-->

الامم المتحدة: الوضع في منطقة "الكركرات" يثير "القلق" و بان كي مون يدعو إلى إحترام إتفاق وقف إطلاق النار


أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "إنشغاله العميق" حيال الوضع المتوتر في منطقة "الكركرات" جنوب غرب الصحراء الغربية، داعيا إلى سحب كل المعدات العسكرية لتجنب أي تصعيد عسكري في المنطقة وإحترام إتفاق وقف إطلاق النار، و ذلك في إنتظار إستكمال مسار التسوية السلمية لهذا النزاع الذي يستمر لقرابة الأربعة عقود.
وقال المتحدث بإسم الأمين العام الأممي في تصريح له مساء أمس الأحد أن، بان كيمون، يدعو إلى "سحب كل العناصر المسلحة لتجنب التصعيد و تمكين بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) من الشروع في مشاورات مع طرفي النزاع (المغرب والجبهة البوليساريو) حول الوضع في المنطقة".
وشدد بان كي مون على أنه "من المهم بالنسبة للطرفين إحترام إلتزاماتهما الموقع عليها في الإتفاق العسكري رقم 1 ، وعلى ضرورة إحترام بنود إتفاق وقف إطلاق النار" لسنة 1991 و الذي تم التوقيع عليه برعاية الأمم المتحدة، و ذلك في إنتظار إنهاء مسار إنهاء الإستعمار من الصحراء الغربية من خلال إستفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي.
ويأتي تحرك الأمين العام الأممي بعد الرسالة التي وجهتها له جبهة "البوليساريو"،أخطرته فيها أنه بتاريخ 11 أغسطس الجاري أقدمت قوات الإحتلال المغربي، أكثر من مرة، على الخروج من جدارها العازل ودخول منطقة كركارات التي تقع ضمن نطاق المنطقة العسكرية الصحراوية الأولى، في محاولة لتغيير المعطيات على الأرض. 
جبهة "البوليساريو" تطالب الأمم المتحدة بالتدخل و تدعو الصحراويين إلى التأهب
وأكدت جبهة "البوليساريو"، عقب إجتماع طارئ لأمانتها الوطنية يوم السبت الماضي، أن "الشعب الصحراوي، عبر ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل بالممارسات العدوانية المغربية الطائشة في المنطقة العازلة في الكركرات"، داعية الجماهير الصحراوية إلى "التأهب لمواجهة مخططات ومؤامرات العدو المحتل".
وبعد أن ذكرت بالإجراءات المتخذة على مستوى جيش التحرير الشعبي الصحراوي لمواجهة هذا التصعيد المغربي الجديد، طالبت الأمانة الوطنية للبوليساريو، الأمم المتحدة باتخاذ الخطوات الضرورية للوقف الفوري للأشغال التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربي في المنطقة العازلة في الكركرات، وسحب العتاد والعناصر العسكرية والمدنية دون تأخير.
وكان الوزير الأول الصحراوي محمد طالب عمر، قد أكد في وقت سابق أن "تتابع المواقف الخطيرة، مع العرقلة المتعمدة للمسار السياسي، يملي ، أكثر من أي وقت مضى، ضرورة التحرك العاجل للأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراءات الفورية للحيلولة دون تفاقم الأوضاع إلى ما لاتحمد عقباه".
وطالب الوزير الأول الصحراوي المجتمع الدولي ب"وضع حد للتصرفات العدوانية المغربية التي تمس من مصداقية مجلس الأمن الدولي وتهدد، بشكل جدي، بنسف جهود التسوية" التي ترعاها الأمم المتحدة.
من جانبه، استدعي وزير الدفاع الوطني الصحراوي، عبد الله لحبيب البلال، قيادة بعثة "المينورسو" الأممية بمكونيها المدني والعسكري لإبلاغهم احتجاج جبهة البوليساريو "الشديد "على تمادي الحكومة المغربية في خرقها السافر لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الكركرات.
وحمل وزير الدفاع الصحراوي المينورسو مسؤولية "التدهور القائم"، مطالبا باتخاذ "إجراءات فورية" لوقف الأشغال الجارية في المنطقة العازلة وإرجاع آليات الهندسة والدرك المغربي الذي يحرسها إلى خلف الجدار.
كما أبلغت جبهة البوليساريو، في وقت سابق، رئيس بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو" بمخيمات اللاجئين يوسف جديان احتجاجها القوي على الخرق المغربي السافر و الخطير لوقف إطلاق النار، المبرم بين طرفي النزاع "جبهة البوليساريو والمملكة المغربية".
وكانت قوات الاحتلال المغربي قد اخترقت المنطقة العازلة منزوعة السلاح بمنطقة الكركرات، بآلياتها العسكرية في خرق سافر لإتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع حول الصحراء الغربية (جبهة البوليساريو و المغرب) لسنة 1991 برعاية الأمم المتحدة.
وأقدم الإحتلال المغربي على خرق إتفاق وقف إطلاق النار أكثر من مرة من خلال إطلاق النار على مواطنين صحراويين عزل وقتلهم بالرصاص الحي، على غرار ما حدث مع المواطن الصحراوي أشماد بات الجولي الذي تم إغتياله أيام قليلة قبيل زيارة الأمين العام الأممي بان كي مون لمخيمات اللاجئين الصحراويين والأرضي الصحراوية المحررة في مارس 2016.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *