-->

نواقشوط تخرج من موقف الحياد وتحرج الرباط في نزاع الصحراء الغربية..


تعيش العلاقات الموريتانية المغربية اسوا فصولها اذا مانظرنا للواقع العام على الارض انطلاقا من احتدام الصراع بين البلدين منذ سحب موريتانيا لسفيرها من الرباط قبل خمس سنوات دون تقديم توضيح للاسباب التي دفعت موريتانيا لهذا الاجراء الذي اعتبره الكثيرون حقيقة صراع صامت وخافت ستكون له تداعيات مستقبلية على العلاقات الثنائية بين انواقشوط والرباط بعد ود جمعهما طيلة عقود ، تتواصل الاحداث مع محاولة اغتيال الرئيس محمد ولد عبد العزيز حينها كانت اصابع الاتهام تشير ان الرباط لها علاقة مباشرة بالعملية وشكل الموضوع تحدي واضح من خلال الضجة الاعلامية عبر منصات التواصل الاجتماعي للتنديد بهذه المحاولة ومن يقف خلفها.
تتعافى موريتانيا تدريجيا وتترأس قمة للاتحاد الافريقي في دورة سابقة وهي في مأمن عن مايجري على الارض من خلفات وتأزم .
تزداد المواقف سخونة مع القمة العربية التي احتضنتها نواقشوط ويستصغر حينها المغرب بقدرة موريتانيا على تنظيم حدث بوزن قمة عربية على تعدد الصراعات والنزعات القائمة بين الامراء والزعماء العرب لمختلف القضايا وتنجح القمة الاولى التي تنعقد في انواقشوط رغم صعوبة الظرف العربي وازماته ويقلل المغرب على طبيعة الحضور والتمثيل الدبلوماسي فيها ،فصلا اخر لم يكن اكثر قتامة من سابقيه من خلال استقبال موريتانيا لوفود وشخصيات سياسية واعلامية صحراوية في وقت غير بعيد كانت القضية الصحراوية تعتبر من الطابوهات وهذا نابع من موقف الحياد لموريتانيا من النزاع منذ اتفاف السلام بين لبوليساريو وموريتانيا في الجزائر والذي كان من مخرجاته الاعتراف بالجمهورية الصحراوية.
يستمر الصراع الخفي ويستقبل الاشقاء وفود ثقافية عديدة مما يوكد تطبيع ثقافي وعلاقات جيدة بين الدولة الصحراوية وموريتانيا وهذا اعتراف علني بقوة الروابط الثقافية بين الشعبين في حين اعتبرته الرباط تأييد سياسي جديد تدفع به انواقشوط .
تستمر الاحداث بشكل بطئ ويرحل الامين العام لجبهة لبوليساريو ورئيس الجمهورية الصحراوية محمد عبد العزيز وتشارك موريتانيا بوفد رسمي في تشييع الراحل بمنطقة بئراحلو يقوده وزير التعليم وحاكم منطقة تيرس زمور يجدد مكانة وروابط العلاقات بين الشعبين في ظل جفاء وطلاق قائم مع المغرب.
تتوتر العلاقات الموريتانية المغربية اكثر وتشهد فتور مع مجريات الاحداث في منطقة الكركرات التي تتواجد بها وحدات من الجيش الصحراوي وتتحدث الاخبار ان المنطقة ستشهد مراكز للمراقبة تابعة للوحدات العسكرية الصحراوية ،مما يؤكد ازمة صامتة وعميقة بين المغرب وموريتانيا ستكون مسرح للتجذبات السياسية بينهما والاكيد ان النقطة التي كانت اكثر احراجا لموريتانيا هي زيارة الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي لمنطقة الكراكرات.
يبدو ان تأزم العلاقات المغربية الموريتانية ستكون له تداعيات وتبعات اكثر تعقيدا في ظل توتر قائم على اساس ان موريتانيا تدفع بجهود دبلوماسية حثيثة لإيجاد حل سياسي متوافق عليه ومقبول مثلما قد اعلنت عن ذلك مرات عديدة والتحول الان ماهو حاصل في مستوى التعاطي بين القيادتيتن الصحراوية و الموريتانية.
المصدر: راي اليوم ـ الاعلامي مولاي احمد اليساعة صحفي صحراوي مقيم في اوروبا.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *