-->

نقد الذات أولى من نقد الإنجازات


كثيراً ما نسمع ونشاهد البعض منا ومن مثقفينا على وجه الخصوص يُخضِع ممارسات السلطة و هياكلها لمسطرة النقد الحاد و يجعل لها ميزان لربما كان الخلل كامن في إحدى كفتيه ويقيم لها مشنقة التوبيخ حاجبا بذلك وضوح الرؤية من أمام ناظريه.
ولكي لا ننقد لمجرد النقد فنسقط فيما سقط فيه بعض الوطنيين من الصحراويين فإننا لا نشك في نوايا اولئك الذين كانت الوطنية و اصطفاف ووحدة الصف الصحراوي الدافع الرئيسي وراء ما يبذلونه من جهد بهدف تقويم الإعوجاج، فالهدف واحد وإنما الإختلاف يكمن في أسلوب تشخيص المشكل و سبل العلاج والتقويم.
لا يخفى للمتابع للشأن الصحراوي ما حققته الدولة الصحراوية على مدى أكثر من أربع عقود من مكاسب وإنجازات حري بنا نحن الصحراويين أن نفخر بها. فتشييد دولة كاملة المؤسسات و الهياكل في المنفى لهو الإنجاز الأبرز على ماسواه من الإنجازات التي توالت تباعا، وكذا طبيعة التنظيم السياسي و عملية التعبئة الشعبية وراء الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي التي كانت الدعامة الاساسية لذلك النجاح و الإستمرارية في تشييد الدولة الصحراية و بقائها صامدة في وجه ما يبذله العدو المغربي من سبل للإنقضاض على هذه المكاسب و تصويره الشعب الصحراوي على أنه شرذمة أنفصالية، بالإضافة الى تخبط العدو و ترنحه يمنة و شمالا في حد ذاته معيار يقاس به مدى نجاح الدبلوماسية الصحراوية بمختلف أشكالها خاصة في الفترة الاخيرة.
ولكن و بالرغم من كل تلك الإنجازات فذلك لا يعني أن نغض البصر عن مواطن الضعف و مكامن الخلل في هياكل الدولة و طرق التسيير. فتشخيص المشكل هو أو طرق الحل لإعادة صياغة رؤية واضخة المعالم تعيد للمؤسسات هيبتها و هذه مسؤولية ملقاة في الأساس على عاتق اهل الحل و العقد ممن بيده صناعة وتنفيذ القرارالسياسي.
ولكي نكون أكثر واقعية فإصلاح الكل يبدأ بإصلاح الجزء وفق مبدأ التوافق والتكامل بين جميع الاجزاء ولذلك فبدل توجيه أصبع الاتهام وإلقاء اللوم على الدولة وتحميلها مسؤولية كل فشل حري بنا أن نكون كأفراد جزء من الحل بإصلاح ذواتنا بدل أن نكون معضلة في وجه هذا الحل و عرقلته بالنقد الأجوف مع حسن النية.
بقلم: يحظيه اسويلم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *