-->

ماذا يعرف الحمار عن غناء العندليب؟


(ماذا يعرف الحمار عن غناء العندليب) مثل روماني يضرب في الجهل الشديد، فالحمار لا يعرف الا النهيق حتى ولو حاول محكاة العندليب الذي يبقى صوته عصيا على الحبال الصوتية للحمار التي فطرت على أنكر الأصوات كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز.

وقد ذكرني هذا المثل الروماني بالمقال الذي كتبه المدعو محمد ولد إشدو تحت عنوان(أوقفوا مساعي الوقيعة بين موريتانيا والمغرب)،وبالرغم من إن الكاتب يحمل صفة الأستاذ والمحامي إلا أن مقاله هذا هوى به إلى منزلة الأستاذ المحامي الجاهل بتاريخ وجغرافية بلاده وبالعادات والتقاليد والروابط المشتركة بين الشعبين الموريتاني والصحراوي،فمن يقرأ المقال يكاد يجزم بأنه بأيادي مغربية صرفة لولا صورة وأسم محمد ولد إشدو،وقد يدفعنا هذا المقال المأجورعليه دون شك إلى الاستفهام (لأمر ما كتب ولد إشدو هذا المقال السخيف).
إن المغرب الذي يرسم لنفسه حدودا من طنجة شمالا إلى نهر السنغال جنوبا ومن المحيط الأطلسي غربا إلى ولاية أدرار الجزائرية شرقا لا يحتاج إلى مساعي للإيقاع بينه وموريتانيا،وإذا كانت هذه الحقائق غائبة عن الأستاذ المحامي الجاهل بتاريخ بلده ومحيطه الإقليمي فلا يلوم إلا نفسه، وليعلم أن المغرب كان أخر دولة أعلنت اعترفتها باستقلال موريتانيا وذلك في سنة 1969 وكان مجرد اعتراف شكلي في انتظار استكمال مخططه الساعي لضم الصحراء الغربية وحينها يتنصل من هذا الاعتراف ، ولولا كفاح الشعب الصحراوي وتضحياته وصموده لأكثر من أربعين سنة لأصبحت موريتانيا محمية مغربية بامتياز، مما يتحتم على الموريتانيين الشرفاء أن يكونوا شاكرين للشعب الصحراوي والدولة الصحراوية على وقوفها ولو بطريقة غير مباشرة في وجه المطامع المغربية في موريتانيا وليس العكس كما يفعل ولد اشدو الذي بمقاله هذا يكون قد دعم من حيث لا يدري المغرب في سياساته الاستعمارية التي تعتبر مورتانيا جزءا لا يتجزء منها.
إن أبواق الفتنة وصراصير الظلام التي تعمل على الوقيعة بين الدولتين الشقيقتين موريتانيا والمغرب كما وصفتم في مقالكم الجبان هي التي بفضلها نعمت موريتانيا بالأمن والأمان والاستقرار وهي التي بفضلها أصبح ولد اشدو أستاذا محاميا جاهلا لتاريخ دولته ومحيطها الجغرافي ،ضاربا عرض الحائط لجميع الروابط التاريخية والاجتماعية بين الشعبين الموريتاني والصحراوي في سبيل حفنة من دراهم المخزن المغربي أختارها على أن يعيش كباقي الموريتانيين الشرفاء الذين يرون في الشعب الصحراوي وقضيته العادلة امتدادا طبيعيا لنضالهم ضد جميع أشكال العبودية والاستعمار،ومالفرق بين الموريتاني والصحراوي أيها الأستاذ المحامي الجاهل؟
لن أتطرق للكثير من الترهات التي جاء بها الكاتب في هذا المقال المأجور عليه، لكن لا بد من التنبيه إلى أن حرب السبعينات بين الأخوة الأشقاء الموريتانيين والصحراويين أصبحت في خبر كان، ولو أن التاريخ يسجل أن الصحراويين لم يتحالفوا مع المغرب ضد موريتانيا من اجل غزوها،كما أن منطقة لكويرة التي يتحدث عنها الكاتب والتي لم يتذكر أنها موريتانية سوى اليوم رغم أن الملك الملك المغربي الحالي وأبيه طالما صرحوا بأن المغرب يمتد من طنجة الى لكويرة هي منطقة صحراوية كغيرها من المناطق المحتلة او المحررة الصحراوية وإن مصير الحلم بمكيتها هو مصير أحلام ولد اهميش ،ولن أزعج كاتب المقال كثيرا لكن ادعوه لأن يقوم بدراسة اكاديمية لشمال ولاية تيرس زمور الى غاية منطقة بير امكرين واحسي لوغر ولحفيرة،وبالتأكيد سيصدم عندما يتأكد بالدليل والبرهان بأن من عمر هذه الجزء من موريتانيا في الماضي والحاضر هم الصحراويون، ولو كان للتاريخ معيار في رسم الحدود لكانت هذه المنطقة صحراوية بامتياز،لكن وبما أننا شعب يحترم غيره قبل أن يحترم نفسه فلن تجرنا أنفسنا إلى الطمع في ماهو ليس ملكنا مثل أطماع المغرب في الصحراء الغربية وموريتانيا وأطماع ولد اشدو في لكويرة.
بقلم الأستاذ:التاقي مولاي أبراهيم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *