-->

الاعلام المستقل نحو نظرة اكثر احاطة

يعرف الإعلام الجديد حسب قاموس.. التكنولوجيا الرفيعة.. بأنه اندماج الكمبيوتر
وشبكات الكمبيوتر والوسائط المتعددة.، وفي تعريف( ليستر ( الإعلام الجديد باختصار هو مجموعة تكنولوجيات الاتصال التي تولدت من التزاوج بين الكمبيوتر والوسائل التقليدية للإعلام، الطباعة والتصوير والصوت والفيديو.. ويمكن ان نقول انه هو العلاقة بين الجمهور ووسائل الإعلام والتحول من إعلام الجماهير إلى جماهير الإعلام
وهذا هو جوهر الموضوع كما يعد ذلك النشاط الذي يقوم من خلاله المواطن أو المستعمل بإنتاج مضامين إعلامية ونشرها عبر وسائل وتطبيقات الاتصال الجديدة تعبيرا عن تفكير ما او طرح رؤية ما وعادتا ما تكون نابعة من توجه معين اوالاحاء لتصور ما.
بنظري تلك هي بداية الاعلام المستقل للملمة التفكير المتشتت باعتباره بوتقة انصهارمختلف الاطروحات وبامكانه تكرارها واخراجها في شكلها النهائي بروية ما اكبرمن تناقضاتنا الفكرية والسياسية , توجه الجمهور الا محدود الانتشار صوب اهداف مصيرية يمكن الالتفاف حولها وهذا في حد ذاته هو بداية التغيير نحو الافضل
وفي هذا السياق على الاعلام المستقل تحديد المضامين واخضاعها لمرجعية صلبة ودراسة كيفية التمييز بين الخطا والصواب في بعض مما ينشر تحفظا من الانحراف الذي يؤدي الى انهيار هذه السلطة الافتراضية كما ان عليها تحصين مواقها كي لا تصبح (مواقع اشطاري قاع ) الشي الذي يؤدي الى تدني نسبة المشتركين ويصبح الموقع من اجل القائمين عليه لا من اجل منتسبيه
ولا ياتي ذلك الا بحسر فيروسات النشر واعادة صياقة قوانين الاشتراك بدقة عالية ومهنية راقية تبتعد عن الشخصنة في كافة المجالات وتزكية المصادروالتدقيق في اصداراتها لانها هي الاخرى لديها منطلقاتها واجندتها
وصفوة القول ان الإعلام المستقل ، هو الاقرب استجابة لحديث المستخدم، الذي يتحول بدوره من متلقي ساكن تقليدي إلى متلقي نشيط وفعال، ويشارك بطريقة مباشرة في صناعة المادة الإعلامية والترويج لها.
و الحقيقة ان هذه النزعة التطورية الفريدة في مجال وسائل الاتصال والمعلومات، التي ارتدت ثوب الإنترنيت، والتي بدورها اختزلت حدود الزمان والمكان. كما ألقت بظلال تأثيرها على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية وبطريقة جوهرية في حياة الأفراد، أين مكنتهم من المشاركة والاتصال وتقوية الروح التفاعلية بينهم من خلال المواقع الكترونية، هذا فضلا عن أنها أفرزت أسس وبنى تنظيمية اجتماعية جديدة.
وقد امتد تأثيرها إلى الحياة السياسية، ففي الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث، وتتعاظم وتتدفق فيه المعلومات بشكل تراكمي رهيب يجعل من الصعب التحكم فيها، احتلت في هذا الشأن شبكات التواصل الاجتماعي موقعا متميزا في سياق تحرير الفرد من مختلف أشكال التسلط والاستبداد السياسي، والحد من ثقل الجهاز البيروقراطي، وتفعيل روافد المجتمع المدني، بتوفير المادة المعلوماتية وكسر قيود الاحتكار الممارس عليه.
هذه الغايات والمقاصد يمكن جدا ان تاهل الاعلام المستقل بأن يؤدي دورا مركزيا في إدارة عملية التوعية وتوجيه الخطاب .. (السياسي الصحراوي) اذما وحد ت المقاصد الشي الذي يمكنه من توجيه الرأي العام بشكل سلس وفعال، يفسح المجال للمطالبة باصلاح سياسي صحراوي ، من أجل إنتاج نظم تسيير جديدة تتوافق وفلسفة 20من ماي التحريرية .
كما أن الإعلام المستقل واخص هنا الاعلام الصحراوي بشكله الخصوصي و بمختلف وسائله وأشكاله أدى دورا لا يستهان به في الحراك السياسي والتحرري ولو على مستوى الانتشار الصحراوي ، بحيث أصبح قطعة أساسية في الاطلاع على الراي المخالف لراي الاعلام الرسمي كما انه فضاء مفتوح لمختلف الاطروحات والتوجهات مهما كانت سياسية او اجتماعية ، بالإضافة إلى أنه اسس لجزء من تاريخ التغيير السياسي والاجتماعي مقابل تدني اداء المنظومة الاعلامية الرسمية وعجزها عن لعب دورها كسلطة رابعة حقيقية يفترض بها لعب دور الرقابة من خلال المهنية والتحليل والخوض في المضامين من اجل الافضل , كما يعاب على الاعلام المستقل المبالغة في بعض الاحيان في مفهوم التحرر والاستقلال الى حدود قد تنال من مصداقيته فيما قد يرحب بذلك حينا وغير ذلك من الترحيب بحسب مؤهلات المتلقي وقدرته على الفصل بين المضامين
وفي هذا السياق فان وسائل الإعلام الجديد(المواقع المستقلة وحتى شبكات التواصل الاجتماعي ) من الممكن ان تساهم في صياغة تصور للحراك الديمقراطي الصحراوي ؟
كما انها قادرة على الاجماع على فكر وحدوي الاتجاه من اجل الافضل بعيدا عن اي وصاية لا تدخل ضمن التوجهات العامة لهذا الجمهور الواسع الانتشار والمتعدد التوجهات
ومن الممكن جدا ان تؤثر في عملية التغيير السياسي من خلال خطاب جوهري يحشد الهمم ينفخ في رح القضية الام لكل الصحراويين في هذا العالم الافتراضي . وأصبو من خلال هذه الورقة إلى توضيح اهمية استغلال الاعلام والتوقف عند حقيقة مدى فاعلية شبكات التواصل الاجتماعي والاعلام المستقل في التغيير الديمقراطي، وتحويل الفضاء السياسي الصحراوي إلى ساحة فكرية حقيقية تطالب بتغيير الوضع القائم الى الافضل ، وتوسيع هامش التفكير كي لا ينحصر في مجموعة اشخاص قد تكون اتت اكل تفكيرها في زمن معين الشي الذي قد يدرها لاجترار نفس الافكار والاطروحات مع انني لا اراها خائبة في الغالب ، الا ان ديمقراطية التفكير وتنقيح الروى تساعد في التخلص من الوصاية على المصير ووحدوية الابداع في تسيير شؤون البلد.
ان الاعلام المستقل والشبكات الاجتماعية افرزت حركات تغيير في الفكرو السياسة وحركات اصلاح شهدها العالم من خلال استغلال الثورة المعلوماتية ولعل
أهم ما أفرزته على سبيل المثال التجربة التونسية المتعددة الأبعاد في مضمونها بعد حوالي 3 أسابيع-23يوم تحديدا- من التجمهر والاعتصامات،ا سقطت رأس النظام التونسي ,هذا ليس مدعات للتمرد على النظام الا انه دعوة للخوض في مكامن الاختلالات والوقوف من جديد من اجل الافضل
ان الدور المنوط بالإعلام المستقل قد يكون اكثر فاعلية في الاتجاه الاجابي اذا ما وجه صوب الاهداف الكبرى للمشروع الوطني الصحراوي ولا يحدث ذلك الا بلملمت صفوة النخبة الوطنية المتناثرة التفكير والاماكن
بقلم / الا علامي : ابنو ابلال

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *