-->

وصية "ابطال معتقلي كديم ازيك" ,,,السقف الاعلى



بعد مخاض عسير تشكلت من اللقاح الذي يكونه الله في احشاء الامهات , تلك المضغة
الحلال التي ظلت تتغذى بحبل سري , تسري فيه المعاناة والعذابات و الآلام , تكوّن و تكوّر و بدأت ملامح الوليد , الذي ولد مغضب الجبين , حاد النظرات واقفا على رجليه لم يكن له وقت للزحف او الحبو او اللّهو ككل الاطفال , كان اكره شيئ عنده ان ينعت بالصّغر , لانه كان ناضجا بما فيه الكفاية , كي يحمل رزمة الهموم حزمة الحطب على ظهره الطريّ , ليتدفأ بها الجميع و يطبخ علي نارها طعام كل الاولاد و الامهات و الشيوخ و ينير بها درب الحرية و الانعتاق ,,,
كان ذلك الطفل الرجل هو أغلى و اثمن من ولد لتلك الام الشابة الجميلة في أيامنا هذه !!!
ذلك الطفل قرة العين هو بطل "اكديم ازيك", الذي يجلس الآن في الزنزانة وحيدا , ذلك الاسد الذي لم ير و لن ير مثله ابدا عبر التاريخ ...
كان عاصفة عصفت بالعدو و اسقطت كل الخرافات و الأكاذيب و كل اهرامات الرمل و احرقت كل اوراق التزييف , و نفخت و عرت جلباب العار الذي اخفى تحته العدو قبحه و دمامته,,,
بل كانت قوية كي تشتعل العيون من بعيد وتحترق كل اشباه المؤسسات التي بنيت بالنهب والنصب لثروات الارض الصحراوية, ويعانق علم الجمهورية الصحروية عاصمة الوطن و يحط طائر الحلم على الارض و تلامس قدمه البطاح , ويصير اليقين حقيقة ان كل الشعب الصحراوي في انتظار لحظات الحرية و الاستقلال ان تدوم وتستمر.
كان زئير ذلك الشاب هي الروح التي هزت العالم ككل في ذكاء نادر و تخطيط فريد و لم يكن للعدو الا ان يدفع الى ارتكاب الجريمة النكراء , و يزج في حقد دفين أولئك الابطال في الزنازن و المعتقلات ,,,
ها هم الابطال يختارون اليوم شرب الماء , كي يتسلل و ينشئ الصدأ في اقفال و قضبان السجن لتتهلهل وتتفتت وتنهار ,,,
ان هؤلاء الابطال في ندائهم التاريخي
"رسالة المضربين عن الطعام الى الجماهير"
انما يعبرون بصدق عن قمة الشجاعة و ان كان للشجاعة و التضحية قمة فقد تربعوا فوقها بلا منافس ,,,
وانه لمن الاخلاق والنزاهة والرجولة والعرفان والتضامن وكل العبارات التي تفي بذلك المعنى ان نقف جميعا , و في كل اماكن تواجداتنا في المناطق المحتلة و في مخيمات العزة و الكرامة و في الشتات , فردا فردا طفلا و امرأة و رجلا و جماعات و اطارات و قيادات و مؤسسات و ادارات ووسائل الاعلام عامة وخاصة ونناشدكم باسم الله و الدم و الرباط و باسم الحق ان يقوم كل بما يستطيعه من اجل فك القيود عن ابنائنا مجموعة "اكديم ازيك"
الذين يضعون ارواحهم على اكفهم من اجلنا جميعا...
نناشد الدولة الصحراوية ان تعلن يوما لشرب الماء فقط تعاطفا مع ابطال "كديم ازيك" ,لا الحصر لاي رأي ,او اي عمل يصب في نفس الهدف ايا كان , وان يكون شاملا في المناطق المحتلة و كل تواجدات شعبنا و كل المتعاطفين معه من احرار العالم , ان "ابطال كديم ازيك" اعطونا المعكاز الذي نتكئ عليه جميعا كي نقف جميعا
انهم فرشوا تحتنا السجاد السحري الذي يوحدنا و نجلس عليه جميعا بل نمتطيه ليحلق بنا عاليا نحو الوطن و انهم رغم غبن زنازن العدو الا انهم يصنعون اللحظة والامجاد والبطولات ويقدمون الدرس بل هم خيط السبحة الدي يمكن ان تصف فيه كل الخرز الصحراوية و نسبح به تضرع الى الله ان ينصنا على من عدانا , فلا نامت أعين الجبناء ,,,

بقلم حمدي حمودي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *