-->

العالم العربي يعيش النزاعات المستمرة!


لا تكاد تهدء منطقة من العالم العربي من النزاعات حتى تتفجر اخرى, واذا قمنا بتقييم سريع للحروب التي شهدها العالم العربي منذ الحرب العربية الاسرائلية عام 1967 سنجد ان المنطقة العربية ظلت هي المنظقة المرشحة لاختبار السلاح على مدى عقود, وبما ان القضية الفلسطينة اصبحت في خبر كان ولم تعد الاطار الذي يتوحد فيه العرب على اختلاف مواقفهم وتوجهاتهم السياسية بجميع انواع انظمتهم ملكية كانت ام حمهورية, خاصة بعد تحرر الفلسطينين ولو بدرجات متفاوتة من قبضة حكام العرب وتبلور ذلك بعد وفاة الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات والتغيير الذي حققته الانتفاضة الفلسطينية
لنبذأ بمنتصف سبعينيات القرن الماضي عند ما تزامنت حرب لبنان وحرب الصحراء الغربية غير ان الحرب الباردة وغياب وسائل الاعلام والتواصل في في ذلك الوقت ساهم في محدودية نشر ما يجري في في الصحراء الغربية بين المتحاربين المغرب وجبهة البوليزايو كما لم تكن وسائل الاعلام وخاصة العربية تلي كثيرا من الاهتمام لما كان يجري في لبنان حتى، وهو ما اثار ردة الفعل من طرف المصالح المتشابكة في لبنان من خلال طرد المقاتلين الفلسطيين من ذلك البلد ومن بعد ما كان القاعدة التي احتضنت اللاف من الفلسطنيين وكانت تنطلق منه المقاومة لتنفيذ عملياتها الفدائية ضد اسرائيل.
وما كادت الحرب بين المغرب وجبهة البوليزايو تضع اوزارها بقرار وقت اطلاق النار الذي رعته الامم المتحدة يونيو 1991 حتى تفجرت منظقة عربية اخرى وهده المرة غزو اخر من بلد عربي لبلد عربي تمثل في غزو العراق للكويت, ولم يفوت العرب الفرصة حيث هرول كل الملوك ولامراء نحو امريكا من اجل دحر غز العراق وهو مع الاسف ما لم يتحقق عند ما غزى المغرب الصحراء الغربية عام 1975.
بدأت الحرب على العراق من طرف التحالف الدولي الذي تقوده امريكا تحت مبرر امتلاك العراق لاسلة كمياوية مزعومة وادى الى تحرير الكويت وغزو العراق من طرف امريكا والقضاء على النظام القائم الذي كان يوصف بانه نظام دموي والقضاء عليه ومن ثم لم تتمكن العراق من استرجاع عافيتها حتى الان وتسببت الحرب في تفكيك المجتمع العراقي وتشجيع واذكاء نيران الطائفية التي كانت خامدة منذ عهود طويلة.
ودار المدار على سوريا بعد ما خرجت من لبنان اين كانت قوتها ترابط في سهل البقاع بعد ما حبذت القوى الدولية ان يبقى لبنان يدار من طرف اللبنانيين، جاء اذن الدور على سوريا البلد الفقير في الشرق الاوسط غير انه يوجد في موقع جيوسياسي حساس, فبدأت المشاحنات بين النظام والمعارضة في مرحلة اولى وكانت المعارضة قد استخلصت الدرس من ما جرى للزيعم الليبي معمر القذافي الذي قتل على يد المعارضةبعد حملة قادها نفس التحالف الدولي وفعل كما فعل في العراق بالتمام والكمال, غير ان سوريا لم تكن كليبيا من كونها تمتلك جيش وجهاز مخارات قويين استطاع ان يستخلص تجربة الجزائريين في مواجهة الارهاب رغم اختلاق الظروف البلدين واختلاف محيطهما الاقليمي ومراحل دخولهما في الحرب الاهلية ان صح التعبير غير ان الحالتين متشابهتين في مسالة بقاء النظام.
وهكذا وبعد ما تبين للقوى الدولة ان مسالة الاطاحة ببشار الاسد امر ليس باليسير على الاقل في الظروف الراهنة بدأت في منحي اخر توحدت فيه هذه المرة القوتين الروس وامريكا وافضي الى الابقاء على بشار الاسد ومن ثم انطلاق حملات تمشيط لمحاربة داعش في سوريا من خلال التدخل الروسي المباشر والتنسيق مع امريكان واسرائل في القضاء على الداعشيين في منطقة اخرى من العالم العربي تتفجر هذه المرة وتندلع فيها الحرب ولكن بقيادة تحالف عربي تقوده السعودية وليس لمحاربة الدولة الاسلامية ولكن لاعادة حكومة محلية في اليمن الى السلطة بعد ما زحف عليها الحوثيون من اليمنيين وكان الامر لم يقع في اي بلد عربي ان يتم الاطاحة بحكومته وهو يبقى دائما شأنا داخليا للدول
الخلاصة ان المنطقة العربية الان تغمرها النزاعات حيث في شمال افريقيا نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليزايو لم يجد حلا بعد و يستمر الوضع في سوريا في التعقيد بتدخل القوى الدولية بقيادة امريكا والروس في النزاع، في حين ينظر الى الحرب في اليمن على انها تغدي الصراع بين العرب وايران على المدى المتوسط والبعيد رغم ان الرابح الان هي ايران باعادة الاعتبار لها من طرف امريكا والاتحاد الاوروبي بعد الاتفاق على تسوية مسالة اسلتحتها الذرية.
الكاتب: محمدعالي لبيض ـ مجلة القوة الثالثة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *