عندما ترك عامل الهاتف بقصر الإليزيه ملك المغرب محمد السادس ينتظر على الخط
كان جيرار دوبواسي، عامل الهاتف (ستنداريست) بقصر الإليزيه متعودا على استقبال
الكثير من المكالمات التي يكون هدف أصحابها هو المزاح ونصب المقالب، وكان يعرف كيف ينهي المكالمات عندما يتأكد من هوية أصحابها وتنكشف مقالبهم.
لكن، ذات ليلة، لا يذكر السنة أو الشهر، سيتلقى مكالمة من شخص قدم نفسه بأنه ملك المغرب محمد السادس. للوهلة الأولى اعتقد دوبواسي أن الأمر يتعلق بمقلب جديد والشخص المتصل قدم نفسه: "أنا الملك محمد السادس ملك المغرب أريد أن أتحدث إلى الرئيس".
ومع ذلك طلب دوبواسي من المتصل أن ينتظر على الخط وتركه يستمع إلى موسيقى "الستندار"، في انتظار التأكد من هويته. وعندما تأكد من هوية المتصل فتح الخط ليأتيه صوت المتصل مجددا: "هل تعتقد أني أمزح؟" وبالفعل فمن كان على الطرف الآخر من الخط هو ملك المغرب وليس شخصا آخر يقول جيرار.
ويشرح دوبواسي، ما حصل مع ملك المغرب، في حوار نشر على موقع "لوباريزيان" يشرح فيه كيف أنه لم يتأكد من الوهلة الأولى بأن المتصل هو فعلا ملك المغرب، غير رقم هاتفه، وبما أن رقمه الجديد لم يكن مسجلا ضمن قائمة الشخصيات المهمة على جدول هاتف الإليزيه فقد تطلب منه الأمر وقتا للتأكد من ذلك.
مناسبة حديث دوبواسي مع وسيلة إعلام جاء بمناسبة تقاعده وتكريمه من طرف الرئيس فرانسوا هولاند، وفي حواره يروى طرائف كثيرة حدثت معه طيلة عمله في غرفة هاتف قصر الإليزيه لأزيد من ثلاثة عقود.
ويقول دوبواسي بأنه كان يتعامل مع أرقام رؤساء الدول والحكومات في العالم كأسرار دولة، على حد ما قاله له فرانسوا هولاند نفسه، لكنه كان دائما يقع ضحية مقالب أصحابها نصابون ومحتالون وأحيانا مواطنون عاديون. ويضيف بأن أصعب لحظات عمله تكون ليلة رأس السنة عندما تزدحم خطوط الإليزيه بالمتصلين من المواطنين الذين يريدون تهنئة الرئيس بالسنة الجديدة.
وعن طبيعة عمله، يضيف دوبواسي، بأن عليه أن يتقبل قلق المتصلين، وخاصة عدم صبرهم، ويقول بأن عامل الهاتف عليه التحلي بكثير من الصبر والهدوء، فما أداراك إذا كان عامل الهاتف يشتغل في قصر الإليزيه ويتحدث مباشرة إلى رئيسه وإلى زعماء العالم.
المصدر: لكم
