-->

ملف الصحراء الغربية يُؤجل إتمام صفقة الغواصة “أمور”, المخزن يفشل في منع الاصطفاف الروسي مع الجزائر


يُجمع مراقبون ومتابعون من داخل المملكة المغربية لشؤون العلاقات مع الجارة الشرقية في الآونة الأخيرة، على أنّ دبلوماسية المخزن قد فشلت في منع الاصطفاف الدولي مع الجزائر في الموقف من قضية الصحراء الغربية، بعدما راهن محمد السادس على ترويض الدبّ الروسي من خلال الزيارة التي قادته إلى موسكو شهر مارس الفائت، حينها هلّلت دوائر سياسية وإعلامية إلى أنّ المغرب قد أصاب الرؤية الإستشرافية بالتوجه نحو القوّة العائدة لمسرح القرار الدولي، بدل الارتهان للإدارة الأمريكية التي يتراجع نفوذها العالمي، وفق قراءتهم التحليلية.
وقد حاول “المخزن” طيلة الأشهر الأخيرة التوسّل إلى موسكو عبر البحث عن صفقات لتوريد الأسلحة من روسيا، في محاولة للتقرّب من إدارة بوتين عن طريق المال، عسى أن يفلح ذلك في تحييدها وإبعادها عن الارتباط التاريخي بالجزائر، فيما يتعلق بالموقف من النزاع مع جبهة البوليساريو، لكنّ رد الفعل جاء سريعا من معقل اليسار التحرري، ليتلقّى المخزن صفعة حارةّ على الخدّ الأيمن، بامتناع روسيا عن التصويت داخل مجلس الأمن على اللائحة 2285 القاضية بتمديد مهمة بعثة “المينورسو” وعودة أعضائها للعمل ميدانيا، وذلك احتجاجا على عدم الصرامة الأممية في التعامل مع طرد المغرب لهم من أراضيه، ما شكّل صدمة كبيرة في أوساط البلاط وحواشيه، إذ كان يعوّل على انحياز روسي يخلق به التوازن مع مشروع القرار الأمريكي، وهو الموقف الذي قدّمه المراقبون على أنه يأتي متناغما مع الوفاء للعلاقات التقليدية العميقة مع الجزائر ومبادئ الأمم المتحدّة.
تلك المؤشرات هي التي دفعت بالمحللين المغاربة للجزم باستحالة تنفيذ أي صفقات أو اتفاقات عسكرية مع روسيا في المدى القريب والمتوسط على الأقلّ، مستندين في ذلك إلى موقف موسكو المتطابق مع نظرة الجزائر لطبيعة ومآل الصراع في الصحراء الغربية، وبهذا الصدد، قال أمس سليم بلمزيان، الباحث في الشأن العسكري والاستراتيجي، في تصريح لموقع “هسبريس” الإلكتروني، إنّ “غياب دعم قوي لموسكو في ملف الصحراء خلال جلسة أبريل المنصرم، دفع المغرب، رغم أن الخطاب الرسمي يقول عكس ذلك، إلى إعادة رؤيته للعلاقات المستقبلية مع الدب الروسي، وهو ما يعني كذلك غياب صفقات عسكرية مهمة في المستقبل القريب”.
وفي وقت، أفاد فيه تقرير عسكري روسي، بأنّ المغرب قطع أشواطا من أجل اقتناء الغواصة البحرية من طراز “أمور 1650″، ومقاتلات “سوخوي سو 34″، أكد الخبير المغربي أن ملف الصحراء قد يكون وراء التأجيل لأي صفقات عسكرية بين البلدين في الأفق القريب، بل ذهب إلى حدّ الجزم بأنه “لا توجد أية صفقة أو حتى اتفاق أولي حول اقتناء المغرب لغواصة روسية”، مردفا أن “رفض المغرب المشاركة في الألعاب العسكرية الروسية دليل على غياب أي نية في تطوير التعاون العسكري بين البلدين”.
وكشف ذات الباحث الأمني أنّ “الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، سبق أن أمر بدراسة إمكانية اقتناء سلاح الغواصات إلى البحرية الملكية، قبل أن يتم تأجيل النظر في الملف إلى غاية إتمام الأوراش الكبرى التي انخرط فيها الجيش في إطار تطوير عتاده وإعادة هيكلة فروعه”، لكنّ مراقبين يؤكدون أنّ صرف النظر عن الصفقة يرجع إلى الفشل الذريع في تحقيق مكاسب سياسية من خلال “تحييد” موسكو بشأن ملف الصحراء الغربية، ومحاولة ثنيها عن الاصطفاف الكامل مع الجزائر.
نقلا عن الشروق الجزائرية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *