لن تكون هناك سنة حسم و هذه حججنا/ بقلم: البشير محمد لحسن
توجد قيادة البوليساريو اليوم في موقف لا تحسد عليه، فهي من جهة تواجه ضغطا
داخلياً رهيبا يتزايد كل يوم مع بداية العد العكسي لدخول النصف الثاني من السنة التي وعدت بأن تكون سنة الحسم، أما خارجيا فقد كبلك الجبهة الشعبية نفسها و التزمت بالتطبيق الحرفي لمخطط السلام منذ دخول البعثة الأممية إلى أراضي الجمهورية سواء المحتلة أو المحررة سنة 1991.
داخلياً رهيبا يتزايد كل يوم مع بداية العد العكسي لدخول النصف الثاني من السنة التي وعدت بأن تكون سنة الحسم، أما خارجيا فقد كبلك الجبهة الشعبية نفسها و التزمت بالتطبيق الحرفي لمخطط السلام منذ دخول البعثة الأممية إلى أراضي الجمهورية سواء المحتلة أو المحررة سنة 1991.
و لعل الضغط الداخلي أشد وطأة و تأثيرا من الخارجي بحكم انه يأتي من قواعد البوليساريو العريضة التي منت النفس عن طريق وعود مسؤلي الجبهة بأن سنة 2015 ستكون سنة الحسم. و قد بدا الرفض الشعبي يتسع لمخطط السلام لكنه هذه المرة جاء من قيادات عسكرية وازنة داخل الجبهة، و قد ترجم شكل هذا الضغط في خطوات عملية على الأرض من خلال تغيير طريقة التعامل مع قوات المينورسو على الارض و فرض قيود جديدة عليها، و حسب المعلومات القليلة التي رشحت من مركز صنع القرار في الجبهة فإن القرار يقف خلفه بعض القادة العسكريون الذي لم يخلفوا تذمرهم من طول الانتظار.
نقول أن هذا العام لن يكون عام الحسم و في ذلك نستند إلى العديد من المعطيات المحلية و الإقليمية و حتى الدولية.
فداخليا لا شيء يوحي بأن هناك اي بوادر لحسم سواء كان سياسي ام عسكري منتظر فمن عادة الجبهة الشعبية اذا كانت امام استحقاقا وطنيا فإنها تقوم بالتجنيد و التعبئة خاصة في اوساط الجيش و حتى المؤسسات المدنية و هو ما لم يحدث، و بعد القرار الأممي الأخير اختفى جميع القادة الذين وعدوا بالحسم و لم ينبس أي كان ببنت شفة، لعلها الصدمة بعد أن راهن صناع القرار على معطيات دولية متحركة الثابت الوحيد فيها هو المصلحة. اما في الارض المحتلة او الخاصرة الرخوى للبوليساريو فلا شيء يوحي بان هناك تغيير، فقد تركت الانتفاضة لحالها، بل ان بعض الايادي التي تدخلت في تسيير ملف الانتفاضة كان لها الاثر السلبي الذي لا تخطئه العين، رغم انها اثبتت جدارتها و قدرتها على المبادرة و مشاهد مخيم اكديم ازيك لا تزال ماثلة في الاذهان، و هي عموما لا تزال عفوية و جماهيرية رغم كل ذلك.
أما إقليميًا فإن كل دول الجوار تجندت للحرب على الإرهاب، و أعطته الأولوية في الموارد و الاستراتيجيات، و كل الدول تسير على نفس مواقفها التقليدية المعروفة المغرب متعنت و موريتانيا في حيادها المبهم و الحليف يواصل دفاعه و دعمه للقضية الصحراوية على نفس الوتيرة. إذا ليس هناك ما يوحي بأن هناك طاريء قد يطرأ على المنطقة.
و في الخارج تواصل القضية الصحراوية الغياب عن الاجندة الدولية باستثناء مناقشات مجلس الامن السنوية كل ابريل، كما ان الفاعلين في الساحة العربية او العربية، سواء القدماء منهم ام الجدد لم تستأثر القضية الصحراوية بعد بإهتمامهم لعدة اسباب ليس هذا مجال سردها، كما ان مواصلة العزف على وتر الشرعية الدولية و قرارات الامم المتحدة اثبتت السياسة الدولية الحديثة انه غير ذي جدوى بل انه مضيعة للوقت لا اكثر. و قد اصبحت لكل دولة عظمى شرعيتها الدولية المستمدة من الامم المتحدة او حلف الناتو او أي تجمع دولي اخر.
نعتقد ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة عض الاصابع مع كلا الطرفين، و الرهان فيها هو على الساحة الداخلية و اختبار شدة تماسكها، بعد ان عجز الطرفان ـ الى الان على الاقل ـ في فرض حسم نهائي، فلا البوليساريو حققت الاستقلال الذي وعدت به الصحراويين و لا المغرب استطاع الى اليوم بسط سيطرته على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، و لم يستطع حتى كسب قلوب الصحراويين و تلك هي المهمة الاصعب او حتى المستحيلة.
نعود و نقول ان الحسم قد يأتي مفاجئا للجميع، كما كانت "عاصفة الحزم" السعودية في اليمن، غير اننا لا نرى انه يمكن المقارنة بين الحاتين، و بذلك تمضي سنة اخرى و تظل القضية الصحراوية دون حسم، و مع تأخر الحسم تتصاعد ضغوط القاعدة الشبانية العريضة داخل جبهة البوليساريو مطالبة قيادتها بتبرير جدوى التطبيق الحرفي لمخطط السلام الذي انتهكه المغرب اكثر من مرة على مرأى و مسمع عناصر قوات المينورسو، و قد بدأت الاصوات ترتفع منادية بالعودة الى حمل السلاح سواء من المخيمات او من الارض المحتلة، و هو الضغط الذي يحرج البوليساريو خاصة انها هددت اكثر من مرة بالعودة الى الحرب غير انها لم تفعل، ربما لان القادة يدركون ان الحرب عدة و عتاد و ذخيرة و محروقات و غيرها و وهو ما يجب توفره قبل اطلاق العنان للتهديدات او حتى التفكير في الاقدام عليها، و هنا بالطبع نقصد مدى جاهزية الحليف لهذه الحرب.