-->

الكركارات ورقة نادرة لإدارة الأزمة يجب اللا تضيع مهما كان حجم الضغوط وشكل الوعود


منذ وقف اطلاق النار تقريبا ونحن لا نمتلك أوراق ضغط ذات تأثير فعال وفوري كورقة الكركارات، فكل اوراق الضغط السابقة والتي كان أهمها ورقة حقوق الإنسان ” الانتفاضة ” استطاع الاحتلال التعايش معها وبالتالي الإفلات من تأثيرها، و حتى ورقة الأسرى فقدت قيمتها و تحولت الى عبىء ولم يبقى لدينا سوى ورقة التهديد بالعودة الى الحرب والتي فقدت هي الأخرى قيمتها بسبب كثرة التلويح بها دون القدرة على تنفيذها.
لذلك كانت الكركارات هي الورقة الوحيدة تقريبا التي لها مفعول فوري والتي تسمح لنا خياراتها المتاحة بإدارة الأزمة بشكل جيد فهي تسمح لنا بالتصعيد متى شئنا وتعطينا الفرصة للضغط بالشكل الذي نريد اذ يمكننا:
ان نفرض قيود على حركة المركبات وكذلك الاشخاص متى شئنا ذلك طبعا.
و ان نخضع تلك المركبات للتفتيش في اطار محاربة المخدرات والجريمة العابرة للحدود.
و ان نفرض تصريح للمرور او ضرائب او غير ذلك .
كما يمكن ان نغلق المعبر بشكل جزئي او نهائي و نعزل بذلك الاحتلال المغربي عن افريقيا . 
حتى اذا كان ذلك يعني للبعض اعلان الحرب، فهو خيار في ايدينا اذا قررنا الحرب يسمح لنا ان نجعل الطرف الآخر هو البادئ بها، خصوصا ان الطريق التجاري ليس جزء من اتفاقيات وقف اطلاق النار. 
هذه الخيارات يمكن ان نستعملها بشكل جزئي وتدريجي في اطار ادارتنا للازمة وفي المدى الذي نحدده نحن كعمر لهذه الازمة. 
كما سيؤدي عدم تخلينا عن هذه الورقة الى ضطرار المغرب الى تقبل التعامل معنا كدولة على حدوده الجنوبية كما تقبل الجلوس معنا في الاتحاد الافريقي كدولة عضو تتمتع بنفس الحقوق والواجبات التي يتمتع بها هو.
نعلم جيدا ان الاحتلال المغربي لن يتقبل هذا الواقع الجديد بسهولة و سيعمل ما في وسعه لسحب هذه الورقة من ايدينا، وسيستغل في ذلك دور الأمم المتحدة حتى النهاية، بدءا بالامين العام الجديد الذي يبدو مغربي الهوى وصولا الى مجلس الامن الذي سيسعى إلى استصدار قرار منه يفرض الانسحاب على الطرفين ولن يجد في ذلك صعوبة مع وجود العراب الفرنسي في مجلس الامن .و يحاول بذلك اظهار جبهة البوليساريو كخارجة عن القانون والشرعية الدولية .
كما سيستعمل كل حلفائه للضغط على اصدقائنا لإجبار الجبهة على الانسحاب، وهنا سيوجه الضغط بالدرجة الاولى الى كل من موريتانيا و الجزائر الأولى بحجة ان الازمة تضر باقتصادها والثانية بحكم علاقتها الخاصة بالجبهة،و سيرافق ذلك بالكثير من الوعود التي ستتهاطل على الجبهة من اجل تنفيذ الانسحاب .
لكن مهما بلغ حجم الضغط الذي نتعرض له نحن و حلفاؤنا على حد سواء، ومهما كان شكل ومصدر الوعود التي نتلقاها، ذلك كله لا يجب ان يجعلنا نتراجع عن مكسب الكركارات قيد انملة، لأنه هو السلاح الوحيد الذي تحصلنا بفضله على هذه القيمة المعنوية والالتفاتة الدولية التي فقدناها منذ سنين عددا.
وهو الباب الوحيد المتاح حاليا لاعادة النزاع مكانته على الساحة الدولية للبحث له عن حلول حقيقية ونهائية والتي ولا يمكن ان تكون غير الحرية والاستقلال ،ومن تخلى عن سلاحه عليه اللا ينتظر من عدوه الرحمة. وأقل ما يمكن ان ندفعه من ثمن هو عقود اخرى من الانتظار.
محمد لحسن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *