-->

إذا بدَّلنا اسم الدولة علينا أن لا ننزع كلمة "ديمقراطية" وعلينا أن نبدل العَلَمَ أيضا


لا أعرف -والحقيقة أنني غير متأكد كذلك- صحة ما يكون قد ورد حول أن هناك فكرة تدور حول إمكانية تغيير اسم الدولة الصحراوية في المؤتمر القادم من اسم " الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" إلى اسم "جمهورية الصحراء الغربية"، هذا ممكن أن يكون صحيحا، وممكن، أيضا، أن يكون غير صحيح. ليست لدي معلومات دقيقة عن الموضوع، لكن بما أنه طُرح وتم تناوله، وأن أي دخان وراءه نار، فهذا يحتم أن يكون الموضوع تم تناوله، وهو ما يجعل الجميع ملزم بتقديم أفكاره حوله.. أفكار يمكن أن تكون منطقية ومقبولة وممكن، أيضا، أن تكون مجرد أفكار مثل الآف الأفكار التي يتم طرحها لكن تتبخر ولا يتم الأخذ بها سواء كانت بناءة أو عديمة الجدوي.
في كل الحالات والاحتمالات التغيير مفيد وصحي في كل شيئ خاصة في الأساليب، طرق التسيير، الرموز والتنظيم، وحين يطرح البعض تغيير اسم الدولة الصحراوية من "كذا" إلى "كذا" فهذا يعني أنه يطرح فكرة جديدة يجب أن يبررها؛ فكرة قد تنفع إلى حد ما وقد لا يتم الترحيب بها ويتم قبولها، أو قد تكون فكرة في صورة هوس: البعض مثلا لا يعجبه اسم الدولة الصحراوية الطويل، وربما على طريقة السادات حين كان يتندر باسم ليبيا القاذافي، ويقول: الجماهيررررية خذ نفس؛ العربية خذ نفس"... اسم الدولة الصحراوية -الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية - جاء في ظرف كانت فيه الدعوة للعروبة والبعث العربي موضة، وحتى يتم ربط الدولة الصحراوية بالموضة العربية وبالقاطرة تم وضع\ أختيار اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.. وبما أن البوليساريو، كحركة، هي التي أعلنت الدولة الصحراوية وأطلقت عليها الأسم نجد أنه في البيان التأسيسي للبوليساريو الصادر في 10 ماي 1973م، يظهر التوجه العربي الثوري للحركة، فهي تؤكد في البيان المذكور،" ان الاستعمار الإسباني يريد أن يبقي سيطرته على شعبنا العربي ويحاول القضاء عليه،(..) وفصله عن الأمة العربية،" وأن المنظمة "(..) تعتمد العنف الثوري وسيلة يستعيد بها الشعب الصحراوي العربي الأفريقي حريته التامة،(..) وأنها جزء لا يتجزأ من الثورة العربية".
وإذا قمنا بقراءة تحليلية بسيطة للبيان نجد أن كلمة "عربي، عربية" وردت أكثر من خمس مرات في نفس البيان، وهذا دليل على التوجه العربي الثوري لحركة البوليساريو، واعتبار نفسها أنها حركة تحرير عربية إفريقية تقود شعبا، في غالبيته، ذو جذور عربية.
في أول دستور للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الذي صدر بعد التأسيس مباشرة، أي يوم 28 فبراير 1976م، نجد أن وحدة المغرب العربي والوحدة العربية هي أولوية. ففي المادة الاولى(1) نجد ما يلي بالحرف:" - الساقية الحمراء ووادي الذهب جمهورية عربية ديمقراطية واشتراكية.
معنى هذا أن التغيير في الاسم الآن يفرض تغيير الدستور، ويفرض حتى مراجعة الاسم. فحين ننزع كلمة "العربية" من الاسم وكلمة "الديمقراطية" قد نعرض اسم دولتنا لكثير من الانتقادات، وسيتم الهجوم علينا من طرف العرب، ومن طرف حتى العالم بما أننا نزعنا كلمة " الديمقراطية" المهمة الآن من اسم دولتنا.. فحتى إذا قال البعض أن العروبة لم تنفع ولن تنفع فيجب أن لا يغيب عن بالنا وعن حماسنا أنه حتى إذا كانت موضة العروبة قد تم تجاوزها فلا أحد أن يستطيع أن يتجاهلها سواء كانت البلدان العربية معنا أو ضدنا، وحتى الغرب الذي يخيفنا يتعامل مع العرب بسلاسة وليست له مشاكل معهم..
وإذا كنا نريد نزع كلمة "العربية" و"الديمقراطية" من اسم دولتنا بذريعة حب الاختصار، أو بذريعة الابتعاد عن العرب، أو بغير ذريعة فهذا يجعلنا نغيير علمنا أيضا.. فعلمنا مكون من الألوان التي يسميها الجميع الألوان العربية، وهو شبيه بعلم فلسطين وعلم السودان والاردن ووو، فإذا كنا نريد التخلص من كلمة "العربية" من اسم دولتنا فعلينا أيضا أن نتخلص من الألوان العربية في علمنا خاصة أنه يشبه إلى حد التطابق العلم الفلسطيني، والجميع يقول أننا نسخنا العلم الفلسطيني بنسبة 99%، وأننا قلدنا الفلسطينيين.. 
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *