-->

اليوم الثاني: أحلام وردية في الجامعة الصيفية


بعد ليلة من الأحلام الوردية لا تحاكيها إلا أحلام أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية في رائعتها الشهيرة (في يوم وليلة) بدأ يوم جديد من أيام الطبعة السابعة من الجامعة الصيفية جامعة الشهيد الرمز محمد عبد العزيز،وبدأت معه سلسلة المحاضرات الرامية الى تعزيز معارف الأطر الصحراوية وتطويرها بواسطة نخبة من الدكاترة والأساتذة الجزائريين،فجاءت المحاضرة الأولى لتضع المشاركين في الصورة السليمة لأهمية مجموعات الضغط في الدفاع عن القضية الصحراوية وسبل خلق هذه المجموعات والدور الذي تلعبه في كشف الوجه البشع للاحتلال المغربي وخلق ساحات دعم جديدة للقضية الصحراوية، وقد وفق الأستاذ إلى حد كبير في تمرير محاضرته القيمة علميا ومعرفيا.
أما المحاضرة الثانية فتناولت موضوع تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وجاءت اقرب الى خطاب سياسي منه الى محاضرة أكاديمية،اذ أختار الأستاذ المحاضر السرد العفوي لموضوع ذو طبيعة قانونية بحتة معتمدا على العبارات التي تدقدق مشاعر المشاركين،فتحولت المحاضرة إلى منبر خطابي قوبل بتصفيق حار من قبل الحضور،وغاب الجانب الأكاديمي والمنهجي الذي يجب أن يميز هكذا نوع من المحاضرات.
أما المحاضرة الثالثة فقد تمحور مضمونها حول الحكم الراشد والديمقراطية التشاركية،ويبدو أن الأستاذ المكلف بإلغاء المحاضرة لم يكن جاهزا بما فيه الكفاية،مما جعل عنوان المحاضرة يسير في واد المحاضرة ومضمونها يسير في واد أخر،إذ حاول الأستاذ المحاضر أن يسقط فكرة محاضرته على النظام الصحراوي، فتشابه مصير محاولته إلى حد بعيد بمصير محاولة عباس بن فرناس حين حاول الطياران بجناحين.،ويبدو أن عدم دراية الأستاذ بالخصوصيات السياسية والاجتماعية للشعب الصحراوي حالت دون توفيقه في تحقيق مسعاه الرامي لإسقاط عنوان محاضرته على النظام السياسي الصحراوي.
وكان التقييم الذي قدمه رئيس الجامعة الصيفية لليوم الأول من المحاضرات كفيلا بوضع الأستاذة في الصورة الحقيقية لمختلف جوانب القضية الوطنية ذات الارتباط الوثيق بمحاضراتهم مؤكدا في الوقت ذلك أن السبيل الوحيد لانتزاع حق الشعب الصحراوي هو لغة البنادق وتلك هي جدلية التاريخ بين الحق والباطل.
وبعيدا عن جو المعرفة والدراسات الأكاديمية،كان للبحر نصيب من اليوم،ولو انه كان في حالة لا تسمح بالسباحة إلا أن جلسة الشاي على رمال الشاطئ كانت كفيلة بخلق جو من المرح والبهجة عكر صفوه كليا نبأ قتل المواطن الصحراوي محمدفاظل ولد احنان من قبل أحد المستوطنين بمدينة الداخلة المحتلة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *