-->

في عيوننا مطر ...

منذ أربعين سنة مضت ونحن في انتظار غسيل قد يذهب بسوء الطالع الذي لازم قضيتنا
التي عمرت كثيرا، لكن فجأة جاءت أمطار الخير هاته التي طهرت ما طهرت من قوة وإرادة و تماسك عرته بعض السنين العجاف فكانت ذكرى الوحدة قد توجت قبل أيام من هذه السيول الجارفة وبرهنت أن قوة الشعوب في وحدتها.
"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" أن صور التضامن والتعاون التي ظهرت، و مظاهر التكامل التي جسدت أرقى أنواع الوحدة بين أفراد شعب أكد و يؤكد على تماسكه من اجل هدف واحد وهو التحرير والتحرر، عكست للعالم أن الصحراوي لم يأت يوما إلى اللجوؤ باحثا عن لقمة العيش ولا عن الاستقرار والرفاهية "التمانوكت" بل جاء مكافحا وسيبقى كذلك إلى أن يصل إلى مبتغاه.
بكرامته المرفوعة وعفته آلأصيلة و تواضعه الجميل واتكاله على رب العالمين سيتخطى الشعب الصحراوي هذا الامتحان الطبيعي وهو في اشد التماسك و الاتحاد من ذي قبل.
رغم أن التعاون و التسابق إلى إعانة آلآخر و الوقوف إلى جانبه هنا وهناك في مختلف المخيمات من الرابوني و بوجدور إلى السمارة واوسرد والداخلة غيبت صور المسؤولين التي من المفروض أن تكون في مقدمة آلأحداث وتتصدر اكبر عناوين الصحف المحلية و آلإعلام الرسمي، لا ندري لماذا؟
أن كل صحراوي شعبيا كان أو قائدا يحمل في عيونه أمطار غزيرة من الدموع لم يذرفها منذ أربعين سنة و يزيد و لا يريد أن يذرفها على كومة من الطين تبللت فسقطت و الأرض كلها طين و ماء و لا يريد أن يذرفها استجداء لمساعدات أو طلبا لعون من عدو أو صديق، عاش حرا واقفا لا تزعزعه ريح ولا مطر و سيظل كذلك.
هنا تستوقفني تلك المرأة التي تعبر عن مشاعرها وهي تجلس إلى جانب جدتها وتؤكد أن الكل بخير وما تضرر "رافد الباس"، أو ذلك الصبي الذي همه أن يسبح في بركة الماء المتجمع بين الخيام أو تلك الصبية التي تعزف على قيثارة البراءة و ذلك المقاتل الذي همه أن تبيت النساء في أماكن أمنة بعيدة عن السيول و المستنقعات، وذلك الشاب الذي يرفع العلم الوطني فوق حطام بيته، مؤكدا أن الوطن فوق كل اعتبار او تلك المرأة التي تذكر أهالينا في المناطق المحتلة بأهلهم في الملاجئ.
ما علينا نحن المتواجدون خارج المخيمات إلا أن لا نبخل على أهلنا هناك بالقليل أو بالكثير ماديا أو معنويا بدعم لا مشروط و أن نواسيهم في ممتلكاتهم التي ذهبت هباء منثورا ونصلي من اجلهم و ندعوا لهم في السراء والضراء. 
انه من الطبيعي أن تتوالى المحن تلو المحن لان المؤمن ممتحن في هذه الدنيا، ولكن أيضا ستتولى آلأفراح و المسرات رغم كل تلك المحن و تتولى الانتصارات أيضآ ويزداد ألإيمان بالقضية بالصمود في وجه العاتي لأننا نحن شعب خلق للصعاب ولا يزال كذلك حتى تحقيق النصر.
بقلم: بلاهي ولد عثمان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *