-->

مواقع التواصل: صراع بين الوهم والمبادئ


  الحرب بالمفهوم الحديث قد تجاوزت ساحة الشرف وتبادل الطلقات، وتعددت لتشمل التكنولوجيا والنفسيات وحتى الأخلاق والأدبيات...إلخ، لتجعل من كل عامل له تماس أو علاقة بالإنسان جبهة تستهدف لعلها تكن نقطة ضعف أو بداية لتقوقع.
حديثة نسبيا هي وسائل التواصل الاجتماعي و أخص بالذكر الأزرق منها على مجتمعنا ولعل انفتاحه عليها جعل منها مترنح بين النعمة والنغمة ، الأمر الذي يجعل الخلاف مستبعدا كليا حول تعدد ايجابياتها من كسر للتعتيم الإعلامي وجني لثمار حملات تنوعت في الغاية و اتحدت في الهدف، والحمائد تطول عندنا حول فضاءات التواصل، و لعل طبيعة مجتمعنا "الطيبة و حسن النوايا" أعمت بصائر بعض أبناء الجلدة لتجعل لهم من هذه الفضاءات "متنفس" لا سلبية له، لا شائبة تحوم به و لا عدوا يتربص فيه، ليجسد بهذه المواصفات بديلا عن المعتاد و أرضية خصبة تجعل من كلما يتبادر لذهن منشور مقبول بغض النظر عن طابع الخصوصية أو العمومية في مضمونه، يتطلع صاحبه من خلاله للاعجابات أو التعاليق ليحكم عليه بالنجاح أو الفشل، و بهذه المواصفات يكون المستخدم في صراع دائم مع ثلاثية "السبق في الفكر" ، "حداثة المنشور و تميزه" و "الحفاظ على وتيرة النشر"...كل هذا جعل من الوطني عالمي و من الخاص عام، و بدأ و كأنه كان تمهيدا أو اختبارا لجاهزية الاستجابة من عدمها لظاهرة "الحسابات المجهولة و ما تنشره".إن المتتبع لمنشورات الحسابات المجهولة هذه لا يعد إلا أن يصنفها ضمن قائمة: المناشير المضللة و رمي أعلام العدو بالخلسة بالإضافة إلى استهداف المؤسسات الوطنية ، و لها بالجملة وصف "الحروب النفسية" فبعد فشل المذكورة أخيرا في زعزعت استقرار الجبهة الداخلية، جاء الدور على الفضاء الافتراضي الذي أصبح مجمعا يعج بالمستخدمين الصحراويين لعله يكون "الأسلوب الأنجع" لضرب الوحدة، و بدأ و كأنه انطلق في تحقيق المبتغى من خلال تجاوب بعض أبناء شعبنا مع هذه الحسابات و فتح النقاش و الحوار حول مناشيرها وهو ما يعطي بادرة لإمكانيات تصديق ما قد يصدر عنها في قادم التطورات، الأمر الذي يلخص "شخصية المؤثر" على نفسية المواطن الصحراوي موصوف ب "المجهول" (غير معروف في ماهيته) و "النقيض" (التيار المعاكس للفكر الثوري و الهدف الوطني) و في هذه السمات تعجبية حول سببية التصديق.ليضاف هذا المظهر من الحرب في حلتها الحديثة إلى الأساليب العدة التي انتهجت بغية فك التلاحم الشعبي وقتل التماسك الوطني، والأكيد أنه بحلول جديد تحديات فقد حل بمعيتها جديد الامتحانات ليكون بذلك شعبنا أمام اختبار جديد: إلى أي مدى قد تؤثر هذه الحسابات الوهمية المجهولة في معنويات الشعب الصحراوي؟
بقلم: الشيخ لكبير سيدالبشير

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *