-->

صراع من نوع جديد يدور بين الخيم!


علي الرغم من اعلانها مناطق عسكرية ممنوعة،لا يسمح بدخولها أو بالاقتراب منها، بين الجانبين المغربي والصحراوي،يفصل بينها حيز ضيق تراقبه الامم المتحدة،ولا يجوز التحرك فيه دون ترخيص منها؛وعلي الرغم من ارتفاع نسبة المخاطر بسبب وجود مخزون هائل من الالغام الأرضية والاجسام المتفجرة،فإن الوضع يجب أن يفهم علي أنهم نجحوا في جعلها طريق آمنة،كانت ولا تزال هي الأمثل لتهريب المخدرات بين الجانبين.ونستطيع القول،بأن اجراءات"بناء الثقة"التي تنادي بها الأمم المتحدة بين طرفي النزاع علي الصحراء الغربية قد بدأها البعض منذ سنوات طويلة من المناطق التي شهدت نزاع مسلح في اعقاب التوقيع علي نهايته في عام 91 ،وهي الفترة ذاتها،التي يقول عنها الرئيس الموريتاني الأسبق محمد خونا ولد هيدالة، بأنها شهدت ازدهارا لتجارة تهريب المخدرات،حيث كان التهريب مسموحا به في عهد خليفته ولد الطايع في كافة ارجاء المنطقة،وكانت الدائرة المحيطة بالرئيس هي المستفيدة منه؛حيث تمكنت من تأسيس عشرات الشركات داخل البلد وخارجه،وهي الصورة التي من الممكن جدا أن نكون قد اخذناها عن موريتانيا المجاورة،بكل تفاصيلها.
وبالنسبة لنا،ظلت المناطق المجاورة للحزام الدفاعي،الذي تتحصن وراءه القوات المغربية ملاذا آمنا لمجموعات كثيرة منظمة هيكليا،لا يوجد ما يربطها بالمكان؛تجوب المنطقتين علي جانبي الحزام، وتراقب الوضع عن كثب وبشكل يومي،وتجعل من نقاط الاستطلاع والمراقبة،التي أقامها الجيش الصحراوي أيام الحرب مأوى لها؛وما أن يلبس النهار ثوب الليل،حتى تبدأ عملها دون أن يظهر من يعترضها،لتشكل صورة واضحة لتجلي التلاقي الواضح للمصالح وتقاطع النفوذ،حيث يصبح "النظام" الممثل من طرف رؤوس الأموال جزء من المشكلة،وهذا ما يشرع ويجيز السكوت عن الاستثمار في الفوضى،وبالتالي نقل الصراع علي النفوذ الي عقر الخيم والبيوت،التي تسكنها اسر لا علم،ولا علاقة لها بالموضوع يفترض أن تكون آمنة،ولها عهود بالأمان.
وبما أن الدولة الصحراوية لا تملك فضيلة الاعتراف بأن الوضع يسير علي هذا النحو هناك منذ عقود،لم يسبق لها أن سلكت الطرق الواضحة لإنهاء هذا المشكل،كما أنه لا يسعها انهاء حالة الفوضى،التي تستفيد منها اطراف كثيرة غائبة يحضر ممثلين عنها،وهي القادرة علي سد باب الخطر الجسيم الذي يسببه رواج تجارة تهريب المخدرات عبر ممرات مناطق يفترض بأنها عسكرية،الي درجة أن اقصى ما تقوم به،لا يتعدى تمثيل مشاهد مجاملة لعمليات حرق واتلاف ما يعتقد بأنه مخدرات مجهولة المصادر،يتم "العثور عليها "بين الفينة والحين مدفونة في رمال الصحراء!!
ومن مظاهر ردود فعل الدولة الصحراوية علي الاستياء الشعبي من استفحال ظاهرة تهريب المخدرات،والتي نجمت عنها حالة من استنزاف الفائض البشري،وخاصة من الشباب،واستهداف حالة الهدوء والاستقرار،التي كانت تنعم بها المخيمات الصحراوية، حرصت قيادة الجبهة علي الظهور والاشراف علي حفلات تخرج دفعات كثيرة ومتوالية من مختلف اسلاك قوى الأمن،لكنه بقدر ما تنتشر هذه الاجهزة، بقدر ما تصيبها العدوى واكتسبت اسرار لعبة "رابح رابح"،لتي تجمعها بعصابات تنمو وتتكاثر وتنجح بالتزود بأحدث التقنيات لتزداد شراسة وقدرة علي استقطاب المزيد والمزيد من الشباب الحالم بالغناء السريع في وقت يقال لهم بأنه قياسي،ومحسوب العواقب.
بقلم: ازعور ابراهيم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *