-->

ربة البيت الصحراوية في ظل التحديات

بينما أضع القلم بين أنامل يدي لأكتب,وماذا سأكتب ؟ هل سأصف مميزات ربة البيت
الصحراوي , أم أصف ما قد مرت به من تحديات , وكيف تربي أبناءها في ظل هذه التحديات ؟
أيها القراء الكرام حتى لو كان فكري مشبع بكل ما يتعلق بالأم ؟ لن أجد الكلمات المناسبة لأصف لكم الأم الصحراوية والتي هي مثال للتضحية ولو كانت عكس ذلك لما كان العدو يخشى كل فرد تلده هذه الأم , لقد واجهت ربة البيت الصحراوي عدة تحديات وصعوبات , مكنتها من اكتساب الوعي و الادراك و التحكم في سيرورة تسييرها لبيتها , فالأم الصحراوية لها الأهمية البالغة في التربية , فعن طريقها تحقق البيئة الاجتماعية آثارها السلوكية في الأطفال , وبفضلها تنتقل تقاليد ونظم و تاريخ وطنهم اليهم لا سيما ذلك التاريخ الذي كتبوه آبائهم بل ونقشوه بأحرف لا يزيلها تزوير العدو , كانوا آبائهم يخضون الحروب بينما كانت الأم تخوض حربا تربوية , فكانت تلعب دور الأب و الأخ و المربية في آن واحد و تجمع بين الواجب الوطني وواجباتها المنزلية .
امرأة ليست ككل النساء في زمن ليس كأي زمن , أراد لها القدر أن تكون عنيدة كما أرادت لنفسها و عانقت مراحل النزوح فاللجوء فرسمت على جبين الزمن طريق التحدي , لتقول للعالم كله أنا الأم الصحراوية بكل عنفوانها و شجاعتها و صبرها , هي تلك العنيدة التي اذا أرادت شيئا فعلته بفضل ارادتها و عنادها , فرغم ويلات اللجوء و الحرمان و قساوة الطبيعة , فهي الأم الحنونة و الزوجة الوفية و المربية و المعلمة المثالية و الممرضة الرحيمة هكذا أرادت لنفسها أن تظل شامخة شموخ خيمتها التي لاطمتها أمواج الزوال فأبت الا أن تبقى منتصبة وهي رمزا من رموز الهوية الصحراوية,
هي الأم الصحراوية التي استلهمت نساء العالم دروس التحدي من تجربتها الطويلة فذاك عهدها ووعدها لقوافل من الشهداء,لقد ودعتهم وهي تقول و تردد سأظل عنيدة سأظل عنيدة سأظل عنيدة حتى تحقيق النصر و نصب خيمتي على ربوع الساقية الحمراء ووادي الذهب.
بقلم الاستاذ محمد عبد الرحمان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *