-->

لماذا الهجوم الشرس على الجزائر وفي هذا التوقيت تحديدا؟


لازالت التَّقارير الغربية المغرضة والأقلام المسمومة تحاول بشتي الطرق والوسائل زعزعة أمن واستقرار بلاد الشُّهداء،مستغلةً في ذلك ذرائع شتَّى متنوعة بعضها يتعلق بوضع حقوق الإنسان والأخر سياسي أو اقتصادي أو إعلامي أو غيره من الحجج الواهية التي حوَّلت العراق وليبيا واليمن وسوريا وقبلها في السبعينيات دولا كالفلبين وفيتنام إلى كتلةً من نار،وكما قلتها ومنذ اندلاع الأحداث في ليبيا بأنَ دور الجزائر قادم لا محالة،وذلك نتيجة مجموعة من المعلومات والتَّصريحات التي رشحت على لسان كبار صنَّاع الفكر الاستراتيجي الاستعماري الغربي كالبريطاني اليهودي جورج سورس وريتشارد بيرل أمير الظلام. فتقارير وزارة الخارجية الأمريكية الممتالية والتي تحذر فيها من السَّفر إلى الجزائر ومحاولة تغليط الرأي العام الأمريكي والعالمي بأنَ الأوضاع الأمنية فيها غير مستقرة وهذا شيء يجافي الواقع ويخالفه بالتأكيد،والهجوم على الدَّولة الوطنية الجزائرية في الإعلام الأمريكي و المعروف بأنه يدور في فلك الماسونية العالمية ويخدم أهدافها الخفية والتي تعتبر جرائد مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست التي يملكها صهاينة يهود من أبرزها وأكثرها شهرة وتأثيراً في دوائر صناعة القرار في البيت الأبيض،بالتزامن مع حملة الإعلام الأمريكي التي استخدمت شمَّاعة الصحفي محمد تامالت رحمه الله،وعلى نفس النَّسق قامت جرائد وأقلام فرنسية وبلجيكية وألمانية بلعب الدَّور الذي يجب أن تقوم به سلفاً،وهو استغلال هذه الحادثة الأليمة و كذلك تصريحات وزير الخارجية الجزائري السيّْد رمضان لعمامرة والتي قال فيها بالحرف الواحد أن الدَّولة السورية قد استعادة حلب من يد الإرهابيين،وهو نفس رأي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان له موقف واضحٌ مما يجري في سوريا وأعلن بأنَّه سيجعل من أهم أولوياته القادمة شنَّ حربِ لا هوادة فيها ضدَّ هذه التنظيمات الجهادية التكفيرية الإرهابية التي ذبح أحد فصائلها والتابع لفصيل عبد الرحمن زنكي طفلاً فلسطينياً لم يتجاوز عمره 14سنة وأمام كاميرات الإعلام ودون أي إحساس بالخجل أو بشاعة ما يقوم به من أفعال تستحي منها حتَّى الوحوش في البرية.
بالإضافة إلى مقال في أحدِ الصُّحف البلجيكية حاول جاهداً إيجاد مقاربة بين الأوضاع في حلب والجزائر وقال بأنَّ دور الجزائر سيأتي بعد الانتهاء من سوريا،وهذا المخطط الماسوني والذي تعتبر إيران،ومصر،والجزائر،وباكستان، وإندونيسيا من أهم الدُّول التي يستهدفها،لم يصل إلى هذه الأقلام الغربية المتصهينة عبثاً،بل لكي تستغله لتَّرويج لمخططات التَّدمير والفتنة في الجزائر وأحداث غرداية لم تكن إلا اختباراً بسيطا لمدى جهوزية القوى الأمنية ومدى صلابة وتماسك النسيج الداخلي الجزائري.
أما فرنسياً فتصدَّرت صحف ك "لوفيغارو" ومنظمة "مراسلون بلا حدود الفرنسية " والتي يدعو رئيسها الفرنسي روبرت مينارد والتي أسسها سنة 1985بالعاصمة الفرنسية باريس،صراحة إلى إجازة تعذيب أهالي المعتقلين في السجون من أجلِ استخلاص المعلومات الأزمة،كل هؤلاء زيادةً على معارضة الخارج والتي تقيم في فنادق الخمسة نجوم في أوروبا ويحمل الكثير من رموزها الجنسيات الفرنسية والبريطانية بل هناك من يفاخر بأنه كان يعمل لمخابرات هذه الدول وقد أمدَّها بمعلومات مخابراتية قيمة عن الجزائر في مقابل منحه اللجوء السياسي على أراضيها وإعطاءه منحةً شهريةً وجواز سفر يحمل شعارها،وهدفهم هو المجيء حكاماً للجزائر بعد إسقاط نظامها كما يحلمون،بعمل عسكري أو عن طريق الاستعانة بحلف الناتو الذي احرق أجدادهم أحياءً في حرب التَّحرير الوطنية وساند فرنسا الاستعمارية ضدَّ أبناء جلدتهم،ومثلهم في ذلك من يحكمون العراق والذين جاء معظمهم على ظهر الدَّبابات الأمريكية وأصبحوا عملاء لهذه الدول الكبرى في بلدانهم وأصبحت مستباحة لمنظمات الإرهابية التكفيرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
ويحاولون استغلال الأزمة الاقتصادية التي تعصف بنا حالياً نتيجة السّْياسات الاقتصادية الغير مدروسة والتي لم يشرف على تنفيذها خبراء في المجال،لتهييج الشَّارع الجزائري وضرب وحدة البلاد وتماسكها الجغرافي،أو التَّشكيك في وطنية جنود وضبَّاط وحدات الجيش الوطني الشعبي والذي سقط خيرة أبناءه ومنهم من أعرفهم شخصياً من أجلِ أن تبقى الجزائر صامدةً في وجه المحن في العشرية السَّوداء وتصدرت هذه المهمة قنوات مرتبطة بالوهابية ومن يقف خلفها ويمولها كالمغاربية والحوار والعربية والجزيرة وغيرهاَ.
تدمير الجزائر هو هدفهم النّْهائي وسيستعلمون في ذلك جحافل من أهل الصَّحافة والإعلام والسّْياسة وسيوظفون أموالا طائلة جداً لذلك،ولكن الشيء الذي نسيه هؤلاء أنَ شباب الجزائر واع بكل ما يخطط لبلده من أجلِ إسقاطها،وبأنه رغم كل الظروف الصَّعبة التي يعيشها معظم الشعب وكل النقائص التي تعاني منها البلاد،ولكن مستحيل أن يسمح أحفاد الشهداء لهؤلاء العملاء والخونة والأعداء بتنفيذ مشاريعهم الامبريالية تحت دعوى حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها ونشر الديمقراطية،وكل هذه الخزعبلات التي حفظناها عن ظهر قلب،وكالعادة سينفقون أموالهم هباء وستكون عليهم حصرةً وسيندمون.
بقلم: عميرة أيسر-كاتب جزائري

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *