-->

البوليساريو على مفترق طرق


ما يحدث على الساحة السياسية الصحراوية في الأسابيع الأخيرة يثير ألما صامتا بنفس كل من أحب هذا الوطن، وتمنى أن ينهض من كبوته ماسحا عن جبهته غبار أربعة عقود من الإحتلال .
برحيل الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز انتهت محطة في تاريخ الكفاح، الأمور تتسارع والأخطار والبوليساريو مقبلة على تغيير جديد وحتمي .. ولا ندري إلى أين ؟ و لو لاحظنا المشهد السياسي بعد الإعلان عن رحيل الرئيس اجتماعات مكثفة، وبيانات متباكية على الوحدة الوطنية والفراغ الذي تركه الراحل، وتكتلات مقيتة استعدادا للإنتقال إلى مرحلة ما بعد «محمد عبد العزيز» تجبر كل مواطن صحراوي واعي على فرملة عجلات فكره متسائلا عن المخرج أو المخرجين، و تجعلنا نبقي أيدينا على قلوبنا خوفا على المشروع الوطني والمناضلين من أهله! وكأن البعض يريد أن يعيد مخيمات اللجوء إلى البؤس الذي عاشته في الثمانينات .
من ناحية أخرى المتابع لما تلهج به ألسنة الصحراويين عموما، وما تخطه أقلامهم، وما تحفل به صفحات المناضلين على شبكات التواصل الإجتماعي، يستنتج ببساطة قلق الصحراويين، وأسئلة الصحراويين، ورغبات الصحراويين .
ثمة مزاج عام على ضرورة منع الإنزلاق إلى مستنقع الصراعات القبلية، واستهجان لمن يردد هذه المعزوفة، مزاج يعبر عما هو عام، ويشكل وحدة صحراوية عامة، عابرة للاصطفافات السياسية القائمة التي يتم إحياؤها، ويجري التعتيم عليها، أو يجري التركيز على ما هو عكسها تماما، أو في أحسن الأحوال يتم توظيفها ولا يسمح لها أن تتبلور وتعبر عن نفسها كما هي على حقيقتها .
ال فاتْ ماتَ اعليه التِّلفاتْ لذلك علينا أن نفكر كيف نضبط الحال والمآل قبل أن نخوض مسرحية الإنتخابات القادمة ونتعرض للشقاق والخلاف، أرجو من الجميع كل من موقعه وثقافته ومكانته أن يدرك بأننا كلنا خاسرون ما لم نجلس معا لإعادة ترتيب البيت الصحراوي .
إلى جميع المؤتمرون الذين سيشاركون في المؤتمر المقبل للجبهة «المؤتمر الإستثنائي» أودعوا ولائاتكم القبلية النوم وغطوها جيدا بغطاء محكم، واذهبوا إلى المؤتمر بصفتكم الصحراوية فالغاية هي الإتيان برجل يلبي طموح الشعب الصحراوي، و مؤهل لاستلام قيادة الجبهة على شاكلة الذين سبقوه، ويحمل روح الإيثار والتضحية بالنفس .
قلوبنا تنبض وتنتظر تلك اللحظة والدعوة موجهة لأصحاب القرار بأن تعمل على وحدة الصف الصحراوي بما يخدم وأد الفتنة التي يريدها العدو للصحراويين .
كامل التوفيق
أحمد سالم ولد محمد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *