-->

توضيح في توضيح كتابة الدولة للتوثيق والامن


لن اتناول موضوع الهجوم الذي تعرض له مكز الشهيد الرشيد ( اقول هجوم و ليس سطو لان هذا الاخير مقرون في ذهنيتنا بالمؤسسات التجارية وليس الامنية ) ولكني ساتناول التوضيح الذي بعثت به كتابة الدولة للامن و التوثيق الي وسائل الاعلام ونشرته هذه الاخيرة دون تمحص تماشيا مع قوانينها التي تضمن حق الرد وهو الامر الذي دفعني الى اثارة هذا الموضوع من زاوية غير امنية حتى لا تكلف كتابة الدولة للامن والتوثيق نفسها عناء الرد مجددا.
اولا /استوقفني كغيري من الصحراويين ممن اضطلعوا على الرد او التوضيح الصادر عن كتابة الدولة للامن والتوثيق جملة من التفاصيل المتعلقة بالمركز من حيث طبيعته و امداده وحتى استفادة المنتسبين له وهي تفاصيل يفترض انها ليست للنشر بغض النظر عن سريتها , ولا علاقة للراي العام اطلاقا بمثل هذه التفاصيل حتى لو تعلق الامر بالمؤسسات الاجتماعية , الشئ الذي اوقع هذه المؤسسة الامنبة في الخلط بين التوضيح ومحذور الخصوصية لشخص معنوي هو المركز و منتسبيه .
ثانيا / كتابة الدولة للامن و التوثيق مؤسسة امنية بامتياز و ليست معنية بالرد على ما ينقله او يكتبه الاعلام حتى ولو كان الاعلام الرسمي كما انها غير ملزمة بالتوضيح للراي العام من خلاله خصوصا اذا تعلق الامر بعملها.
ثالثا / كان الاجدر بكتابة الدولة للامن و التوثيق ان تمرر هذا التوضيح من خلال القنوات المخولة قانونا بالتوضيح او الشرح للراي العام مثل امانة التنظيم السياسي او وزارة الاعلام وهو ما يعرف اصطلاحا بوجهة النظر الرسمية , بدل ان تتولى هي هذا العمل بحجة قناعتها بالدور الذي تلعبه هذه الوسائط الاعلامية وهو ما يفهم منه خلل تنظيمي على مستوى التنسيق بين الهيئات التنظيمية.
رابعا / تذيل التوضيح اقرارا و اعترافا بمناحي الضعف في عمل المؤسسة وهذا امر جيد و صحي غير انه ورد في المكان الخطأ وهو حتما ما ستترتب عنه نتائج عكسية في ذهن المتلقي وكان الاجدر و اسلم للمؤسسة ان تقر و تعترف بالتقصير امام الجهات المختصة او امام منتسبيها وهو الاسلم و الاصح حتى لانخلط بين الاعتراف بالخطأ و التشهير.
خامسا / ماهي علاقة الاجهزة الامنية بوسائل الاعلام ؟ و هل هي المسوؤلة عن صناعة الراي العام من خلال الاعلام ام عن توجيهه ام عن الاثنين معا ؟ وماهو دور امانة التنظيم السياسي و اين هي من كل هذا؟ ولا يجب ان يخرج موضوع هذه الاسئلة عن سياق التعاطي الرسمي مع الظواهر ذات الطابع الامني.
سادسا / ليس من المقبول ان تنفرد كل جهة او مؤسسة بالرد و الدفاع عن نفسها اذا ما تعرضت للنقد من وسائل الاعلام لان في هذا تكريس للمثل الشعبي القائل (كل شاة معلقة بكراعها) ويظهر عدم الانسجام و اتساع الهوة بين الهيئات وهو ما لا يتوافق مع عمل كتابة الدولة للامن و التوثيق.
و ختاما ارجو ان تراعي وسائل الاعلام ما يمكن نشره و ما لايمكن نشره حرصا على المصلحة العامة و سمعة المؤسسات وهو ما يتفق يقينا و سياستها الاعلامية , و ان ترحم ضعف جل المؤسسات و تستر عورا تها , و لاتاخذها بجهلها بكيفية التعاطي مع الاعلام.
بقلم : حمدي ابه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *