-->

اسرائيل تستوحي التجربة المغربية في قطاع غزة


عمل الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية منذ فشله في حسم المعركة لصالحه عسكريا، على استهداف المجتمع الصحراوي المحافظ بسلاح المخدرات الفتاك، عبر اغراق المنطقة بمختلف انواع السموم والخمور وبيوت الدعارة من خلال شبكات من العملاء يؤطرها الاحتلال ويمول نشاطها من اجل تخدير الشباب الصحراوي، وزرع الاستسلام واليأس في صفوفه وصرفه عن الوعي السياسي بحقوقه، او الانخراط في التنظيمات والجمعيات السياسية المطالبة بتقرير المصير والاستقلال.

هذه الحرب التي يشنها الاحتلال المغربي على الهوية والعقول الصحراوية، لم تقتصر فقط على المناطق المحتلة، بل امتدت لتشمل الاراضي المحررة ومخيمات اللاجئين الصحراويين، واستهداف سمعة جبهة البوليساريو ومحاولة ربطها بالمخدرات التي عمل الاحتلال المغربي على تسهيل نقلها عبر الجدار المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية، ووفر لذلك الكثير من الامكانيات، وقواعد امداد خلفية تنقل يوميا مئات الاطنان المعلبة من الحشيش المعالج، مستهدفا المجتمع الصحراوي في مختلف تواجداته.
ومن خلال مقارنة بسيطة بين ما يقوم به المغرب في الصحراء الغربية وما تقوم به اسرائيل في فلسطين يتبين بشكل جلي كيف يستوحي الاحتلال الصهيوني التجربة المغربية في قطاع غزة، وذلك بعد فشله الذريع في حسم المعركة لصالحه حيث تعمل خلاياه السرية على اغراق قطاع غزة بكافة أنواع المخدرات والحبوب المهلوسة التي تذهب العقل في محاولة جديدة لإغراق المجتمع الفلسطيني بالانحلال والتفكك.
وهنا يتقاطع هدف الاحتلال المغربي مع الاسرائيلي في استهداف هذه المجتمعات التي تقاوم هيمنة الاحتلال، بهذه الافة الخطيرة على تماسك المجتمع وهويته، إذ تعمل المخابرات الإسرائيلية والمغربية منذ سنوات على ترويج وتهريب المخدرات واستقطاب بعض الشباب في شبكات ترويجها والاتجار بها، كما تتحدث بعض المصادر ان اسرائيل تعتمد على القنب الهندي المزروع في المغرب كمادة خام لصناعة انواع من المخدرات الخطيرة.
البوليساريو وحماس ... حرب مستمرة على مخدرات الاحتلال
خلال الايام القليلة الماضية تحدثت تقارير اعلامية فلسطينية عن توقيف شبكات تتاجر بالمخدرات في قطاع غزة ويرتبط عملها باسرائيل، وفي اقصى غرب العالم العربي تحدثت تقارير اعلامية صحراوية عن احباط الجيش الصحراوي لعمليات تهريب لكميات معتبرة من المخدرات كانت في طريقها الى الاراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية، ما يعكس خطورة المعركة التي يخوضها كل من الاحتلال الصهيوني في فلسطين والمغربي في الصحراء الغربية، مستخدما سلاح المخدرات لتدمير هذه الشعوب المقاومة.
هذه الحرب الشعواء دقت ناقوس الخطر لدى جبهة البوليساريو التي تعمل جاهدة منذ سنوات على تضييق الخناق على المخدرات المغربية عبر نقاط مراقبة ودوريات عسكرية تنتشر على طول الجدار المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية، وأهلت قوات خاصة لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، حيث تضبط هذه القوات بشكل مستمر كميات معتبرة من المخدرات المغربية التي يتم اتلافها بحضور وسائل الاعلام. 
كما تعمل حركة حماس على انزال اشد العقوبات على مروجي المخدرات الاسرائيلية والتي وصلت حد تنفيذ حكم الإعدام، وقامت بعمليات مداهمة لأشخاص يروجون هذه السموم، وآخرين لهم ارتباط بشبكات الاحتلال الاسرائيلي يعملون على افساد المجتمع الفلسطيني بترويج هذه الآفة.
ولمكافحة الظاهرة خصصت حكومة غزة وحدة خاصة لمكافحة المخدرات التي تعتمد عليها المخابرات الاسرائيلية في تدمير المجتمع الفلسطيني، وإشغاله بواقع الفساد الاخلاقي ونشر الرذائل التي تشكل خطرًا محدقا على الأسر الفلسطينية وازدياد معدل الجريمة بأنواعها المختلفة في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بسبب الحصار.
ما يمكن ان نستخلصه مما تقدم يكمن في استلهام اسرائيل للتجربة المغربية، في استخدام المخدرات كسلاح ناعم للحرب على الهوية واستهداف تماسك المجتمع وتخدير عقول الشباب، فهذه الاستاذية التي ينالها المغرب بامتياز في كل ما يتعلق بالمخدرات ليست غريبة عليه حيث يتربع على عرش تصدير المخدرات الى العالم، بشهادة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والذي اكد اكثر من مرة على ان المغرب يبقى المصدر الاول للحشيش في العالم، وهي الحقيقة التي اكدها المرصد الأوربي للمخدرات، وتوثقها كافة مراكز البحث الخاصة بدراسة الظاهرة التي تهدد قيم وأخلاق العالم.
بقلم: حمة المهدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *