-->

طــــــــــرد المينوصو وعدم تكرار خطأ الانسحاب من أمام الجيش المغربي سنة 1991م

من الذكريات الأليمة جدا التي لازال المقاتلون الصحراويون يتذكرون هو شهر غشت من سنة 1991م، وهو الشهر الذي خرج فيه الجيش المغربي من وراء خط الدفاع المغربي في الصحراء الغربية. فعلى مدى سنوات طويلة ظل الجيش الصحراوي ينتظر بفارغ الصبر أن يرتكب الجيش المغربي حماقة ويخرج من وراء الحزام ليتم القضاء عليه، ويتم خوض المعركة الفاصلة معه.. وفعلا خرج الجيش المغربي في نهاية غشت سنة 1991م، ولم يصدق المقاتلون الصحراويون عيونهم وهم يرون ذلك الجيش المهزوم يخرج بفوضى انتحارية. لكن حين كانوا ينتظرون الأمر بخوض المعركة الفاصلة جاءهم الأمر بالعكس: يجب الانسحاب وعدم التصادم، أحتراما لمخطط التسوية. مست المعنويات الأرض وتحطم كل أمل في ربح المعركة العسكرية الحاسمة.. انسحب المقاتلون وهم يبتلعون غصة أليمه مرة ستبقى في حلقوهم حتى يقضون.. دمر الجيش المغربي كل ما وقع في طريقه من بنايات ورفع معنوياته، وبعد عودته أجتمع الحسن الثاني مع كبار قادته وقال لهم كلمته المشهورة: الآ ترون. لا يوجد جيش صحراوي ولا أي شيء. لقد رأيتم بأعينكم". فعلا ظن الجيش المغربي أنه انتصر، وصدق أن البوليساريو العسكري كان فقط سرابا..
كان المقاتلون الصحراويون يقولون في تلك الأيام أنه يجب خوض المعركة الفاصلة مع الجيش المغربي خارج الحزام الرملي ويتم تدميره، ونذهب إلى الاستفتاء، وفي حالة أن يتعنت المغرب نعود للمعركة في اليوم الموالي لنقاتل جيشا مهزوما ومنهكا نفسيا بعد " هزيمة" المعركة الفاصلة. كانوا على حق، وكانوا ربما، آنذاك، أكثر جرأة في الحديث عن تلك الفكرة من الآن.
بعد تلك الصدمة، أصبح المقاتلون يحلمون أن تتحقق فكرة طرد المينورصو من طرف القيادة الصحراوية لخوض المعركة الفاصلة مرة أخرى، بعد أن عجزت تلك البعثة عن القيام بمهمتها الوحيد التي جاءت من أجلها وهي تنظيم الاستفتاء، وتحولت، هكذا، إلى حامي للاحتلال المغربي الذي استباح حرمة الصحراويات وثروات وطنهن..
ومثلما أرتكب المغرب العسكري حماقة خروج جيشه من وراء الحزام سنة 1991م، هاهو المغرب السياسي يرتكب حماقة طرد المينورصو. فبدل ان يطرد الصحراويون المينورصو ويدخلون في معركة مفتوحة مع مجلس الأمن والجمعية العامة فتح الله عليهم وكفاهم شر القتال بعد أن طرد المغرب عناصر المينورصو..
ما معنى هذا؟ هذا يعني أننا نحن الصحراويين يجب أن لا نرتكب الخطأ الذي ارتكبناه في سنة 1991م حين تراجعنا في اللحظة الأخيرة عن تدمير الجيش المغربي. لا نرتكب نفس الخطأ ونترك المينورصو تعود إلى مواقعها من جديد لمتمارس نفس المهام التي كانت تمارس من قبل: حماية الاحتلال وحراسة سرقة الثروات الصحراوية وانتهاك حقوق الإنسان. 
الآن علينا نحن الصحراويين أن نقبل بعودة المينورصو بشرطين ونتمسك بهما:
-1) أن تعود البعثة بشرط أن تنظم الاستفتاء الذي جاءت من أجله في أول يوم؛
2-) أن تعود بشرط أن تقوم بمراقبة وضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة.
ففي حالة أن نقبل بعودة المينورصو بدون هذين الشرطين نخشى أن يتكرر خطأ سنة 1991م حين خرج الجيش المغربي ولم نتصادم معه. 
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *