-->

رأي : هل لإسرائيل دور في دخول المغرب للإتحاد الإفريقي ؟


بقلم : مبارك الفهيمي
مخطئ من يعتقد أن التأثيرالإسرائيلي متواجد فقط في المناطق العربية أو تلك التي تعرف توترا دائم منذ السنوات الماضية , فالإسرائيلي يخترق أغلب البلدان حتى تلك التي لا تسمح بأي نشاط استخباراتي فوق ترابها الوطني فما بالك بالدول التي تفتح سفارات وقنصليات لإسرائيل وأخص هنا بالذكر بعض الدول الإفريقية. فالحقيقة التي يجهلها البعض أن العديد من البلدان الإفريقية تسمح بفتح تمثيليات و سفارات تابعة لإسرائيل و عقد صفقات اقتصادية مع الكيان الصهيوني وهذه حقيقة يتجاهلها الكثيرون وتجهلها الأغلبية , فالزيارات التي قام بها مدير المخابرات المغربية ياسين المنصوري رفقة بعض الوزراء والمقربين من القصر الملكي لدولة إثيوبيا أخوار السنة الماضية جائت في التزامن مع تواجد رئيس الحكومة الإسرئيلية بنيامين نتنياهو في العاصمة أديس أبابا , فهل هي صدفة ؟ .في ذلك الوقت الذي تواجد فيه الوفد المغربي بزعامة ياسين المنصوري بالعاصمة الإثيوبية دارت معلومات عن تواجد هذا الأخير بنفس الفندق الذي يتواجد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي , فهل هي صدفة أيضا ؟ . فالعلاقات و الخدمات الامنية و السياسية بين البلدان العربية و الكيان الصهيوني كانت تتم في السر ولا يكشف عنها سوى الساسة الصهاينة في مذكراتهم, فلا نستغرب بعد سنوات إن نشرت إحدى المذكرات للأمنيين الإسرائيليين يكشف فيها أسرار المعركة السياسية التي تدور حاليا وستشتد مستقبلا بشكل كبير . فإسرائيل كانت حاضرة إلى جانب المغرب في أغلب المعارك السياسية على المستوى الدولي و القاري و الإقليمي تاريخيا و حاضرا , والأكيد أن الكيان لم يكن غائبا في المعركة الأخيرة التي أنتجت قبول طلب المغرب للإنضمام للإتحاد الإفريقي .فنتنياهو عندما توقفت طائرته في مطار العاصمة الإثيوبية أواخر السنة الماضية لم تكن حقيبته فارغة مثل بعض رؤساء الدول العربية خصوصا الخليجية منها, بل كان يحمل معه ملفات معقدة من الناحية السياسية و الأمنية خصوصا في ما يتعلق بعلاقة إثيوبيا بمصر بخصوص نهر النيل , والرهان الأمني و الأقتصادي ولا أعتقد أنه سيتجاوز المشاكل السياسية في القارة السمراء خصوصا موضوع انضمام المغرب للمنظمة القارية, دون أن ننسى العامل الرئيسي الذي يعكس مدى قوة العلاقات بين البلدين باعتبار إثيوبيا تعتبر مركز وقاعدة استخبارتية للموساد الإسرائيلي . فالعلاقة بين إثيوبيا و إسرائيل ليست وليدة اليوم بل تعود لسنوات طويلة من تبادل الخبرات و تقديم المساعدات وتطوير الصناعة و الزراعة و المساعدات العسكرية وتكوين ضباط اجهزة البلدين خصوصا إن علمنا أن الجالية اليهودية الإثيوبية في إسرائيل ليست بالعدد القليل خصوصا داخل جيش الدفاع الإسرائيلي , كما وقفت إسرائيل ضد مجموعة تحديات أمنية واجهت إثيوبيا في فترة من الفترات .إذن أزيد من 150 ألف إثيوبى يعيشون فى إسرائيل , واعداد لا يستهان بها من المغاربة اليهود متواجدون في الأراضي المحتلة الفلسطينية بل ويتقلدون مناصب سياسية وحزبية وعسكرية وأمنية , كلها عوامل تجعل من هذه الجاليات تسهر على مصالح دولها الأصلية التي جائت منها في الأصل , وهو ما يؤكد أن إسرائيل ليست لاعب ثانوي في القارة الإفريقية بل تعتبر القارة السمراء الضامن لمصالحها الإستراتيجية اقتصاديا وأمنيا و سياسية بالتحالف مع بعض الدول العربية الإفريقية التي قدمت القوة البشرية لإسرائيل تاريخيا ولازالت .في تصوري أن إسرائيل لاعب أساسي في القارة السمراء , وتبسط نفوذها على مجموعة دول إفريقية بالتنسيق مع فرنسا , وأعتقد كذلك أن هذا الثنائي الأخير الإسرائيلي الفرنسي كان حاضرا بطريقة ما في المعركة الأخيرة داخل الإتحاد الإفريقي لأسباب اقتصادية وسياسية عبر دعم الدول المساندة لهذا الثنائي من بينهم المغرب لمواجهة القوة الإقتصادية للصين في القارة الإفريقية والتي بدأت تتصاعد في السنوات الماضية .خلاصة القول فالمعركة في الإتحاد الإفريقي ليست بين الصحراويين و الإحتلال المغربي فقط , بل هناك صراعات أخرى ذات بعد دولي اقتصادية بالأساس , تقودها قوى صاعدة والمغرب ماهو إلا أداة في مجموعة أدوات لبسط النفوذ الفرنسي على القارة ضدا في النفوذ الصيني المتصاعد . فالإحتلال سيحاول تحقيق مكاسب سياسية وعرقلة بعض القرارات المتعقلة بالقضية الصحراوية أو التخفيف منها على الأقل , وفي نفس الوقت يكون صوت من أصوات فرنسا في الإتحاد .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *