الاعلام السويدي يسلط الضوء على الموقف السويدي ويذكر الحكومة بالوفاء بوعودها للصحراويين
نشر الموقع الإعلامي السويدي اومفالدرن مقالا للصحفي الصحراوي وعضو المرصد الصحراوي للثروات الطبيعية، ماءالعينين لكحل، مترجم إلى السويدية، اليوم الثلاثاء 26 يناير، تناول فيه الموقف السويدي الأخير من الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، مذكرا الحكومة السويدية بضرورة احترام التزاماتها لقواعدها الحزبية قبل الشعب الصحراوي.
واعتبر الصحفي الصحراوي إعلان السويد عدم اعترافها حاليا بالجمهورية الصحراوية نكوصا غير مبرر عن مواقف الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي وعد منذ سنوات بتجسيد اعترافه بالجمهورية عند الوصول للحكم، وهو ما لم يف به.
وأضاف الكاتب أن التبريرات التي قدمتها الحكومة السويدية لعدم الاعتراف بالجمهورية الصحراوية كانت واهية، خاصة عندما أشارت إلى مسألة عدم سيطرة جبهة البوليساريو على كامل التراب الوطني الصحراوي، أو عند تحجج التقرير بقلة الاعترافات بالجمهورية.
واعتبر الصحفي في هذا السياق أن جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية تسيطر على أراض أكبر بكثير من تلك التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية مثلا، مشددا على أن موقف السويد من فلسطين كان موقفا صائبا ورسالة صحيحة لقوة الاحتلال الإسرائيلية، وهي نفس الرسالة التي كان يتوجب على الحكومة السويدية توجيهها للمغرب.
من جهة أخرى، أشار ماءالعينين أن مسألة الاعتراف هي قضية سياسية ومبدئية، وقد كانت السويد على بينة من هذه الحقيقة عند استخدامه كأداة للسياسة الخارجية للضغط بشكل ملموس على إسرائيل مثلا.
كما ذكر الحكومة السويدية أنها اعترفت بالفعل بكوسوفو سنة 2008 رغم عدم توفر كوسوفو على اعتراف العديد من دول العالم، التي عارضت إنشاءها كدولة مستقلة، وبالتالي تنتفي أيضا الحجة التي ساقها التقرير لتبرير عدم الاعتراف بهذا الشأن.
وشدد كاتب المقال خصوصا على أن الموقف السويدي سيكون له تأثيرات كبيرة خصوصا على مساعي الدبلوماسية الصحراوي لحصد المزيد من الاعترافات بالجمهورية الصحراوية، حيث أنه رأى أن السويد قد أخطأت في حق الصحراويين حين أعطت المغرب موقفا سيتحجج به أمام دول أخرى قصد اقناعها بعدم الاعتراف بالجمهورية الصحراوية.
واعتبر في الأخير أن للسويد الآن مهمة ضخمة للحد من التبعات السلبية لهذا القرار، ليس فقط بالنسبة للجمهورية الصحراوية ككيان سياسي، بل أيضا على الشعب الصحراوي كمواطنين.
وعبر عن أمله في أن تعالج الحكومة السويدية ما أفسدته بموقفها هذا عبر مراجعة موقفها أثناء الدورة التشريعية الحالية والقيام بما يلزم لتصحيحه، لأن الشعب الصحراوي ما زال يرى في السويد صديقا ومساندا قويا. كما ذكر بضرورة وفاءها بكل الوعود التي قدمتها في تقريرها خصوصا فيما يتعلق بدعم الصحراويين في مجال حقوق الإنسان، وحماية الثروات الطبيعية، وتقديم المزيد من الدعم للاجئين الصحراويين.
وقد نشر المقال بعد تطوع أصدقاء سويديين لترجمته من اللغة الانجليزية إلى السويدية.