ملابسات قضية جر الاعلاميين الى القضاء والعلاقة بين الاعلام الرسمي وغيره (حوار)
الصحراء الغربية،15يناير 2017(وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- اجرى الاعلامي سالمية الساخي مقابلة صحفية مطولة مع الزميل حمة المهدي حول مجموعة من القضايا ذات العلاقة بالاعلام، وحرية التعبير وفي ما يلي نص المقابلة:
نشكرك الأستاذ حمة المهدي على قبولك الدعوة على صفحتنا الشخصية في الفيسبوك
الأسئلة :
س1/ من هو حمة المهدى ؟
س1/ من هو حمة المهدى ؟
في البداية اود ان اغتنم هذه السانحة لاشيد بهذه المبادرة الاعلامية التفاعلية التي ابدع فيها الاعلامي الواعد سالمية الساخي والتي اصبحت محل اهتمام واعجاب الكثير من رواد العالم الازرق، واتمنى ان تستمر المبادرة وان تتوج بابتكار اساليب ابداعية اخرى تعمق التجربة وتدفعها الى المزيد من التألق والنجاح.
فيما يخص سؤالك، حمة المهدي هو شاب صحراوي، ولد وتربى في مخيمات اللاجئين الصحراويين، ودرس في مؤسسات الدولة الصحراوية حتى نال شهادته الجامعية، واليوم يزاول مهامه من داخل المؤسسات و يحلم بوطن حر تكون العدالة والمساواة واحترم الحقوق ابرز مقوماته، ويعتقد انه يناضل في هذا الاتجاه.
س 2/حمة باختصار حدثنا قليلا عن موضوع الشكوى القضائية التي كانت مرفوعة ضدك من طرف السيد مدير التلفزيون الوطني ؟
بخصوص موضوع الشكوى التي رفعت في حقي، فقد تفاجأت يوم الخميس 12 يناير2017 بقدوم سيارة الشرطة الى مكان عملي بوزارة الاعلام وتسليمي استدعاء موقع من طرف وكيل الجمهورية بمحكمة الجزاء يطلبني لجلسة استماع يوم الاحد 15 يناير2017 حول قضية اجهلها بالكامل.
ونظرا لثقتي في العدالة الصحراوية والاطر التي تعمل فيها من كفاءات اكاديمية تدرجت في دراسة القانون لتنال شهادات عليا من المعهد العالي للقضاء بالجزائر قررت التوجه للعدالة ووقعت على استلام الاستدعاء.
وخلال اليوم الاحد توجهت على الساعة الثامنة صباحا الى مقر محكمة الجزاء وانتظرت امامها حتى قدم الوكيل واستقبلني بكل ود واحترام وحدثني عن موضوع الشكوى وعن التهم التي كانت كلها ملفقة وغير مؤسسة على شيء من شخص كنت اتمنى ان يكون سندا لكل الاعلاميين في اداء مهامهم النبيلة في نقل صوت شعبهم الى بقاع العالم، وبعد جلسة الاستماع قرر الوكيل الاحتفاظ بالقضية لعدم وجود الادلة، وكنت قد استشرت محامي في القضية منذ الوهلة الاولى واشار الي برفع دعوى ضد مدير التلفزيون بسبب هذه الاتهامات لكنني رفضت وقررت التنازل عن حقي في هذا الامر.
س3/هل تدخل أحد من قيادتنا الوطنية من اجل حل المشكل ؟
بالنسبة لتدخل القيادات الصحراوية، منذ العلم بموضوع رفع الدعوى تلقيت اتصالات كثيرة من اعضاء في الامانة والحكومة والبرلمان وسفراء وممثلين ومناضلين من الارض المحتلة ومن المهجر ولكن بشكل اكبر من النخب بمخيمات اللاجئين، وكانت بعض الاتصالات تبحث عن تسويات للموضوع وتقترح سحب الدعوى مقابل تنازلي عن متابعة الملف وكنت قبلت هذا الشرط وقلت لهم بكل وضوح ان شخصي لن يكون اكبر من مصلحة الوطن.
وان اي اقتراح من شانه ايجاد تسويات لمثل هذه المواضيع التي تسيء الى صورة حرية التعبير في الدولة الصحراوية.
مع تاكيدي ايضا لهم بانني احبذ ان تاخذ العدالة مجراها وان تترك القضية للقضاء للبت فيها وان التهم ان ثبتت فسأساعدهم في الذهاب الى السجن حتى انال عقابي، لكن ان ثبت العكس يجب ان يدفع الطرف الثاني ثمن استهتاره بالراي العام الوطني والتطورات التي يمر بها كفاحنا ضد المحتل المغربي.
س4/ماهو تقيمك لاداء وزراة الإعلام الوطني وكيفية تسييرها حاليا ؟
وزارة الاعلام وكما يقال دار لقمان على حالها تغيرت المباني وتعززت بمباني جديدة مثل مقر جديد لمعهد الفقيد سيد ابراهيم بصيري للاعلام ومديرية لجريدة الصحراء الحرة، لكن الاداء لم يتطور في ظل التوقف المستمر لبعض الوسائل والاهمال الذي يطال الصحفيين والكفاءات بالمؤسسة وتغييب دور الاعلام الجواري، وتفاقم مشاكل التسيير مع التوجه المريب لبعض اعضاء مجلس التسيير في فرض قانون الاعلام المثير للجدل والذي دافع عنه الوزير باستماتة بالمجلس الوطني، وقد يحدث ازمة في الايام القادمة اذا تم تبنيه من قبل البرلمان حيث سيتم حظر النشر على كل الصحفيين في مواقع التواصل والمدونات والمواقع وكل وسائل النشر الا ما يوافق خط الجبهة وهنا فخ حيث من يحدد خط الجبهة؟
وهي عبارة للالتفاف على حق مقدس مثل حرية التعبير.
بالاضافة الى العجز عن ايجاد رؤية ترتقي بالاعلام وتنتشله من امراضه المزمنة، إذ لا يعقل ان يستمر توقف بث الاذاعة لقرابة شهر، وتراوح التلفزيون مكانها دون احراز تقدم، توقف بعض المحطات الاذاعية للاعلام الجواري، استمرار نزيف هجرة الاعلاميين .... الخ
س5/ هل تفوق الإعلام الحر والمستقل على الإعلام الوطني ؟
المسالة هنا ليست موضوع تنافس او تسابق بين الاعلام الرسمي وغيره وانا اعتقد انه لا فرق بين الاعلام الرسمي والغير الرسمي من حيث الرسالة المطلوبة، وعكس تطلعات وامال الشعب الصحراوي فكله اعلام وطني، وبعضه يكمل الاخر، ويجب ان يظل في تناغم وتعاون حتى تكتمل الصورة عن المشهد الاعلامي الصحراوي والانفتاح على المبادرات الاعلامية الحرة وتشجيع المبادرات الفردية والجماعية.
6/ وهل مصطلح التهنتيت كشف اصحاب التهنتيت ؟
كل ما افسر به المصطلح هو كل ما يرتبط بالفساد من قريب او بعيد، وعلى الجميع التصدي له بحزم وقوة.
س7/ ماذا تقول للذين تضامنوا معك ؟
اذكرهم بقول جورج واشنطن "اذا سلبنا حرية التعبير عن الراي فسنصير مثل الدابة البكماء التي تقاد الي المسلخ"
س/8وهل ستواصل الكتابة على أصحاب التهنتيت ؟
رسالتنا واضحة في التصدي للاحتلال المغربي وكل ما يرتبط به وفي ذات الان المساهمة في تقويم المؤسسات الوطنية بالنقد والمعالجة والتوجيه والتعاون في طرق مختلف القضايا التي تهم الراي العام الوطني.
س 9/ كلمة في حق الرئيس وآخرة حول الاستضافة ؟
الرئيس هو اعلى سلطة في الحركة والدولة وبالتالي مسؤول عن كل الامور الداخلة في اختصاصه، وعليه ان يغتنم النفسية التي يعيشها الشارع الصحراوي الان خاصة بعد التطور الملحوظ على مستوى جيش التحرير والانتصارات التي حققها ابطاله المغاوير في لكركرات وعلى طول الجدار المغربي الذي يقسم وطننا والعمليات النوعية في مجابهة المخدرات والجريمة المنظمة وهو ما يعطي هيبة للدولة الصحراوية ويجذر قناعة الصحراويين بمشروعهم الوطني.
وان يكون القانون الاساسي للجبهة وبرنامج العمل الوطني دائما في حقيبته ويطبقه حرفيا حتى يجسد إرادة المؤتمرين، ويعزز مكانته كاحد المناضلين الذين سيخلدهم التاريخ.
هل من رسالة الى صناع القرار من اجل حرية التعبير الملتزمة بالمهنة و القضية الوطنية ؟
رسالتي الى صناع القرار والى السلطات الصحراوية تجنب اي تصرفات او قوانين من شانها الحد من حرية الراي والتعبير لان هذا انتكاسة خطيرة في حق ثورة تقدمية تناضل من اجل قيم التحرر ويتعارض والاعلان العالمي لحقوق الانسان والمواثيق الدولية المتعلقة بالنشر وحرية التعبير.
وعليهم في التوجه الى مثل هذه الخطوات ان يستعينوا بخبرا في القانون والاعلام ولا تبقى استشاراتهم مقتصرة الى بعض المسؤولين الذين يحتاجون الى تحديث افكارهم لتتكيف مع واقع اليوم.
السؤال:ما إحتمالية تولي الأجيال القادمة القيادة السياسية..؟؟
التواصل بين الاجيال حتمية تمليها الطبيعة البشرية، وسنة الله التداول بين الناس، والسعي في تكوين الاجيال على منهاج الثورة وربطها بتاريخها الوطني وثورتها المجيدة من شانه خلق اجيال مستعدة لحمل المشعل بكل قوة وعزيمة، لكن ترك الشباب على الهامش تتجاذبه مغريات الهجرة والانخراط في الاعمال المشبوهة التي تدر بالمال الوفير، يهدد هذه المسألة، كما ان نظام يعتمد التدوير بين نفس العناصر دون تمييز بين من نجح في برنامجه، واداء مهامة، او الذي فشل فشلا ذريعا في المهام التي اوكلت اليه، دون محاسبة او عزل، وهو ما جعل الاصوات ترتفع للمطالبة بضرورة التصدي للفساد وتنحية الفاشلين في اداء مهامهم حتى يستقيم العود.
سؤال الاستاذ التاقي مولاي : اذا تم عرض عليك مضالحة مع المدير الوطني للتلفزة الصحراوية هل ستقبل الامر؟
شكرا لك استاذي التاقي على السؤال الذي يعكس تلك الروح التواقة للسعي في الصلح بين الناس ونشر المحبة بينهم، لكن السؤال ربما انطلق من تخمين حول خلاف شخصي اساء العلاقة مع مدير التلفزيون وهذا خطأ، حيث انه لا يوجد اي خلاف بتاتا مع الرجل الذي لم التقي به مباشرة منذ المؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو حيث جمعنا عمل مشترك تمثل في استلام شريط وثائقي حول حياة الشهيد الخليل سيدي امحمد كان من المقرر عرضه في اشغال افتتاح المؤتمر واستقبلني بكل ود واحترام واخذت الشريط ولم اره منذ ذلك الحين، وهو كشخص انا احترمه كما احترم كل الصحراويين واكن له كل المحبة والتقدير واتمنى له التوفيق والسداد في المهام التي يقوم بها، وهما يجب ان اوضح امر وهو ان مؤسسات الدولة هي ملك للشعب ومن حق الجميع تقويمها بالنصيحة والنقد وكل الاساليب الحضارية، التي من شانها الدفع بعجلة التطور والتقدم للنهوض بمؤسساتنا، ونقدها لا يعتبر خلاف مع اصحابها، وهو ما يحاول البعض جر القراء اليه للتشويش على المعلومة وخلط الاوراق وهذه ظاهرة سلبية اتابعها احيانا على شبكات التواصل الاجتماعي وربما ذهب البعض الى ابعد من هذا بتحويل نقد لمؤسسة الى صراع مع قبيلة او عشيرة او غير ذلك من الاساليب التي يتقنها البعض خاصة الذين ينتحلون اسماء مستعارة.
سؤال الاستاذ والاديب سيدي سالم حمدة: سيدي سالم حمدة سؤالي الى حمة وسعيد لماذا لا تنشطا حلقة مشتركة مفتوحة للإجابة عن تساؤلات القراء؟
تحية عطرة ملؤها الحب والوفاء لتلك الروح التي طالما تعلمنا منها الصدق والنصح وحسن الارشاد، اخي واستاذي سيدي سالم لا اشكال في تنشيط حلقة مشتركة ومفتوحة مع الزميل سعيد زروال او ايا كان من الزملاء متى دعت الحاجة او تطلب الامر لكن في الامر فسحة وفيما هو متاح رسالة تصل الى الاف المشتركين في المواقع الالكترونية وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
مع انني احبذ فكرة عقد ندوات وايام دراسية تكون فضاءا مفتوحا لنقاش وتدارس مختلف القضايا التي تهمنا كشباب صحراويين تعلق عليهم امال عريضة في المساهمة في الارتقاء بالمشروع الوطني.
حمة المهدي هل توجد لوبيات تتحكم في سيرورة عملكم و خصوصا في النشر؟
لا ادري ماذا تقصد بلوبيات واعتقد اننا لسنا في حاجة لصنع لوبيات ونحن نرفع يافطة ضد الفساد، لكن نحن منذ فترة ليست بالقصيرة في واقع صعب وتعرضنا للكثير من الصعوبات والمضايقات في سبيل الارتقاء بالكلمة ونشر ثقافة النقد، وتقبل الراي الاخر، ونهيب بالجميع في التعاون معنا بتقديم الارشادات لنا والنصائح، كما اننا نطالب ببمارسة النقد لعملنا، حتى نتعلم من اخطائنا.
لماذا لا نعمل على تاسيس ميثاق شرف وطني للاعلام المستقل و الرسمي معا.
شكرا المقاتل الشجاع مولاي ابا على هذا السؤال المهم، والذي يتعلق بفكرة طرحت بحدة اثناء التحضير للمؤتمر الرابع عشر للجبهة وقد خصص فضاء اعلامي تم استدعاء كل الاعلاميين بالاعلام الرسمي والغير الرسمي للمشاركة فيه وكان موضوع ميثاق الشرف من ابرز المواضيع التي تمت مناقشتها وتم صياغة وثيقة عن الموضوع لكن تم طي الموضوع ولم يناقش لا في الندوة الوطنية التي سبقت المؤتمر بولاية اوسرد ، كما لم تتم مناقشة الموضوع في المؤتمر.
على العموم الفكرة مهمة ويجب ان النظر فيها بجدية كونها ستكون وثيقة اخلاقية ترشد وسائل الاعلام الوطنية الى الخطوط العريضة للاعلام وتكون موافقة لمواثيق الشرف المتعلقة بالصحافة والنشر والاعلام
لماذا لا تؤسس نقابة للصحفيين المستقلين
فكرة هي الاخرى قد تجد طريقها الى التجسيد في الايام القادمة متى توفرت رؤية واضحة عن عملها واهمية انشائها ومساهمتها في الحفاظ على مصداقية الاعلام غير الرسمي وحتى تولي المرافعة عن قضاياه.
كلمة اخيرة:
في الاخير اجدد الشكر لاخي وزميلي سالمية الساخي على الدور الاعلامي البارز الذي يقوم به ومن خلاله الى كل الاعلاميين الصحراويين بالارض المحتلة والمهجر ومخيمات اللاجئين الصحراويين واكد لهم ان معركتنا مستمرة ويجب ان نشعلها حربا لا هوادة فيها تحت اقدام الغزاة.