-->

إلقاء خطاب "محمد السادس"من السنغال هل كان بسبب الخوف من أحداث ثورية أو انقلابية؟


07 نوفمبر2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ اثار خطاب ملك المغرب محمد السادس الذي القاه من السنغال موجة من ردود الفعل المغربية والتساؤلات عن السر في ذلك في ظل الاحتجاجات المليونية التي تشهدها المغرب هذه الايام بسبب استمرار الاستبداد وطحن سماك الحسيمة في حاوية للنفايات.
وامام هذا الواقع المشحون عبر العديد من الباحثين والكتاب المغاربة عن استغرابهم من الخطوة التي اقدم عليها ملك المغرب الذي ظل هاربا خارج البلاد منذ الاحداث المأسوية التي يعيشها المغرب.
الدكتور عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية بالمغرب، أحد الذين لم يستسيغوا إلقاء خطاب محمد السادس السنوي من خارج المغرب، وقال إنه "لا يوجد أي سبب قوي يدفع إلى إلقاء الخطاب من السنغال، فالمغرب لا يوجد في حالة حرب، ورئيس الدولة غير مهدد بأحداث ثورية أو انقلابية".
وقال بعض المعلقين على خطاب ملك المغرب انه لم يتطرق من قريب و أمن بعيد إلى الاحتجاجات التي شهدها المغرب على خلفية مقتل بائع السمك بالحسيمة، وهو ما يعني استمرار النظام في سياسة الهروب الى الامام وتجاهل معاناة المواطن المغربي المسكين الذي يفرم ويطحن يوميا.
من جهة اخرى أدانت الحكومة الصحراوية بشدة ، مضامين الخطاب الاستعماري لملك المغرب ، وأكدت على أن الشعب الصحراوي سيواصل كفاحه التحريري حتى نيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال.
وأبرزت الحكومة في بيان لها يوم الاثنين، أن النظام المغربي شكل ويشكل على المستوى القاري عنصر تقسيم وعامل صدام ، نتيجة سياسته التوسعية ضد جيرانه ، وكونه دولة إفريقية تنتهج نفس سياسة الابارتايد والاستعمار ضد شعب مجاور ، وهو المساهم الرئيسي في ما تشهده منطقة شمال غرب إفريقيا من عدم استقرار ومواجهات وضياع لفرص ثمينة في مجال التنمية وسياسة الاندماج والتكامل.
واعتبر البيان أن خطاب ملك المغرب من السنغال التي اعتبرها امتداداً طبيعياً للمملكة المغربية هو - مع الأسف الشديد - بمثابة استهداف سافر لإفريقيا ومنظمتها القارية التي يحاول الملك اقتحامها عنوة ، باستهتار واحتقار دون أدنى احترام لدولها وقوانينها وإجراءاتها التنظيمية.
"لقد ملأ الملك خطابه بالمغالطات من خلال تقديم المغرب كقوة اقتصادية وقطبا تنمويا قادرا على المساهمة في مسار التنمية الإفريقية ، في وقت يوجد فيه المغرب في ذيل الترتيبات العالمية، سواء تعلق الأمر بالنسبة للتنمية البشرية أو حرية التعبير وحقوق الإنسان والقضاء على الفقر والجهل والمرض، أو فيما يتعلق بالميادين الاستراتيجية كالتعليم والبحث العلمي وغيرها ؛ فضمن المواطنين المغاربة الذين يعتبرهم الملك مجرد رعايا ، هناك أغلبية لا تزال تعيش في أحلك ظروف الجهل والتخلف والخوف" يبرز البيان.
وأكدت الحكومة الصحراوية أن "إفريقيا لا تحتاج إلى تجربة المملكة المغربية في الغزو والعدوان والتوسع والقمع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ونهب الثروات الطبيعية للشعوب والسعي لطحن طموحاتها في الحرية والانعتاق والعيش الكريم ، وإغراق المنطقة بمخدرات المملكة ، أكبر منتج ومصدر للقنب الهندي في العالم ؛ وبالتالي زرع أسباب التوتر واللا استقرار ، بتمويل وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية ، العابرة للحدود".
كما أن إفريقيا لا تحتاج إلى تجربة المملكة المغربية في عرقلة القرارات والجهود الدولية للتوصل إلى الحل السلمي والعادل، وهو ما يتجلى في إدخالها لخطة التسوية الأممية الإفريقية لتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي في حالة جمود، بالرفض الممنهج للمسار التفاوضي وللتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي وممثلته الخاصة، مروراً بطرد المكون السياسي والإداري لبعثة المينورسو، وانتهاءً بالخرق الصارخ لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الكركارات.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *