-->

رفض المصارع المصري مصافحة خصمه الاسرائيلي تفجر أزمة بين القاهرة وتل أبيب


أخذت واقعة رفض المصارع المصري إسلام الشهابي مصافحة خصمه الإسرائيلي أور ساسون، بعد المنازلة التي جمعتهما أول أمس في إطار أولمبياد ريو (أكثر من 100 كلغ) في الدور الـ 32، أبعادا سياسية لم تكن متوقعة.
وفقا لتقارير صحفية، قامت حكومة إسرائيل بتوجيه رسالة إلى مصر للتعبير عن استيائها الشديد من رد فعل المصارع المصري الشهابي، عندما توجه المصارع الإسرائيلي لتحيته، فرفض الأخير مصافحته. وقالت إسرائيل إن المصارع المصري لا يتمتع بالروح الرياضية ويجب عليه أن يتقبل الخسارة. وجاء في الرسالة أيضا أنه لم تكن الواقعة الأولى هذا الموسم، بعد أن قامت مصارعة سعودية برفض مواجهة نظيرتها من دولة إسرائيل.
ووصفت الحكومة الإسرائيلية التصرف بغير المقبول. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي: “العرب وحدهم هم الذين يمتنعون ويرفضون مواجهه الإسرائيليين، ما يؤكد أنهم يحملون الكراهية، وهذا يحرض على العنصرية ويعتبر نوعا من أنواع التطرف وانتهاكا لأعراف الأولمبياد المتعارف عليها. كما يجب أن يتمتع اللاعبون المصريون والعرب بالروح الرياضية وروح المنافسة الطبية”.
وأضاف: “بالرغم من وجود اتفاقية سلام بين الدولتين مصر وإسرائيل، إلا أن الشعب المصري ما يزال لديه كراهية تجاه الشعب الإسرائيلي، ولا يريد أن يوجد سلام وتعاون بين الدولتين”. فيما اكتفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بنشر تغريدة بعد المباراة، قال فيها: “لتنتصر الرياضة دون تسييسها”. وهنأ المتحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أوفير جندلمان، المصارع الإسرائيلي قائلا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “ألف مبروك للاعب الجيدو ساسون أور الذي انتصر في مواجهته مع المصري إسلام الشهابي”، وأضاف: “يجب على الرياضة ألا تكون ساحة للسياسة والعنصرية والتطرف”.
قرار الانسحاب من المواجهة كان مطروحا
قبل المنازلة، كانت الأنباء تتردد حول انسحاب الشهابي من المنافسة أمام نظيره الإسرائيلي، رفضا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهذا ما رحب به المصريون والعرب، ولكن جاءت المفاجأة للجميع حينما رفضت اللجنة الأولمبية المصرية الانسحاب، وقررت خوض المنازلة أمام الكيان الصهيوني، بعدما قرر وزير الشباب والرياضة، خالد عبد العزيز، رفض دعوات لانسحاب المصارع المصري أمام نظيره الإسرائيلي قائلا: “بما أننا قبلنا باللعب تحت الراية الأولمبية، فعلينا القبول بالمنافسة مع الجميع، بصرف النظر عن أي شيء”، مضيفا “الميثاق الأوليمبي لا يعترف بالانسحاب، وإلا سنتعرض لعقوبات، وهو أمر لا نقبله”.
وعلق الإسرائيليون بالسخرية والاستهزاء على الحركة التي قام بها المصارع المصري، فالبداية كانت مع وسائل الإعلام الإسرائيلية في إظهار الشماتة علانية، حينما أبدت الصحف الإسرائيلية شماتة غير عادية من المصارع المصري إسلام الشهابي، وأجمعت على القول إن الإسرائيلي تمكن من سحق المصري الشهابي الذي رد الهزيمة برفض السلام على “ساسون”. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “المنازلة جرت بعد عدة أيام من حالة من السجال حول مشاركة المصارع المصري أو من عدمها خوفا من اتهامه بالتطبيع”، فيما قال موقع “واللا” الإسرائيلي إن المنازلة لم تشهد أي رد فعل من المصري إسلام الشهابي، ففي بداية المنازلة حصل الإسرائيلي على 10 نقاط، بينما انتهت المباراة من دون حصول الشهابي على أي نقطة من جانب اللاعب المنافس الذي فاز في نهاية المباراة بالحصول على 100 نقطة”.
من الجانب المصري، فبمجرد انتهاء المنازلة، ساد غضب عارم في مصر اكتسح مواقع التواصل الاجتماعي، وجاءت التعليقات فيه بين معارض للمشاركة في المنازلة من الأساس، ومؤيد لها، وساخر من عدم مصافحة اللاعب المصري اللاعب الإسرائيلي أور ساسون، وبين غاضب وسخرية واستهزاء، بسبب الهزيمة، في إشارة منهم لماذا لم ينسحب مثل سابقيه ويرفض التطبيع مع إسرائيل؟ 
وقد استدعت اللجنة الأولمبية الدولية المصارع المصري إسلام الشهابي وممثلا عن اللجنة الأولمبية المصرية، للمثول أمام لجنة استماع، بشأن تصرف الشهابي، خلال منازلته.
وقال المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية، مارك آدامز، إنه لا يريد أن يعلق قبل معرفة الحقائق بشأن الحادث. 
وقال الشهابي في تصريحات: “اللاعب الإسرائيلي تعمد إحراجي بتحركه تجاهي، ومد يده، لأتني قمت بتحريك رأسي في علامة لرفضي إلى السلام عليه”.
واختتم إسلام الشهابي تصريحاته: “هذا اللاعب ليس من أصدقائي من أجل أن أسلم عليه، بجانب أنني واجهت العديد من الصعوبات للصعود إلى الأولمبياد، لتتحول الأمور من رياضية إلى سياسية”.
وكالات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *