-->

ظاهرة المخدرات لعنة تصيب الفرد وكارثة تحل بالأسرة وخسارة تلحق بالوطن...


في السنوات الاخيرة تعاظمت وكثرت الظواهر الاجتماعية الدخيلة التي ابتلى بها الشعب الصحراوي ’ولعل ابرزها ظاهرة المخدرات التي تفشت بشكل سريع و لافت ,حتى اصبحت خطراً جسيماً يتهدد مجتمعنا بالانهياراذا لم ننتبه لهذه الظاهرة وانتشارها ستكون بالتاكيد العامل المباشر لتدميره، فلا مستقبل ولا كيان ولا امل لشباب يدمن هذه المخدرات، فذلك سيسهل استهداف المجتمع من قبل الاحتلال االمغربي في مكمن قوته وهم الشباب .
ا- المخدرات حرب خفية تستوجب تظافر جهود الجميع لتسليط الضوء عليها . 
نجح الاحتلال في سياسته وخلق معارك جانبية بين الفاعلين نشطاء حقوقيين - اعلاميين طلبة - ومعطلين ,شبيهة "بنقار الديكة " وجعل منها خطوط متوازية يصعب التفائها ,بسبب الخلافات التي يعتبر جلها تافه ,ولا يستحق كل هذا الجفاء على اعتبار انها خلافات شخصية تعصب لها البعض من صغار العقول وعديمي الوعي الفكري والسياسي والاخلاقي ,فاستعملو في ذلك المشروع والغير مشروع بما في ذلك التشكيك والاتهام بالعمالة والاوصاف التهكمية "صفاكة بلطجية ... وهو ما صعب في انجاح اية مبادرة تنهي هذا الصراع المفتعل ,ضف على ذلك ان الاحتلال استغل هشاشة الحقل السياسي والحقوقي والطلابي والاعلامية ,و اصبح متحكما في ادراة الصراع عن بعد عن طريق عناصر الاختراق ,والهاء المناضلين عن فضاياهم الرئيسيىة وهموم شعبهم . - التفكك الاسري والمجتمعي :
اهم ما كان يميز المجتمع الصحراوي فيمه واخلاقه ,وفرت له اشياء ايجابية ساهمت في تماسكه وتكافله الاجتماعي واواصر المحبة والاحترام والتواصل بين الاجيال ,بدات بالتراجع المخيف الذي جعل من سلطة الابوة سلطة هامشية عديمة الدور بحجة التمدن والانفتاح وتراجع صلة الرحم بين العائلات والاحباب وفي احسن الاحوال يكون ذلك بواسطة اتصال هاتفي ,واصبحت اللقاءات على طاولات المقاهي وسهر الليالي ,كل هذا وغيره ساهم في اضعاف مراقبة الاسر لابنائها ,وتتاخر في اكتشاف ادمان ابنائها وتصبح عاملا مساعدا في التستر عليهم ورفض قبول ذلك مع الاخرين ,الشيئ الذي ساهم في انتشار الظاهرة حتى اصبحت موضة ومجد يتغنى بهما المراهقين .
-غياب دور "الفئة المثقفة "ان وجدت ؟
رغم الافواج الكبيرة من خريجي الجامعات بالمناطق المحتلة من اطر عليا دكاترة وماستر واجازة وفي جل التخصصات ,وعلى غرار نفورهم عن دورهم في المجال السياسي والدفاع عن قضيتنا تحت طائلة العديد من الاعذار والتبريرات الفارغة والغير مقبولة مع احترامي لبعض الحالات القليلة منهم ,نجد كذلك ان هذه الفئة غائبة عن كل القضايا المجتمعية احتماعيا ثقافيا وحتى رياضيا وبيئبا, بل انها هذه الفئة هي اكثر اسهاما في انتشار هذه الظواهر وغيرها من قبيل كراء دور للفساد وترويج الخمور والمخدرات... واذكر حالات تستغل الجانب المادي الذي توفره ا العائلات لهم مكرهة من اجل التحصيل العلمي والمعرفي يتم استغلاله الى جانب المنحة على قلتها وجلب الخمور والمخدرات من المغرب باثمنة رخيصة وبيعها بالمناطق المحتلة باثمنة باهظة . 
- دور سلطات الاحتلال في تسهيل انتشار الظاهرة . للاحتلال وأذنابه دور كبير في نشر هذا الوباء في وطننا لدى كافة فئات الشعب لتركيعه وإذلاله، وللقضاء على أي أمل يمكن أن يكون من ورائه بناء لهذا الوطن المحتل ولتخريب المجتمع االصحراوي المقاوم, وتفكيك وهدم عناصر القوة التي تحمي هذا الشعب.بحيث باتت المخدرات تباع فيها بشكل علني وصريح في كل المدن المحتلة وفي كل الاحياء وتجارها ومروجوها معروفون لدى القاصي والداني وبالاحرى الاجهزة الامنية المغربية ,والخطير ان الاطفال الذين لاننجاوز اعمارهم 13 سنة بعد تحويلهم الى مدمنين يسهل التحكم فيهم وبمصائرهم وبصبحون الية للمعلومة في يد الاجهزة الامنية بشكل غير مباشرة عن طريق كبار المروجين الذين يتعاونون معها مقابل حمايتهم .
اضافة الى خلق شبكات عابرة للحدود لخلق نفس الواقع بمخيمات اللاجئيين الصحراويين.
وفي الختام تستحق ظاهرة المخدرات ان يقف الجميع للتصدي لها، وان نضحي جميعاً بالمال والنفس والوقت لعلاج هذه الظاهرة التي باتت تؤرق مجتمعنا، والتي استفحل اثرها حيث طالت الاخضر واليابس من جهود ومكتسبات . اللهم اني قد بلغت , اللهم فاشهد ... 
عن الناشط الحقوقي حمادي التاصري .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *