-->

النائب البرلماني الديه النوشة يوضح للراي العام اسباب اعتصامه بوزارة التجهيز


بسم الله الرحمان الرحيم
قال الله تبارك وتعالى في سورة الرعد : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
في توضيح للرأي العام الصحراوي , أردت أن اشرح الأسباب والدواعي من اعتصامي بمقر وزارة التجهيز , وسيتساءل البعض أن الأحرى بهذا الشرح وهذا التبرير ان يكون في المجلس الوطني اين أزاول عملي وأقوم بمسؤولياتي .
وهذا بالفعل ما يجب ان يكون عليه الحال , ولكني عملت على ذلك مرارا وتكرارا خلال كل عهدي بالمجلس الوطني ,و استنفذت كل الطرق و طرقت كل الأبواب من اجل ان يكون كل هذا الفعل ضمن إطاره ووضعه الصحيح غير ان المجلس الوطني للأسف الشديد لا زال ينأى عن مهامه ومسؤولياته في اغلب أحواله لما يشهده من ضعف بين في مدى استيعابه لمهامه وأدواره ولما هو عليه من ضعف كذلك في خلفية وجوده لتمثيل هذا الاستحقاق .
ففي الانتخابات الأخيرة للمجلس الوطني تم استغلال المال العام واستخدامه بطرق غير نزيهة تمس من هيبة وفعالية مؤسسة كالبرلمان وتعكس فهما خاطئا للاستحقاق الذي يجب ان يكون عليه النائب البرلماني , ولعل تعديل القانون الخاص بالدائرة الانتخابية مؤخرا يعكس مدى سؤ التدبير وتدني المسؤولية لمن يسعى الى هكذا تصرف .
للمرة الثانية أقوم بهذا النوع من الاعتصام , الأولى كانت بمقر الهلال الصحراوي , والثانية بوزارة التجهيز .ففي 02 يوليوز 2016 أقدمت على اعتصام مفتوح بهذه الوزارة وهو لنفس الغرض , ودائما حول موضوع القوافل .
لقد شكل موضوع القوافل منذ مدة انشغالا بالغا لدى الرأي العام الصحراوي, وأصبح يهدد مدى مصداقيتنا ونزاهتنا أمام المتعاونين من أصدقاء وغيرهم , بل ويعكس صورا من الفوضى والتلاعب والتسيب , تنهك عوامل صمودنا وتثبط من عزائم حلفائنا , وتزيد من معاناة مواطنينا وتخلق فينا الفوارق وتبث فينا الإحباط والكراهية وتحيدنا عن مسار قضيتنا , التي من اجلها انقضت أعمارنا وترملت نساءنا.
من اجل ذلك قمت بما قمت به , وعيا مني بضرورة الإسراع في القضاء على هذه الآفة قبل ان تستفحل فيصعب حينها علينا إيجاد الحلول فيستغل أصحابها النفوذ , فيتلاعبون بمصائرنا حسب أهوائهم ومصالحهم المادية والمعنوية .
لقد استشرى الفساد , ووصل حد لا يمكن التغاضي عنه , وكما هو معروف فالفساد وريث الإرهاب إذا ما استفحل واستقوى في بلد أو مجتمع فسيجد نقسه في مواجهة شرسة معه قد تكون تكاليف حربه أقوى واخطر من الإرهاب ومن الحروب الأخرى .فما بالك بمجتمع لازال يعاني الآمرين اللجؤ والاحتلال .
يستخدم العدو اليوم , عبر بعض وسائل الاتصال, دعاية مفادها ان برلمانيا صحراويا يعتصم من اجل حقوق مهضومة للاجئين الصحراوين , وهذا اعتراف واضح منه , اننا دولة وان لنا برلمانيون , واننا نتصرف كما تتصرف الشعوب المتحضرة فندلي بآرائنا , وننتقد سياساتنا التي نراها قاصرة بكل ديمقراطية وشفافية وحرية .
فلم نسكت كما سكتوا عن أموالهم المسروقة في بناما , فقد نعى طير البين على رؤوس مؤسساتهم وهيئاتهم وصحفهم , فمن ذى يجرا ان ينتقد الملك محمد السادس حتى ولو بتكرار هجائي ما قيل مؤخرا عن فضائح أمواله , لم نسمع بأحد ؟ .
ان العدو وحلفائه يتربصون بنا , ويحيكون المكائد في كل مناسبة وفي كل ظرف من اجل تدميرنا وإثنائنا عن أهدافنا والتخلي عن مبادئنا التي سقط عليها قوافل شهدائنا البررة
ان من بين المجالات التي يتحين فيها العدو أية فرصة سانحة للانقضاض على مكاسبنا , ما يتعلق بمصداقيتنا في "مجال الدعم الإنساني" وخصوصا ماله علاقة مباشرة بالمواطن من مأكل وملبس وصحة وتعليم وعمل .......الخ
لدينا أصدقاء ومتعاونون يسهرون على جمع هذه المساعدات , وقد لا قوا في ذلك جهدا كبيرا , أملهم في ان تصل إلينا , وأملهم ان تكون داعما لنا في مقومات صمودنا في هذا اللجوء , وهي كذلك تزيد من مثابرتهم وترفع معنوياتهم ليحاجوا بها أوساطهم من مختلف المشارب والاتجاهات سياسية كانت او اجتماعية . و لا اقل من ذلك ان نكون في مستوى صاحب الحاجة في صون حاجته واستخدامها في أوجهها الصحيحة والشريفة وهذا ما يدعم مصداقيتنا ويزيد من قوة حجتنا , ويحرض أصدقائنا على المضي قدما في التحسيس ونشر قضيتنا والإقناع بها .
ومن اجل كل ما سبق ذكره فاني أطالب بمايلي :
- الشفافية والمسؤولية في موضوع الدعم الإنساني بمختلف أنواعه والتحكم في إدارته
- تكوين لجنة مختصة ودائمة وذات مصداقية من ذوي المؤهلات الإدارية والقانونية والاقتصادية تشرف وتتولى إعداد وضبط المشاريع وتوزيع وضبط القوافل .
- تقوية دور البرلمان (المجلس الوطني) و العمل على تفعيله واستقلاليته .
- تفعيل قانون حماية الملكية العامة المصادق عليه من طرف البرلمان
- توزيع القافلة الموجودة بمقر التجهيز فورا ودون تماطل
قوة , تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة
إمضاء النائب البرلماني
الديه النوشة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *