو زارت البعثة بلدة المحبس وهي البلدة التي تقع على الطرف الشرقي من الاقليم على بعد 35 كلم من الحدود المغربية حيث التقت هذه الاخيرة مع شيوخ القبائل البارزين وجبهة البوليساريو، بحسب التقرير المنشور اكتوبر1975.

وبتاريخ 17 مايوعقدت البعثة جلستي عمل منفصلة مع كل من الجنرال فيديريكو جوميث سالازار الحاكم العام و لويس رود ريغيث الامين العام للصحراء الاسبانية.

وفي يوم 18 مايو تقسمت البعثة الى مجموعتيين , واحدة ذهبت الى اوسرد وتشلة والثانية توجهت الى العركوب وقبل ذلك الداخلة.

وبتاريخ 19 مايو وصلت البعثة الى لكويرة حيث التقت البعثة هناك بعض ممثلي جبهة البوليساريو يضيف التقرير.

وفي ليلة 19-20 مايو من نفس السنة إنتقلت البعثة الى لاس بالمس في جزر الكناري.

وبتاريخ 21 مايو عقدت جلسة عمل مع الوفد الاسباني في مدريد برئاسة السيد روفيرا وكيل وزارة الخارجية والسيد كورتينا وزير الشؤون الخارجية والسيد رئيس الحكومة ارياس نافارو.

ب- زيارة البعثة الى المغرب:

في يوم 22 مايو غادرت البعثة من مدريد متجهة الى مدينة فاس وبعد وصولها الى المدينة المذكورة في فترة مابعد الظهر من نفس اليوم كان في إستقبالها الملك الحسن الثاني وعدد من كبار المسؤولين, وفي اليوم الموالي سافرت البعثة الى اكادير والتقت مع السيد خليهنا رشيد .

وفي يوم 24 مايو غادرت البعثة اكادير متجهة الى مدينةالطنطان وبعد ذلك الزاك , ولدى عودتها الى مدينة اكادير واصلت البعثة محادثاتها مع السيد رشيد ثم اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال برئاسة السيد محمد بوشة امينها العام. وفي يوم 26 مايو عادرت البعثة اكادير الى فاس وبعد وصولها الى مدينة فاس يوم 27 مايو وجهت الدعوة الى البعثة في القصر الملكي للملك الحسن الثاني.

ج- زيارة البعثة الى الجزائر :

وصلت البعثة الى الجزائر يوم 28 مايو على متن طائرة خاصة وفرتها الحكومة الجزائرية وبعد ساعات قليلة من وصولها إستقبلها السيد هواري بومدين وحضر المقابلة كل من السيد عبد المالك الامين العام لوزارة الشؤون الخارجية والسيد عبد اللطيف رحال الممثل الدائم للجزائر في الامم المتحدة.

وفي هذا اللقاء حدد هواري بومدين المبادئ الاساسية لسياسة الجزائر على إنهاء الاستعمار مقدما معلومات اساسية عن موقف حكومته بشأن مسألة الصحراء.

وفي يوم 29 ماي توجهت البعثة الى مدينة تندوف وخلال إقامتها في المدينة رافق البعثة السيد عمر محمد علي عضو اللجنة التنفيدية لجبهة البوليساريو , وفي اليوم الموالي الموافق ل 30 مايو بدات البعثة في زيارتها الى مخيمات اللاجئيين الصحراويين.

وانتهت جلسة العمل الطويلة مع وفد جبهة البوليساريو بقيادة السيد الولي مصطفى السيد الامين العام للجبهة الشعبية وحضر اللقاء كل من عمر محمد علي، المحفوظ اعلي بيبة والسيد موسى، واحمد قائد ابراهيم ،وابراهيم غالي واعضاء من المكتب السياسي للجبهة.

وفي 31 مايو عادت البعثة الى الجزائر وفي اليوم الموالي استقبل الرئيس هواري بومدين للمرة الثانية للبعثة وقال لها من بين الامور الاخرى واستمرار لسياسة الجزائر إنهاء الاستعمار.

د- زيارة البعثة الى موريتانيا:

بدات البعثة زيارتها الى انواقشوط بتاريخ 4 يونيو وعقدت جلست عمل مع وفد الحكومة برئاسة السيد حمدي ولد مكناس ووزير الخارجية والسيد عبد الله ولد الشيخ وزير التعاون والسيد بال محمد بشير والسيد مولاي الحسن الممثل الدائم لدى الامم المتحدة.

كما أستقبلت البعثة من طرف الرئيس مختار ولد دداه وذكر بطبيعة الروابط بين موريتانيا والصحراء وموقف حكومته بشأن هذه المسألة.

وفي 5 يونيو زارت البعثة مدينة اطار و 6 يونيو إنتقلت الى بئرام اغرين ثم عادت الى مدينة إزويرات والتقت مع امير المنطقة واجرت محادثات مع ممثلي السكان وجبهة "بوسيف" .

و في 7 يونيو وصلت البعثة الى مدينة انواذيبو حيث شاركت هذه الاخيرة في إجتماع عام والتقت مع كبار الشخصيات وفي 8 يونيو عادت الى مدينة انواقشوط وأنهت سلسلة المقابلات واكد لهم الرئيس مرة ثانية موقف بلاده بشأن مسألة الصحراء الغربية.

خلاصة عامة عن تقرير لجنة تقصي الحقائق

خرجت بتقريرمفصل وواضح مبني على رايواحد ومتكامل بين كل الدول التي شملتها الزيارة وهو رغبة الشعب الصحراوي في الاستقلال التام،مبرزة ان جبهة البوليساريو كانت القوة "المسيطرة" في المنطقة والتي ظهرت في الشعارات والاعلام التي رفعها المواطنون في كل مكان، مبرزة رفضهم الانضمام لاي من المغرب او موريتانيا .

بقلم: الاعلامي السالك مفتاحsalekmuftah@gmail.com