-->

الحل الافضل للقضاء على ظاهرة تهريب المخدرات



بقلم : سعيد زروال.

كثر الحديث مؤخرا عن شبكات تهريب المخدرات وخطرها على السلم الاجتماعي ، خاصة مع تعاظم هذا الخطر بسبب امتلاكها للسلاح، ودخولها في مواجهات مع الجيش الصحراوي وجيوش المنطقة من اجل حماية مصالحها وضمان استمرار تهريبها للمخدرات.
ورغم جدوائية الحلول الامنية في الحد من هذه الظاهرة الا ان مختلف التجارب العالمية اثبتت ان القضاء عليها يبدأ من القضاء على مسبباتها، وفي دراسة متأنية للواقع الاجتماعي والاقتصادي بمخيمات اللاجئين الصحراويين نجد ان اهم سبب من اسباب هذه الظاهرة هو البطالة المتفشية في اوساط الشباب الصحراوي،  مايعني ببساطة ان القضاء على تجارة تهريب المخدرات يبدأ من القضاء على البطالة في اوساط الشباب، ورغم ظروف اللجؤ الصعبة التي يعيشها الشعب الصحراوي وإمكانيات الدولة الصحراوية الاقتصادية المتواضعة ، وفرص العمل المحدودة التي توفرها مشاريع المنظمات الانسانية، اصبح من الضروري التفكير في حلول جدية وواقعية للقضاء على البطالة، والحل الامثل لذلك هو التنسيق مع السلطات الجزائرية من اجل السماح للاجئين الصحراويين بالعمل في سوق العمل الجزائري، وذلك باعداد بطاقات عمل خاصة باللاجئين الصحراويين تحت اشراف وزارة التكوين والافراد والوظيف العمومي، بالتنسيق مع الاخوة الجزائريين، وهناك تجربة ناجحة في هذا الاطار وهي بطاقات “السجل التجاري” التي تصدرها وزارة التجارة الصحراوية للتجار الصحراويين لتسهيل معاملاتهم مع مختلف الشركات والمؤسسات التجارية الجزائرية، فلماذا لايتم التفكير في اعداد بطاقات عمل خاصة باللاجئين الصحراويين تحت اشراف لجنة مشتركة جزائرية صحراوية، وتسمح هذه البطاقات للاجئين الصحراويين بالعمل في سوق العمل بمنطقة تندوف الجزائرية والمناطق المجاورة لها ، خاصة وان بعض المشاريع في المنطقة فرضت عل الاخوة الجزائريين الاستعانة بالعمالة الافريقية القادمة من دول جنوب الصحراء، اضافة الى الاعلان عن بعض المشاريع الاقتصادية الطموحة بالجنوب الغربي الجزائري مستقبلا مثل مشروع “غار اجبيلات” للحديد، وهو المشروع الذي يتطلب يد عاملة كبيرة لتشغيله، فكيف يعقل ان تستعين الجزائر باليد العاملة الافريقية القادمة من دول جنوب الصحراء في الوقت الذي تبلغ فيه نسبة البطالة ارقاما قياسية بمخيمات اللاجئين الصحراويين؟.
وسيضمن هذا المشروع في حال نجاحه دخلا اضافيا للكثير من العائلات الصحراوية المعدومة الدخل بمخيمات اللاجئين كما انه سيساعد في القضاء على الكثير من الظواهر السلبية التي فرضها الواقع الاقتصادي الصعب للاجئين الصحراويين مثل تهريب المخدرات، او الفرار الى العدود للاستفادة من بطاقات الانعاش او “الكارطيات” التي يقدمها الاحتلال المغربي.
وكما جرت العادة فإن اي مقترح يقدم خارج عن اطار “مفكري الرابوني” سيجابه صاحبه بتهم التخوين والتشكيك في الوطنية وربطه بالمؤامرة الكونية وحتى ببرنامج ايران النووي، بينما الامر ببساطة لايعدو ان يكون مقترح عملي للتخفيف من المعاناة الصامتة للاجئين الصحراويين ولاعلاقة له بالسياسية، ومن سيعارضون هذه الفكرة بالتاكيد لايعانون من البطالة بمخيمات اللاجئين الصحراويين ولديهم مدخول ثابت للتغلب على صعوبات الحياة اليومية في المخيمات، هذا ان كانوا يعرفون المخيمات اصلا.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *