-->

الكركرات بين الثوابت والمتغيرات


بقلم: ازعور ابراهيم.
لا شك بأن ما يواصل الجيش تنفيذه بكل جرأة وبسالة علي أرض الكركرات،قد أحدث ثغرة كبيرة في كافة الحسابات الإستراتيجية للعدو المغربي،وأعادها إلي مربع الفشل،فلا المغرب تمدد من"طنجة الي لكويرة" ولا الطريق ربط أرض الصحراء المحتلة بموريتانيا،التي يدعي بأنه أضاعها في ظروف لا زال يجهلها،ولا الأمم المتحدة تسترت علي التهور المغربي لتدعه يمر دون مساءلة. لكنه أعاد للصحراويين ثقتهم الكاملة في قدرتهم علي الفعل وردات الفعل السريع والمنظم،كما دعم ثقتهم في جيشهم،الذي يبدو بأنه لا يزال يتمتع بروع القتالية العالية،وفي قيادتهم التي تداركت الأمور وأحسنت إدارتها في خلال اجتماعين فقط.الخطوة المغربية غير المحسوبة العواقب ولا المعروفة النتائج حتى اليوم، أدت كذلك إلي زعزعة ثقة الصحراويين بالحل السياسي،وبأدواته،من السياسيين بعدما تبين بأن العياء والتعب قد نال منهم كثيرا،فأصبحوا بعيدين جدا عن فهم واقع القضية،وغير قادرين علي التأثير فيه.
بالأمس فقط،احدى التفاسير لما يدور في الميدان العسكري،والتي وردت علي لسان أحد هؤلاء تفسر ما يقوم به العدو بأنه رغبة مغربية في إفساد المفاوضات!!.
ولا ندري إن كانت هناك في الأصل مفاوضات علي قدر كبير من الأهمية،وكنا علي وشك الفوز بنتائجها،حتي نستطيع الحكم علي النوايا؟
أو أن الأمر لا يعدو كونه إثارة وترويج مجاني ل"عبقرية" السياسيين في إكتشاف وتطوير الحلول وتوفير الظروف الملائمة لنجاحها !!؟
علي العموم،الآراء لم تلتفت الي مثل هذه التفاسير العرجاء،بل أنها عملت علي صياغة الاجماع الوطني حول ضرورة توجيه جهود العناية بالجيش،وجعله أولوية ليس بالكلام فحسب بل بالاستثمار في هذه المؤسسة بإعتبارها أهم الأوراق الرابحة والجاهزة دائما بيد الشعب الصحراوي،وأنه مهما تداخلت الأمور وتفاعلت فإن الجيش لا يبيع العهد ولا يضيع او يبدل الطريق،لأنه جيش يتجدد ويتدعم في كل يوم بقدرات شابة قادرة علي الفعل والعطاء،وهذا هو سر الحكاية.
الطرف المغربي،الذي نؤكد خسارته لكبريائه خلال هذه المغامرة،لا يزال مصر علي سرقة وانتحال صفة المنتصر بالتركيز علي جهود البحث عن أدلة لتسويق حملته من مداخل أمنية صرفة،من بينها تنويع جنسيات الأشخاص الموقوفين في ظروف غامضة،بالإضافة الي اختلاق براهين مسيسة يدين من خلالها أشخاص تربطهم صلة بآخرين في قيادة البوليساريو.ومنذ اسبوع يمارس لعبة خداع بصري علي مسافة مائة متر،ليوحي للعالم باستمرار حملته!!.
وبصورة، أو بأخرى وجدت موريتانيا الشقيقة نفسها مجبرة علي السير،وبنفس الخط مع الصحراويين في مواجهة أطماع التوسع المغربي،التي تعتبر بلادهم الوجبة الثانية في حالة تمكن المغرب من ابتلاع الصحراويين.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *