-->

مختصون في العلاقات الدولية من سلوفينيا يؤكدون على ضرورة إحداث "تغيير جذري" في مسار القضية الصحراوية


أكد مختصون في العلاقات الدولية و العلوم السياسية من سلوفينيا، اليوم الجمعة بالجزائر، على أهمية إحداث " تغيير جذري" في مسار القضية الصحراوية يفضي إلى إنهاء حالة الإنسداد التي يعيشها هذا النزاع، مركزين على ضرورة تحسيس المجتمع الدولي بالوضعية التي يعيشها الصحراويين بسبب الإحتلال.

وأكد أعضاء الوفد الأكاديمي السلوفيني في تصريح للصحافة على هامش لقائهم مع ممثلي لجنة الصحفيين الجزائريين المتضامنين مع الشعب الصحراوي، عقب جولة لهم إلى مخيمات اللاجئين و الأراضي الصحراوية المحررة ،أن الوضعية التي يعيشها اللاجؤون الصحراويون منذ أكثر من 25 سنة بالمخيمات "تستدعي إحداث تغيير جذري في مسار قضيتهم التي عرفت الكثير من التماطل و النسيان على المستوى الدولي".
وبهذا الخصوص، قال الباحث في العلوم الإجتماعية بجامعة سلوفينيا، سيمون دريفن، ل(وأج) أن هناك الكثير من العراقيل التي تحول، لحد الآن، دون التسوية السلمية لهذا النزاع و عليه فإن "عامل التحسيس الدولي بالوضعية المأساوية للصحراويين، سواء في المخيمات أو في الأراضي الصحراوية المحتلة، بسبب هذا الإنسداد وبضرورة إيجاد حل لها".
وأضاف ذات المتحدث أن الزيارة التي قام بها بها الوفد إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي الصحراوية المحررة "مكنتنا من الإطلاع عن كثب على وضعية اللاجئين الصحراويين و وعيهم السياسي بقضيتهم و الآمال التي يعقدونها على المجتمع الدولي و خاصة اوروبا من أجل إيجاد حل لقضيتهم العادلة".
من جانبها، ركزت الباحثة في العلاقات الدولية بكلية العلوم الإجتماعية بسلوفينيا، سفيتكا بوبراسك، على الدور الفعال الذي تقوم به المرأة الصحراوية في المجتمع الصحراوي مؤكدة أنها "مثال حقيقي للمثابرة و على الوعي السياسي ودورها في ضمان تواصل الأجيال في إطار القضية الوطنية".
وأضافت "أنه خلال زيارتنا للمخيمات أحسست كثيرا، وعن قرب، بتمسك الصحراويين عموما و خاصة المراة الصحراوية بقضيتها ووعيها السياسي الكبير، كما احسست بمعاناة الصحراويين نظرا لبعدهم عن ارضهم من جهة و حالة اليأس التي تنتابهم بسبب إنسداد مسار التسوية السلمية لهذا النزاع".
وعليه شددت الأكاديمية السلوفينية على أهمية العمل على توعية المجتمعات الأوروبية بتاريخ القضية الصحراوية ووضعيتها القانونية على المستوى الدولي و لكن أيضا تحسيسهم بحجم المعاناة التي يعيشها الصحراويون بسبب هذا الوضع.
أما المختص في علم الإجتماع، روك رامساك، فقد تحدث عن "الآثار الإجتماعية" التي سببتها الألغام التي زرعها الإحتلال المغربي و التي تجرفها مياه الأمطار إلى الأراضي المحررة، مؤكدا أنها "نوع آخر من الإنتهاكات الحقوقية" التي لابد من إبرازها للمجتمع الدولي ليتحمل مسؤولياته بشأنها.
كما تطرق السيد روك في حديثه إلى الآثار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة على مخيمات اللاجئين الصحراويين، قائلا "الإطلاع على وضعية اللاجئين بسبب الأمطار ليس كالسماع عنه من خلال وسائل الإعلام (...) وقفنا خلال زيارتنا على الحاجة الماسة للاجئين إلى المساعدات الإنسانية الدولية كما أحسسنا بإصرار الصحراويين على مواصلة نضالهم على الرغم من كل ذلك".
وقام الوفد السلوفيني مؤخرا بزيارة إلى العديد من مخيمات اللاجئين الصحراويين كما حضر المناورات العسكرية الميدانية التي قامت بها جبهة البوليزاريو بمنطقة "أغوينيت" بالأراضي الصحراوية المحررة بتاريخ 23 أبريل المنصرم.
وتعد هذه الزيارة المرحلة الأولى من مشروع علمي يحمل عنوان"قصة شعب الصحراء الغربية المنسي"، يتم إعداده على مستوى كلية العلوم الإجتماعية بجامعة سلوفينيا وتتعلق هذه المرحلة بإعداد تقارير مكتوبة ووثائقيات و كتب تتضمن قصص الصحراويين أنفسهم و كذلك معارض و نشاطات ثقافية يتم من خلالها تحسيس المجتمعات الأوروبية بالقضية الصحراوية.
أما المرحلة الثانية لهذا المشروع فتتمثل في إعداد مذكرات علمية و ابحاث أكاديمية و تقارير يتم تقديمها للقيادات السياسية بغية دفعها نحو ممارسة ضغوط على المستوى الدولي لصالح الشعب الصحراوي.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *