-->

وزير الدفاع الصحراوي في لقاء مع صحيفة الخبر الجزائرية “صبـرنا نفد”.


ما هي أهداف مناورات أغوينت في هذا الظرف الحساس؟

تدخل هذه المناورات في إطار البرنامج الذي خرجت به هيئة الأركان العامة في 20 مارس الماضي، نتيجة التصعيد المغربي بعد طرد المكوّن المدني للمينورسو، وقيام الجيش المغربي بتعزيز الخط الدفاعي، وعلى هذا الأساس اتخذنا عدة قرارات من بينها تنظيم مناورات في جميع النواحي العسكرية (السبع) والاستعداد للرد المناسب على أي تصعيد، كما أنها تأتي في إطار التحضير النفسي والبدني (لعناصر الجيش الصحراوي) من أجل التحضير للمعركة.
هل يعني هذا أنكم ذاهبون إلى الحرب بعد 25 سنة من انتظار الاستفتاء؟
لما يُفرغ المغرب بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية من محتواها المدني والسياسي، يبقى فقط مكوّنها العسكري لمراقبة وقف إطلاق النار، ونحن لن نتحمل رحيل المكوّن السياسي للمينورسو، فبعد 40 سنة من الصراع و25 سنة من مسلسل السلام نشعر اليوم بنوع من الإحباط حول تعامل المجتمع الدولي بطريقة غير شفافة.
زاوجتم في مناورات أغوينت بين الحرب الكلاسيكية للجيوش النظامية وحرب العصابات دون السعي لتحرير الأراضي والدفاع عنها، لماذا اخترتم هذا الأسلوب في القتال؟
اختتمنا سلسلة مناورات شاركت فيها بعض النواحي العسكرية، ونحن راضون عن المستوى الذي وصل إليه مقاتلونا، وكما شاهدتم كانت هناك دقة في إصابة الأهداف وفي الهجوم والانسحاب، ونتيجة لعدم التكافؤ انتهجنا أسلوب حرب العصابات ومع الزمن تطور هذا القتال، وتم مزج القتال الكلاسيكي وأسلوبنا الخاص في القتال الذي نمزج فيه التسلل وفتح الثغرات بأمور عسكرية كلاسيكية، وأهم شيء هو خوض حرب استنزاف والتي تعتمد على المناوشات والكمائن والكر والفر ويتم اختتامها بمعركة كبيرة، فنظرا لأن قواتنا صغيرة فإننا نعتمد على أسلوب الهجوم، والمجموعات الصغيرة لا تستعمل أسلوب الدفاع نتيجة لعدم إمكانية الحفاظ على الأرض.
في حربكم مع المغرب أسرتم 4000 مغربي مقابل 60 صحراويا، كيف حققتم ذلك رغم عدم تكافؤ القوى؟
أهم عوامل النصر قوة الإرادة، فنحن لا نقاتل من أجل رتبة أو راتب أو العودة إلى الديار، بل نحارب من أجل أرضنا المسلوبة، فنحن نركز على العنصر البشري، وفي الطرف الآخر (المغرب) فهو جيش غازي يدافع عن النظام الملكي، وأفراده يقاتلون من أجل الحصول على راتب مالي.. فالفرق شاسع بين الطرفين.
ما هو القرار الذي تنتظرونه من مجلس الأمن لتجنب الحرب؟
ننتظر من مجلس الأمن ومن المجتمع الدولي تنفيذ المينورسو مأموريتها الرئيسية في أقرب الآجال، لأن الحرب طالت، خاصة بعد تصعيد النظام المغربي بطرد المكوّن المدني للمينورسو. 
مهمة المينورسو في الأصل لم تكن تتجاوز 8 أشهر لتنظيم الاستفتاء لكنها امتدت 25 سنة كاملة، ألا تعتقدون أنه تم خداعكم من أجل ربح الوقت فقط؟
هذه مدة زمنية طويلة جدا تحملها الشعب الصحراوي، وهذا الصبر والتحمل بدأ ينفد، فصبر الشعب الصحراوي وجيشه وشبابه نفد، ومحافظتنا على وقف إطلاق النار طيلة هذه المدة جاءت نتيجة الالتزام والانضباط لدى جيشنا وشعبنا دفعه للتحمل طيلة هذا الوقت رغم ظروفه الصعبة، وأؤكد أن صبر الشعب الصحراوي نفد، فللصبر حدود.. قضية الشعب الصحراوي كانت بيد الأمم المتحدة، وكنا ننتظر حل القضية بالطرق السلمية، وهذا ما جعلنا نصبر نتيجة لعدالة قضيتنا.
إذا اضطررتم للجوء إلى الخيار العسكري، فهل الدول التي تدعمكم دبلوماسيا مستعدة لدعمكم عسكريا؟
في حالة العودة إلى خيار الحرب فلا بد من الاعتماد على الذات الذي انتهجناه منذ انطلاق الثورة الصحراوية بـ17 رجلا وبنادق تكرارية (ليست رشاشة)، ودول الاتحاد الإفريقي ودول أمريكا اللاتينية تقدم لنا دعما دبلوماسيا وسياسيا قويا جدا، وفي المدة الأخيرة اتخذت عدة دول إفريقية مواقف قوية وصارمة، ومنها تعيين ممثل للاتحاد الإفريقي في الأمم المتحدة لمتابعة القضية الصحراوية التي تناقش سنويا، ولكن لحد الآن لم تقدم هذه الدول دعما عسكريا لنا، فنحن أساسا نعتمد على قوتنا الذاتية. 
دخلت دول الخليج على خط الأزمة، فما موقفكم من إعلانها دعم المغرب؟
دخول دول الخليج في خط الحرب كان منذ 1975، فجل دول الخليج شاركت في المسيرة الخضراء، بل السوداء، ودعموا المغرب بالمال والتسليح، ولكن كان ذلك بشكل غير معلن، والآن أعلنوا موقفهم بشكل صريح.
ماذا عن موقف دول المغرب العربي خاصة موريتانيا وتونس وليبيا من القضية الصحراوية؟
موريتانيا دولة شقيقة تتقاسم معنا نفس العادات والتقاليد واللهجة، ورغم جرها إلى الحرب في عهد ولد داده، إلا أن الآن هناك علاقات ممتازة معها، أما تونس فالنظام القديم كان داعما للمغرب، والآن طرقنا تونس من خلال الأحزاب والنقابات، أما في ليبيا فلا توجد فيها حاليا دولة.
وما موقف الدول الكبرى من القضية الصحراوية حاليا؟
حاولنا من أجل تحييد موقف فرنسا الرسمية، لكن مصالحها مع المغرب كبيرة وتوجد في الخط الأول للدفاع عن المصالح المغربية، أما الموقف الروسي فلا أعتقد أن فيه تغييرا، فموسكو واقفة مع تقرير المصير، وهذه من الثوابت الروسية، وبالنسبة لأمريكا فتؤكد في مواقفها الرسمية دعمها للمبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية وللمسار التفاوضي، في حين أن بريطانيا هي أكثر البلدان الغربية دفاعا عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية والأقرب لتقرير المصير.
كيف ستتعاملون مع محاولة المغرب إلصاق تهمة الإرهاب بكم؟
المغرب منذ البداية يتهم البوليساريو بالإرهاب، كما سبق وأن اتهمها بالشيوعية، وفي المدة الأخيرة حاول إلصاق الإرهاب بها، لكن المجتمع الدولي يشهد بأن البوليساريو نظيفة، في الوقت الذي يدعم المغرب حركة الجهاد والتوحيد في شمال مالي بالمخدرات لتمويل نشاطاتهم، فنحن بعيدون كل البعد عن الإرهاب بل نواجهه، والإرهاب ممول من خلال المخدرات المغربية، وسبق أن أسقطت إسبانيا طائرات صغيرة وطائرات من دون طيار تحمل مخدرات مهربة من المغرب.
ما الذي يدفع إسبانيا إلى دعم المغرب بالرغم من أن غالبية شعبها يساند القضية الصحراوية؟
العلاقة بين المغرب وإسبانيا متينة وعميقة، وطبعا حصلت مساومات بشأن تنازل المغرب عن المطالبة بسبتة ومليلة مقابل دعم إسبانيا للمغرب في الصحراء الغربية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *