-->

مصير المساعدات الإنسانية المعلق بين الشك واليقين.


بقلم: ازعور ابراهيم.
في حالات الاستعمار تتوه مفاهيم كثيرة،و لضرورات سياسية، تصبح الأسماء غير ذي علاقة بمسمياتها الحقيقية.وبما أن المساعدات،التي تقدمها الأنظمة مرتبطة في غالبيتها بموضوع الغذاء،فقد سمته اسبانيا"الإسعاف" واعتبرته أداة لتنفيذ سياسة"جوع كلبك يتبعك".
وأطلق عليه الغزاة المغاربة اسم"الإنعاش" واتخذت منه وسيلة للحرص على استمرار سياسة"اليد الممدودة".
وبالنسبة للأمم المتحدة، فإنها تعتبره برنامجا إنسانيا للحد من معاناة البشر مع حالات مثل الفقر والجوع،والتي تنتج في الغالب عن أوضاع طارئة مثل الكوارث والحروب.
ومن الناحية العملية، ورغم حجم المعاناة، وطول أمدها، فقد استطاع شعبنا أن ينجو من أي أزمة مرتبطة بالغذاء بفضل الدعم الذي يقدمه هذا البرنامج،اضافة الى الدعم التقليدي الذي كانت تحصل عليه الجبهة من جهات معروفة لعلي الجزائر وليبيا -في وقت سابق- أشهرها؛ حتى وقت قريب عندما تحول الأمر فجأة إلى موضوع امتحان عسير مع الجهات المانحة،والتي عبرت ما من مرة عن قلقها على مصير الكثير من تلك المساعدات خلال رحلتها من ميناء وهران بالجزائر مرورا بمستودعات التخزين بالشهيد الحافظ قبل أن تسلم للأسر الصحراويين بالمخيمات،الشيء نفسه ينطبق على الآلات الطبية والدواء.
ويبدو أن الأمر مرشح أكثر للتعقيد،بعدما شهدت المخيمات أزمة معيشة حقيقية،وأصبحت الكثير من الأسر الصحراوية عاجزة بشكل عملي عن توفير حاجياتهم المعيشية وغير المعيشية الضرورية،مما دفع بها إلى إخراج أطفالهم من المدارس للعمل وتقديم المساعدة؛وهذا يعني الحكم الأبدي على هؤلاء الأطفال،وذريتهم من بعدهم بالفقر والجهل،والتبعية المعيشية.
وإذا استطعنا أن نماثل بين ما نسمعه ونعيشه على الأرض، بخصوص دائرة تحديد المسؤولية، فبعد كل ما أشيع وقيل من قبيل تحويل المساعدات النقدية،على وجه التحديد، إلى مشاريع وهمية.
اعترفت قيادة الجبهة بوجود أثر مرتبط بالفساد وصفته بالمحدود،وهو ما زكته المفوضية الأوروبية، التي قالت بأنها،وخلال السنة الحالية، دفعت ب24 بعثة معاينة لتتبع مسارات تلك المساعدات، وأنها لم تلاحظ ما يخالف ما هو متفق عليه بهذا الشأن.
وبين هذا،وذاك، يجتهد عديد الأسر الصحراوية في التحايل على سبل العيش بطرق تتراوح بين الاستدانة والتسول من الجيران.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *