-->

المغــــــرب والخلايا الإرهابية الوهمية


كثيرا ما يفاجئ المغرب الرأي العام بالكشف عن خلية إرهابية خطيرة وهمية تحاول ضرب استقرار المغرب أو خلية افتراضية تختبي بالقرب من منتجعات سياحية أو فنادق تم القبض عليها من طرف قوة مكافحة الإرهاب ،التابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربية التابع بدوره للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ( ديستي).. او تفكيك خلية كانت تستعد لتنفيذ مخطط إرهابي...، تنشط في العديد من المدن المغربي بما فيها الأقاليم الجنوبية ( الجزء المحتل من الصحراء الغربية ) ولها امتداد خارجي أو مدعومة من طرف الخارج و في اغلب الأحيان تكون بحوزتها أسلحة أبيولوجية .. ووو كانت تنوي استخدامها في المغرب أو في أوروبا حسب أفراد الخلية التي أعلنت السلطات الرسمية انه تم توقيفهم في إطار التصدي ألاستباقي للتهديدات الإرهابية ، كل هذا ، تزامنا مع أي عمل إرهابي في احد دول أوروبا، بالإضافة إلى السياسة الممنهجة في إغراق دول الجوار بالمخدرات، وخصوصا الجزائر، علاوة على الهجرة السرية ، والمتاجرة بالبشر،ناهيك عن خبايا عائدات المخدرات وتحصيلها من طرف أعوان القصر الملكي، التي تعد أحد مصادر قوة نظام محمد السادس، والتي لا يستطع أحد أن يجابه القائمين على إنتاج وتجارة وتحصيل عائداتها، بآلاف الأطنان من الحشيش المعالج.
في حين يحاول المغرب إظهار نفسه بالضحية المستهدف من الإرهاب والهجرة السرية مستقلا في ذالك موقعه الجغرافي ، ظنا منه انه شريك اقتصادي وتجاري مميز لجيرانه في الضفة الشمالية للمتوسط ،وقد نجح بالفعل حتى الآن في إيهام اغلب دول أوروبا انه الدركي الذي لا يستغنى عنه في حمايتها من الإرهابيين بإعطائها معلومات استباقية عن عمل الخلايا الإرهابية في أوروبا والتي يتم في اغلب الأحيان تجنيد بعض أعضائها من طرف المخابرات المغربي لتضحية بهم من اجل ابتزاز الغرب ،بتزامن مع أي حدث إرهابي في أوروبا أو الضغط على المغرب في قضية الصحراء الغربية .
والمتتبع لفصول الأزمة الفرنسية المغربية، يدرك أن المغرب نجح في ورقة المصالح الأمنية المشتركة، ولذلك خرج منتصرا من إحدى أشهر»الحروب الدبلوماسية» بين الحليفين التقليديين. لذا بنا المغرب إستراتجية عميقة على هذا النحو ولم تعد المقاربة الأمنية عنده مجرد حماية لأمن بلاده من الأخطار الإرهابية، إنما صارت ورقة رابحة يوظفها مع جيرانه، كما حدث مع إسبانيا التي وشحت عبد اللطيف الحموشي مدير»الديستي» بأرفع الأوسمة، وهي الورقة التي يبدو أن المغرب يحسن استثمارها في جو إقليمي يغلي على جميع الأصعدة نظرا لموقعه الجغرافي القريب من أوروبا ، ولهذا يطل المغرب علينا كل مرة بنبأ القبض على خلية إرهابية ، تهدد استقراره ،في حين لم نسمع أي تفجير في المغرب منذ أحداث الدار البيضاء في 2003 ومطعم أركان بمراكش التي نفذتها المخابرات المغربية لتصفية الحسابات و لإيهام العالم أنها مستهدفة ، في واحدة من أكثر المفارقات على الإطلاق غرابة،زد على ذالك افتعالها لازمات في دول الجوار لإلهاء الرأي العام، وابتزاز اسبانيا وفرنسا بالهجرة السرية كلما اقترب قرار ابريل من كل سنة او اشتد عليه الخناق في قضية الصحراء الغربية .
حسب وزارة الداخلية المغربية تم القبض على 147 خلية خلال سنة 2014 ، بزيادة نحو 30 في المائية مقارنة مع سنة 2013 الذي بلغ فقط 64 خلية حسب الأرقام الرسمية للقضاء المغربي ، وقد تزداد الخلايا الوهمية في سنة 2016 نظرا للعمليات الإرهابية التي تظهر في أوروبا من حين إلى أخر ، نظرا للانتشار الواسع للدولة الإسلامية (داعش) التي تهدد الإنسانية جمعا والتي تضم بين صفوفها أزيد من 3000 إرهابي مغربي حسب وسائل الإعلام الأوروبية، لكننا رغم ذالك لم نسمع ولم نرى في "مملكة امير المؤمنين" أي محاكمة لأعضاء هذه الخلايا الافتراضية التي يقول المغرب انه تم القبض عليهم كلما كان حدث إرهابي في أوروبا.
صحيح أن الدولة المغربية فرضت قبضتها على الحقل الديني، خصوصا بعدما افتعل الملك المقبور الحسن الثاني وجود محاولات شيعية لقلب نظام الحكم في خطاب 1984 الشهير وظهور تيار السلفية الجهادية على نطاق العالم العربي ،مما شكل منطلقا لوضع خطة شاملة في الحقل الديني المغربي إذ وضع المغرب خطة خبيثة لتجنيد الأئمة داخل المساجد هدفها كشف المتطرفين وتجنيدهم لصالح الدولة المغربية وجمع المعطيات والمعلومات عن مختلف المساجد الموجودة في المملكة ،كما أنشا المجلس العلمي المغربي بأوروبا عام 2008، ليرتبط بمغاربة الخارج، في إطار سياسة التجسس عليهم وتجنيدهم لضرب استقرار أي دولة تريد المغرب ابتزازها ومن ثم تقوم المخابرات المغربية بالإبلاغ عنهم للبلد المضيف، من اجل كسب ثقته وابتزازه فيما بعد مثل ما حصل مع فرنسا في أحداث باريس الأخيرة بعد عام من توتر العلاقات بين البلدين على اثر قضية الحموشي، لكن الغريب في الأمر أن هذا التعاطي الوهمي المغربي مع قضايا الإرهاب والاتجار الدولي في المخدرات، وجد طريقه الى كسب ثقة أقوى الأجهزة الأمنية في العالم في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا .
فبركة واصطناع الجماعات الإرهابية لاستعمالها السياسي المفرط شيء عرف به المغرب لزعزعة استقرار دول المنطقة، وإنشاء عدو وهمي ،يهدد استقراه ، مع العلم أن المغرب متورط في جميع قضايا الإرهاب في العالم ، وهذا ليس كلامنا بل كلام المختصين والمتتبعين لقضايا الإرهاب.
لا يختلف اثنان على ان المغرب يستعمل عائدات الحشيش في أغراض سياسية مخابراتية، لتوريط الخصوم ، حيث تعود نسبة 10 بالمائة من عائدات هذه الآفة للجماعات الإرهابية،التي يجندها ، ناهيك عن العائدات المالية الكبيرة التي تجنيها المغرب من هذه التجارة والتي تبلغ نحو 30 مليار دولار، وتمنح نسبة من عائداتها لوزارة الأوقاف المغربية، فالمخدرات المغربية سلاح من نوع آخر لتمويل الإرهاب، بالإضافة إلى الجريمة المنظمة لزعزعة دول الجوار من خلال استهداف الشباب بدليل أن تحصيل عائداتها المالية الهائلة وبالعملة الصعبة يقوم به أعوان تابعون للقصر الملكي.
لم تقصر " مملكة امير المؤمنين" في زرع الارهاب وتشجيع القتل في مشهد يدل على بشاعة هذا الفعل وشناعة الفكر الذي صنع الموت،و الشبح الأسود الذي يبدأ من الفكر الضال ويمر بخطط الاغتيالات والخلايا النائمة والأفكار السوداء والدسائس، وينتهي بزرع الرعب والفوضى والقتل في صفوف البشر والممتلكات. كشف اللثام عن وجهه المغرب الأسود وتعاطيه مع الإرهاب الأعمى لم يعد خافيا على احد، وسيتم قطع وبتر جذور الملطخة بدماء الأبرياء. 
بقلم الغيث امبيريك

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *