-->

الرئيس الموريتاني قاطع عشاء “محمد السادس”, ليلة جزائرية مغربية طويلة في أديس أبابا


تشهد كواليس القمة الإفريقية الـ 28 التي ستنطلق بعد ساعات في العاصمة الأثيوبية “أديس أبابا”، صراعا محتدما في الكواليس بين الجزائر والمغرب، على خلفية مساع مغربية للانضمام إلى الاتحاد الافريقي، بالتزامن مع محاولة الرباط فتح نقاش حول عضوية الجمهورية الصحراوية، وتأكيد الجزائر على أنّ النقطة الوحيدة المطروحة هي مناقشة قبول عضوية المغرب فحسب.
عشية افتتاح قمة رؤساء القارة السمراء التي تستمر الاثنين والثلاثاء، أقيمت جلسة مغلقة الأحد لبحث تقرير الرئيس الرواندي “بول كاغامي” والخاص بإصلاح المنظمة الإفريقية، وأشارت صحيفة “لوموند” الفرنسية إلى أنّ قبضة حديدية اشتدت في الكواليس بين داعمي انخراط المغرب في فلك المنظمة، والمعارضين لما تنطوي عليه المسألة، وعلّقت موفدة “لوموند” أنّ “لعبة الكرّ والفرّ لا تزال متواصلة، حتى وإن كانت الموازين تميل للجزائر وجنوب إفريقيا على حساب المغرب ومواليه ذوي الأوزان الخفيفة”.
وعلى وقع كولسة محتدمة، يسعى الوفد المغربي بقيادة الملك “محمد السادس” إلى ربط مراهنته على “أطروحة العودة إلى منظمة الوحدة الإفريقية التي غادرها عام 1984 احتجاجا على عضوية الجمهورية الصحراوية”، بالتسويق لـ “فتح نقاش حول عضوية الجمهورية الصحراوية”، بيد أنّ الجانب الجزائري شدّد على العكس، حيث أبرز وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي “رمطان لعمامرة”، أنّه “لن يكون هناك نقاش حول عضوية الجمهورية الصحراوية لأنها عضو مؤسس له نفس الحقوق والالتزامات مثل الجميع، والنقاش هو حول طلب انضمام قدمته المملكة المغربية..نقطة إلى السطر”.
وحرص الجانب الجزائري على التأكيد بأنّ ترويج المغاربة لـ “العودة” بدلا عن “الانضمام” أمر مغلوط، وصرّح “لعمامرة”: “هناك منظمة جديدة (الإتحاد الإفريقي تأسس عام 2002 على أنقاض منظمة الوحدة الإفريقية)، وهناك دولة لم يسبق أن انتمت إلى هذه المنظمة، وليس هناك حاجة للتخرج من السوربون أو حيازة دكتوراه في القانون لمعرفة أنّ الأمر يتعلق بانضمام (وليس عودة) والبقية مجرد دعاية”.
وسيتم مناقشة انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، زوال الاثنين، مع إمكانية الاحتكام إلى تصويت رؤساء الدول الإفريقية.
وعلى أهبة المنعرج الحاسم، يخوض الطرف المغربي سباقا ضدّ الساعة، علما أنّ الرباط اشترطت في البداية إخراج الصحراء الغربية من المنظمة لدخولها، لكنها تراجعت بعد ذلك، وقبلت بالتوقيع على اللوائح التأسيسية للإتحاد، والتي تفرض الاعتراف بالحدود التي تركها الاستعمار.
ووسط الحراك المغربي المتسارع، قال “لعمامرة”: “لابد أن تكون إصلاحات الاتحاد الافريقي عملية وتقنية أكثر منها سياسية لأنّ الجوانب السياسية مرضية بالنسبة لنا، مع المبادئ المكرسة في ميثاق الاتحاد الإفريقي”، وتابع: “المطلوب ليس إصلاحا جوهريا يمس مبادئ وأهداف الاتحاد، ولكن تعديل بعض الأمور الطفيفة التي بإمكانها التحسين من فعالية ومردود المنظمة”.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر إعلامية إنّ الرئيس الموريتاني “محمد ولد عبد العزيز” غاب عن المأدبة التي أقامها ملك المغرب محمد السادس لقادة عدد من دول القارة السمراء بأحد الفنادق الفاخرة في أثيوبيا.
وكشف الموقع الموريتاني “زهرة شنقيط” إنّ مجمل أعضاء الوفد الموريتاني المرافق للرئيس غاب أيضا عن حفل العشاء.
وتمر العلاقات الموريتانية المغربية بفتور كبيرة رغم المساعي الذي بذلتها بعض الأطراف لتهدئة الجو بين البلدين.
ومن المتوقع أن تنهار العلاقة بعد أيام إذا فشل المغرب في الدخول رسميا للاتحاد الإفريقي رغم المساعي الذي بذلها خلال الفترة الماضية من أجل إقناع أبرز رموز القارة السمراء بقبول انضمامه للاتحاد دون التخلي عن احتلال الصحراء الغربية.
المصدر: الشروق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *