-->

قمة الهند كشفت كيف اخترق المغرب الاتحاد الافريقي على حين غرة من الدبلوماسية الصحراوية

الصحراء الغربية 02 نوفمبر2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ كشف 
الاختراق المغربي الاخير للاتحاد الافريقي غياب دبلوماسية صحراوية قادرة على مواجهة مخططات الخصوم، إذ ان مشاركة ملك الاحتلال ضمن زعماء الاتحاد الافريقي في قمة مع الهند تعد انتهاكا واضحا لمسار الاتحاد الذي عزل المغرب في ثمنينات القرن الماضي بسبب احتلاله لاخر مستعمرة في افريقيا، وطالما ندد الافارقة وقمم القارة السمراء على مختلف المستويات بالتجاوزات المغربية في حق المدنيين مؤكدين تشبثهم بدعم كفاح الشعب الصحراوي من اجل الحرية والاستقلال، فما الذي طرأ في حالة الاستثناء هذه؟ واين توارت الدبلوماسية الصحراوية وبعثتها الدائمة لدى الاتحاد الافريقي عن هذا الاختراق؟
ام ان انشغالات السادة الدبلوماسيين بهمومهم الخاصة وغيابهم المستمر عن اماكن عملهم حال دون التصدي للمخططات المغربية التي تروم العودة الى احضان الافارقة مستغلة حالة الغياب هذه؟وقد يرجع السبب ايضا الى غياب المتابعة والاطلاع على انشطة القارة الافريقية وتبليغ الاتحاد بكل ما يتعارض والاهداف المرسومة من قبل الساسة الافارقة ومواثيق الاتحاد.وربما غياب الوزير المنتدب المكلف بافريقيا الذي لا يتواجد عادة الا في اوقات القمم، وربما لا علم له بمنتدى أفريقيا- الهند الثالث (AIFS-III) ـ الذي احتضنته العاصمة نيودلهي في الفترة ما بين 26 الى 29 اكتوبر2015 بتنظيم مشترك بين الاتحاد الأفريقي وحكومة الهند والحال ينطبق على السفير الصحراوي لدى الاتحاد الافريقي ورئيس البعثة الصحراوية الدائمة لدى الاتحاد الافريقي الذي يكون في عطلة دائمة خارج افريقيا، في غالب احواله، سبب اخر ينضاف الى سياسة الترهل والارتجال التي تطبع العمل الدبلوماسي في اكبر الساحات تأييدا للقضية الصحراوية، وفي وقت يخوض الافارقة المعركة لوحدهم من اجل المرافعة عن القضية الصحراوية العادلة والانتصار للصحراويين يتفرغ بعض الدبلوماسيين لقضاياهم الشخصية.
وهنا من حق كل صحراوي ان يتساءل هل وفقت الدولة الصحراوية في اختيار الشخص المناسب في بعثتها الدائمة والمفوض فوق العادة لدى 
الاتحاد الافريقي اكبر محفل افريقي يشكل الدعامة الاساسية لكفاح الصحراويين في القارة السمراء ؟ 
وما مستوى حضور الجمهورية الصحراوية وبعثتها الدائمة لدى الاتحاد الافريقي على الساحة الافريقية في تمثيل قضية يناضل اهلها من اجل تحقيق استقلالهم الوطني، وإقناع الافارقة بالانخراط معهم في معركة التحرير؟
ولو ان هذا الحضور كان في المستوى المأمول لما اخترق المغرب الاتحاد الافريقي على حين غرة من الدبلوماسية الصحراوية بحضوره في قمة الاتحاد الافريقي والهند والتي لم تكن قمة بين افريقيا والهند بدليل حضور هيئات الاتحاد الافريقي، وزعماء الاتحاد.
وفي ظل غياب الرقابة على العمل الدبلوماسي الذي لايخضع للرقابة ولا يزوره اي وفد برلماني للاطلاع على سير العمل والوقوف على مكامن القوة والضعف، يعتمد النظام الصحراوي في العادة في تقييم دبلوماسيته على الصورة التي يرسمها السفير او الدبلوماسي عن ادائه والساحة التي ينشط بها والتي تكون في العديد من الحالات مبنية على النظرة الذاتية و بعيدة عن الموضوعية والواقع الحقيقي ويتم تسويقها الى التنظيم في غياب للصورة الحقيقية الموجودة على ارض الواقع، وفي وقت يكون الدبلوماسي خارج مكان عمله في غالب الاحيان.وعلى الدبلوماسية الصحراوية ان تحتاط في قمم مشابهة للاتحاد الافريقي على غرار منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي يعتبرمنبر جديد للحوار الجماعي والتعاون بين الصين والدول الأفريقية، كما أنه آلية فعالة لدفع تعاون الجنوب- الجنوب. 
وقمة إفريقيا-تركيا التي تعزز التعاون الافريقي مع بعض البلدان الاسيوية حتى لا يتكرر الاختراق المغربي الذي يبحث عن ثغرة للعودة الى الاتحاد الافريقي.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *