نـــــــــاس فاس يحلبون خارج الطاس؟!
الأشقاء في المغرب حيارى ويتحركون في كل الاتجاهات لمحاصرة موضوع أخذ الأمم المتحدة ومجلس الأمن أساسا قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية مأخذ الجدية هذه المرة، خاصة عندما أصبح موضوع الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب في خبر كان!
1 – الإخوة في المغرب أصبحوا يرون أن حل مسألة الصحراء لا يكون عبر الأمم المتحدة، بل يكون بمعالجة إقليمية، ويرون أن الأمر يتطلب وساطة سعودية بين الجزائر والمغرب، ويتأسف الأشقاء عن ضياع فكرة الوساطة السعودية بسبب توتر العلاقات بين الجزائر والسعودية، بسبب موضوع حزب الله اللبناني والموقف الجزائري في سوريا، وكذلك موضوع البترول، وينسى الأشقاء في المغرب أن استقواء المغرب بالسعودية على الجزائر هو الذي عصف بالدور الوساطي السعودي، كما كان ذات زمان من 1982، عندما جمع الراحل فهد في منطقة زوج بغال كلا من الحسن الثاني والشاذلي. المغرب الذي غرق في قضية الصحراء، استنجد أيضا بغريق آخر هو السعودية، التي غرقت في اليمن والعراق.
2 - نعم الحل يمكن أن يكون إقليميا، كما يقول المغرب، إذا ذهب المغرب مباشرة إلى الحوار مع المعنيين في الصحراء ولا يستقدم الوسائط للحوار مع البوليساريو عبر الجزائر أو عبر فرنسا أو عبر السعودية أو أي جهة أخرى! ما معنى أن يقول المغرب إن الصحراويين (مغاربة) ولا يجد لغة الحوار معهم حتى يعمد إلى الوساطة الأجنبية للتحاور مع جزء (من شعب المغرب)! ولا يستطيع إقناعه بمغربيته! فإذا كان المغرب لم يستطع إقناع الصحاروة بأنهم مغاربة، فكيف تقنعهم جهة أخرى بذلك!
3 – المغرب عاود الكرة هذه المرة بدعوة الجزائر إلى إعادة تفعيل اتحاد المغرب العربي، على أمل أن يجد المغرب حيلة أخرى للالتفاف على ما يحضّر في الأمم المتحدة، والمؤسف أن الأشقاء في المغرب هم من عمد إلى تجميد الاتحاد، ثم هاهم اليوم يسعون إلى بعثه من جديد! والمغاربة في هذه مثل الإخوة المصريين في الخمسينيات.. كانوا يريدون إنجاز وحدة عربية بالعرب وليس مع العرب... والمغاربة اليوم يريدون إنجاز مغرب عربي بالجزائريين والتوانسة وليس إنجاز مغرب عربي مع هؤلاء! والفرق واضح بين التعبيرين!
4 - أطرف ما يقوله المغاربة هذه الأيام هو المراهنة على تغيير النظام في الجزائر، والمراهنة على تغيير الأمين العام للأمم المتحدة، وحتى المراهنة على نتائج الانتخابات الأمريكية.
ونذكّر الأشقاء في المغرب أن المراهنة على تغيير النظام في الجزائر لا يفيدكم، بدليل أن موقف الجزائر من قضية الصحراء لم يتغير حتى عندما جاء لرئاسة الجزائر المرحوم بوضياف، وهو الذي سار في المسيرة الخضراء! فكيف يتغيّر إذا تغير النظام أو الرئيس؟!
والغريب حقا هو أن الأشقاء في المغرب يعتبرون قضية الصحراء الغربية قضية داخلية، ومع ذلك يربطون مسألة حلها بأمور خارجية تخص التغيير عند الجيران وعند القوى العظمى!
5 - على الأشقاء في المغرب استخلاص الدرس من 40 سنة مكابرة ولم يستطيعوا إقناع الصحاروة بمغربيتهم، وهي مدة أكثر من كافية لإقرار الحقيقة! والآن لا تنفع الوساطة ولا المراوغة ولا “جيبان” الوقت بالمجتمع الدولي.. وما ينفع هو أن يفتح المغرب الحوار المباشر مع البوليساريو دون ضغط من أي جهة كانت.. هذا هو الحل الجهوي الفعال.
بقلم سعد بوعقبة ـ الخبر الجزائري