-->

غوتيريس الامين العام الأممي الذي منعه بوحبيني من اكمال ندوته الصحفية بسبب موضوع بطاقة اللاجئ


بقلم : سعيد زروال.
من الصعب الكتابة عن التاريخ الصحراوي الحديث بسبب تعدد الروايات وغياب الشهود على الكثير من الحوادث التاريخية، لكن الحمد لله ان الحادثة التي سأتحدث عنها في هذا المقام لازال شهودها على قيد الحياة، وكان بطلها السيد بوحبيني يحي بوحبيني، رئيس مؤسسة الهلال الاحمر الصحراوي، ولا اعتقد ان السيد رئيس الهلال سيفند ما سيأتي في هذا الموضوع.
في يوم 10 سبتمبر 2009 حضرت عن مجلة المستقبل الصحراوي للندوة الصحفية التي نظمها السيد انطونيو غوتيريس المفوض السامي السابق لغوث اللاجئين، والذي تمت تزكيته كأمين عام للأمم المتحدة من قبل الجمعية العامة للمنظمة يوم 13 اكتوبر الجاري خلفا للسيد بان كيمون. وحضر لتلك الندوة التي نظمت بولاية السمارة، كما توضحه الصور المرفقة الى جانب المفوض السامي لغوث اللاجئين كل من رئيس الحكومة الصحراوية السيد عبد القادر الطالب عمار، والمنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو السيد امحمد خداد، ورئيس الهلال الاحمر الصحراوي السيد بوحبيني يحي بوحبيني، إضافة الى العديد من الصحفيين الاجانب والصحراويين من بينهم موفد الاذاعة الوطنية الصحفي البشير محمد لحسن، وبعد ان فتح المجال امام اسئلة الصحفيين تولى بوحبيني مهمة توزيع الادوار على الصحفيين، فأعطى اول سؤال لصحفية جزائرية، وبعدها اعطيت لي فرصة لطرح اسئلة على السيد انطونيو غوتيريس، وسألته ثلاثة اسئلة باللغة الاسبانية، واخترت اللغة الاسبانية حتى لا اعطي اي فرصة لتحريف مضمون اسئلتي من قبل المترجمين، ومنهم بوحبيني الذي كان يتولى مهمة الترجمة الى الفرنسية، وكانت الاسئلة على الشكل التالي :
– هل هناك ضغوط من الطرف المغربي على عملكم بمخيمات اللاجئين الصحراويين؟
– لماذا لايحق للاجئين الصحراويين حيازة بطاقة لاجيء مثل كل اللاجئين في العالم؟
– لماذا لا يتم انشاء منظمة خاصة بالاجئين الصحراويين مثل منظمة “الاونروا” الخاصة باللاجئين الفلسطينيين؟
وفي رده على اسئلتي قال السيد انطونيو غوتيريس، سأبدا من سؤالك الاخير المتعلق بتأسيس منظمة خاصة باللاجئين الصحراويين مثل “الاونروا”، ليس في استطاعة المنظمة الاممية انشاء منظمات خاصة في كل منطقة لان ذلك يتطلب امكانات كبيرة كما ان منظمة “الاونروا” هي منظمة مستقلة نوعا ما عن منظمة غوث اللاجئين، ويستحيل تأسيس منظمة في افغانستان وفي فلسطين وفي الصحراء الغربية.
وعندما بدأ في الاجابة عن بقية الاسئلة قاطعه السيد بوحبيني يحي بوحبيني، وقال بأن وقت الندوة الصحفية انتهي وحان الوقت للتوجه الى المطار لان موعد الطائرة قد حان.
وكانت تلك الندوة الصحفية هي اقصر ندوة صحفية في تاريخ الدولة الصحراوية، كما ان الكثير من الحضور تفاجئوا من تصرف السيد بوحبيني مع شخصية عالمية بوزن المفوض السامي لغوث اللاجئين، والمشكلة انه بعد انتهاء الندوة الصحفية امضى غوتيريس ومرافقيه بعض الوقت في تجاذب اطراف الحديث خارج القاعة التي نظمت بها الندوة الصحفية كما توضحه الصور المرفقة مما يفند مزاعم بوحبيني بان الوقت لا يسمح بالإجابة عن الاسئلة السالفة الذكر، ورحل غوتيريس دون ان نسمع منه اي اجابة عن قضية بطاقة اللاجئء باعتباره المسؤول الاول عالميا عن ملف اللاجئين، ولا عن الضغوط المغربية على عمل المفوضية في الصحراء الغربية.
وللاسف ان السيد بوحبيني فوت فرصة ثمينة في تلك المناسبة لانتزاع موقف علني من المفوض السامي لغوث اللاجئين الذي اصبح اليوم امينا عاما للامم المتحدة، لان اول سؤال يتعلق بالضغوط المغربية على انشطة المفوضية في الصحراء الغربية، لكن السيد بوحبيني وبسبب حساسيته من قضية بطاقة اللاجيء، تصرف بطريقة غير مسؤولة رغبة منه في استثمار تصرفه امام النظام الصحراوي وحتى يتفاخر بأنه منع المفوض السامي من الاجابة عن السؤال الأكثر تداولا في اوساط الرأي العام منذ سنوات وهو : لماذا لا يحق للاجئي الصحراوي ما يحق لغيره من اللاجئين في العالم ؟، ولماذا يحرم المواطن الصحراوي من بطاقة لاجئ لأكثر من 40 سنة؟.
ربما لا يوجد اي جواب مقنع باستثناء ان بوحبيني ورفاقه من القيادة لا مصلحة لهم في حيازة هذه البطاقة بحكم حيازتهم لجوازات و هويات اجنبية ، وبالتالي سيعملون على حرمان المواطن البسيط من مجرد التفكير في موضوع بطاقة لأجئ ، ومن تجرأ على فتح هذا الموضوع سيتهم كما هو معروف بتهم اقلها العمالة والخيانة ومحاولة ضرب صمود الشعب الصحراوي، وهنا اود ان اسأل قيادتنا الصامدة صيفا في تندوف وشتاءا بمخيمات اللاجئين الصحراويين، لماذا تحرمون المواطن البسيط من حقه الذي تكفله القوانين الدولية ؟، وكيف يمكن ان نطالب العدو المغربي باحترام الشرعية الدولية اذا كنتم تحرمون ابناء بلدكم من ابسط حق من حقوق اللاجئ الا وهو حق حيازة مستند صادر عن المفوضية السامية لغوث اللاجئين يعترف للمواطن الصحراوي بانه لاجئ؟، وهل يعقل ان نحرم المواطن الصحراوي من حقوقه بحجة ان العدو المغربي قد يستغلها ضد القضية الوطنية؟.
لقد اصبح من الضروري التفريق بين حقوق الانسان الصحراوي وسياسة العدو المغربي، ولا يمكن ان نبرر حرمان المواطن الصحراوي من حقوقه بحجة “حتى لا نعطي فرصة للعدو المغربي” وقبل ان نطلب من المواطن الصحراوي التنازل عن حقوقه التي تضمنها القوانين والاتفاقات الدولية بحجة ان الظرفية غير مناسبة لإثارة مثل هذه المواضيع، يجب ان نطالب كذلك من قيادتنا السياسية ان تقلل من فسادها وقبليتها وبيروقراطيتها حتى لا نعطي فرصة للعدو ونحقق الهدف الذي نصبوا اليه جميعا ألا وهو الحرية والاستقلال عن المحتل المغربي.
يجب على القيادة الصحراوية ان تسعى الى سحب ورقة “بطاقة اللاجئ” من يد العدو المغربي الذي لازال يحاول استثمارها في دعايته الإعلامية ويحاول ربطها بقضية احصاء اللاجئين الصحراويين من اجل قطع المساعدات الإنسانية ، والحل الانسب هو البحث عن صيغة تسمح للمواطن الصحراوي بالتمتع بحقوقه التي تكفلها الاتفاقات الدولية دون اعطاء فرصة للمحتل المغربي.
وللأسف ان قيادتنا التي تحرم المواطن الصحراوي من “بطاقة لاجئ” هي نفسها من تشجع عمليات التوطين في البلدان المجاورة ، دون ادراك منها ان التوطين هو اكبر خطر على مستقبل الشعب الصحراوي من بطاقة اللاجئ ، فإسرائيل مثلا تدعم سياسة توطين اللاجئين الفلسطينيين في البلدان الاجنبية وتحاول حرمانهم من صفة لاجئين ، وتقدم مكافأة مالية بقية 70 الف دولار لاي فلسطيني يتنازل عن بطاقة لاجئ ، لأن صفة “أللاجئ” قد تسمح لهم بالعودة مستقبلا الى المناطق الفلسطينية المحتلة، في المقابل تشجع القيادة الصحراوية سياسة التوطين في موريتانيا والجزائر واسبانيا وتعارض سعي المواطن الصحراوي الى حيازة بطاقة لاجئ .
نذكر في الأخير المناضلين الحريصين على القضية الوطنية ان بطاقة لاجئ لا علاقة لها بمبادىء الجبهة الشعبية ولا بثوابت القضية الصحراوية، وهي حق تكفله القوانين الدولية للمواطن الصحراوي ومن غير المعقول ان نطالب باحترام حقنا في تقرير المصير الذي تكفله الاتفاقات الدولية وفي نفس الوقت نقوم بتخوين بعضنا البعض بسبب مطالبته بحقوق اللاجئ التي تكفلها نفس الاتفاقات الدولية.
وهذه صورة من امام مقر دار المرأة بولاية السمارة حيث عقد السيد غوتيريس ندوته الصحفية ويظهر جليا انه ليس في عجلة من امره كما قال بوحبيني.


نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *