-->

هل يحمل التغيير بذور لصراع داخلي؟

بقلم: ازعور ابراهيم.
نتذكر،أنه من بين الخطط الكثيرة التي رسمت للخروج بمؤتمر ناجح ،بتناغم نتائجه والمطالب الشعبية ؛هو حصول توافق وطني يفضي الي تغيير فعلي علي مستوى سلم المسؤوليات والمهام،وبالفعل استمد هذا الطرح قوته من السند الشعبي الكبير الذي لقيه خلال جلسات المؤتمر؛فقد وجد فيه الجميع الخط الذي يفصل بين حياة سياسية مليئة بالفوضى والتخبط،واخرى يميزها الوعي بروح الشعور بالمسؤولية التي تمليها ظروف الحياة المختلفة ومنحنيات الصراع الكثيرة مع العدو.
وبما أن المناورة باتت حلا تقنيا تقليديا للتعامل مع اصعب الاوضاع واكثرها تعقيدا،فإن من لم ترضيهم نتائج لعبة التغيير، يرون ما حصل بعيد عن البراءة،بل فسروه بعملية استئصال سياسي مبالغ فيها ؛طال فئة في معظمها كانت النواة الأولى للتنظيم السياسي الصحراوي ،وانه عمل سيكون له ما بعده!!
لا شك في أن البعض من هؤلاء بدأ يجهز ويسخن عضلاته الشعبية للاحتجاج علي هذا العمل؛والرد عليه في الوقت المناسب،وبادوات محلية وهو يشير بالمسؤولية فيه الي الرئيس ورئيس وزرائه.
معالم التجربة السياسية الجديدة،أو ما يمكن ان نسميه مرحلة ما بعد النموذج القديم، تبدو مرشحة للمزيد من التعقيد لعدة اسباب اولها:أن عملية التغيير شهدت ولادة قيصرية،ولم تأتي بالسهولة واليسر الذي كان يتوقعه النظام،اذ لم يعطيها وقتا كافيا بجعلها تتم بشكل تدريجي، ويستعد للاطاحة بخطط المتذمرين منها،لهذا بدأت ملامح الاصطفاف تلتئم من حول هذا الحل قبل أن يبدأ.
ثانيا:هناك فرصة تبدو مواتية في تغلبات الوضع السياسي؛قد تكون مهيأة امام فاعلين سياسين،من حجم اقل؛لم يسعهم التغيير، تحذوهم الرغبة في دس اصبع من الديناميت لإعادة خلط الامور واعادتها الي المربع الاول.
التغيير كمطلب شعبي ،أوكدواء مر كان الزاما علينا شربه للشفاء والتعافي من امراضنا المزمنة،كان علينا الاستبشار به وتحمل الجميع لتبعاته. لكن القراءات المصلحية تجعله يبدو غير ذالك. رسائل كثيرة يصعب علي الشعب التقاط اشاراتها في الوقت الراهن،لذا تتجه الامور في هذه المرحلة نحو الاعتماد علي الوعي، والاحتكام الي العقل حتى تقف اول تجربة للتغيير علي رجليها،لكن الم يلوي الصحراويين اعناقهم وينتبهوا الي شؤونهم الداخلية ؛فقد يلتف حبل صراع دموي حول رقابهم يجعلهم بلا حول ولا قوة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *