-->

"شكرا يا صاحب “الجلالة

في استمرار لمسلسل الافتراء والتضليل المغربي، عاد ملك المغرب إلى تكرار نفس
الأسطوانة التي ظل يكررها دوما؛ وكما كان، هذه المرة أيضا قال ملك المغرب ما كنا نعرف أنه سيقوله عن تثبيت سياسة اللاءات المغربية تجاه كل آفاق الحل العادل والنهائي، ولم يأت بجديد يشذ عن تلك الأهداف التي تبتز الرأي العام الدولي والطرف الصحراوي وتهاجم مواقف الجيران والمتمسكين بالشرعية الدولية.
وفي تحليل دوافع وأبعاد هذا التوجه المبني على الصلافة والتعنت، نجد أن غايته تكمن في التغطية على المأزق الذي انتهى إليه المغرب بسبب احتلاله للصحراء الغربية، وهو لا يريد أن يعرف طريقا للخروج منه بسبب سياسة المكابرة والمعاندة التي تسيطر على مواقفه.
تصور ملك المغرب واهما أنه بتلك النبرة يمكن أن يلقي الرعب في نفوس الصحراويين أو يفرض على العالم سياسة الأمر الواقع وحلوله القسرية، وهو في حقيقة الأمر قدم خدمة لقضية شعبنا من حيث لا يدري، فشكرا لـ((جلالته)) الذي نبه الصحراويين إلى ضرورة الاستعداد لأسوء الاحتمالات وسهل علينا جميعا نحن أبناء الصحراء الغربية ومعنا العالم مأمورية المبادرة الآن إلى إعادة تقييم المواقف من جديد، وشكرا لـ”جلالته” لأن لغته أثبتتْ ما كان يعيه القاصي والداني من شعبنا وثبت للعالم ما كانت تؤكده الجبهة مرارا أن المغرب يقطع الليل بالنهار وهو يبحث عن وسائل ومبررات لعرقلة مجهودات الأمم المتحدة وها هو((جلالته))  وبعدما ضاق أمامه هامش المناورة وأن لا فرصة في استدراج الأمم المتحدة إلى أي حل يشرع احتلاله للصحراء الغربية، بادر إلى التهجم على البعثة الأممية في حضرة “جلالته”، وشكرا لـ((جلالته)) أن العالم قطع الشك باليقين أن البدء من الأوهام، جزء من بيئة السياسة في المغرب الأقصى، وهذا مرض يمكن تتبع جذوره في الطبيعة المغربية مند عقود.
وإزاء انكشاف زيف كل ما هو مطروح، أصبح من العسير للغاية على الصحراويين العودة إلى الوضع السابق بكل ما فيه من بطلان، وبعد أن تبدى أن المغرب ليس في وارد قبول تعاون جدي مع المجموعة الدولية واحترام حق شعبنا في الحرية، لم يبق أمام شعبنا الذي يكبر وينمو ويمتد ويثمر أمل حريته واستقلاله في نفس كل أبناء شعبه سوى توظيف كل الخيارات المتوفرة والعديدة.
ويبدو أن من حرر خطاب ملك المغرب لم يستطع أن يفهم أن إرادة التمسك بالحقوق معطوفة على إرادة الصمود والمقاومة، وشعبنا برهن على ذلك في أحلك الظروف واعترف “جلالته” مكرها بأننا شعب لا يرضى إلا الحياة الكريمة ومن أجل تلك الكرامة ستمضي يا صاحب((جلالته)) ، الصحراء الغربية وطن على طريق الحياة، وكما في الأمس كذلك اليوم، أبناءها يسلكون طريـق الشرف والتضحية بخطىً ثابتـة وهامـات شامخة، أوفياء لتضحيات دمـاء شهدائهـم الأبـرار، مدركين حجـم ما ينتظرهـم من تحديـات، لكنهـم على قدر ذلك واثقـون أن بإيمانهـم الراسخ يصنعون قوة الاستمرار حتى تحرير هذه الأرض الطيبة التي يأبي ثراها أن يلين لأي مغتصب، هذه الأرض التي تحن دوما لأصحابها الشرعيين ولا تعطي أسرارها لسواهم، وأصحاب الأرض لا بد أن يحرروها ويطردوا الغاصبين وإن طال الزمن، وإن لم تصدق يا صاحب “الجلالة”، فلتسأل التاريخ ولا تنسى قوله تعالى بعد باسم الله الرحمان الرحيم << إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون >> صدق الله العظيم.
بقلم: لحسن بولسان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *