-->

"رجل الحرب والسلم" كتاب يستعرض مسيرة مظفرة بالمكاسب والانجازات للشهيد الراحل محمد عبد العزيز


الصحراء الغربية 30 ماي 2017 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ عشية الذكرى الاولى لرحيل الشهيد محمد عبد العزيز اعلن الكاتب والاعلامي حمة المهدي عن اصداره "رجل الحرب والسلم" الذي يستعرض مسيرة مظفرة بالمكاسب والانجازات التي طبعت مسار الشهيد وهو يقود الحركة والدولة في معركة حرب التحرير.
كتاب "رجل الحرب والسلم" نظرة من زوايا مشرقة في حياة رجل سخر حياته للدفاع عن حقوق شعبه المهضومة، ونشد العدالة وإقرار السلام في وطن تعرض لظلم ذوي القرى ونهشته ايادي الغدر والطغيان، ومساهمة متواضعة في توثيق لحظة وداع امتزجت فيها دموع الحزن بزغاريد المشيعين، الذين غصت بهم الساحات والشوارع التي مر منها جثمان القائد الشهيد محمد عبد العزيز في تفاعل جماهيري منقطع النظير، في توديع رجل من طينة الكبار جسد في حياته قول الشاعر: تقضي البطولة أن نمد أجسادنا جسرا، ونقل لرفاقنا هيا أعبروا".
رحل الامين العام لجبهة البوليساريو ورئيس الجمهورية الصحراوية المناضل محمد عبد العزيز بعد صراع مرير مع المرض، تاركا خلفه ميراثا سياسيا ودبلوماسيا حافلا بالمكاسب والانجازات التي رسمت جزء من تاريخ الثورة الصحراوية، وأرخت لمراحل من الكفاح الوطني الزاخر بالعطاء والتضحية، تجسدت فيه شخصية المناضل الذي طالما تعلقت به الجماهير كواحد من ابنائها البررة، وقادتها الأوفياء وبالرغم من حالته الصحية التي لم تمنعه من متابعة مستمرة لتفاعلات القضية الوطنية، وازدياد القلق على وضعه الصحي قبل وبعد المؤتمر الرابع عشر للجبهة، إلا ان التمسك به كرئيس للدولة وامينا عاما للحركة ظل خيارا لغالبية المؤتمرين الذين جددوا ثقتهم فيه، كزعيم ثوري لا يمكن ان يستسلم حتى ينتصر او يظفر بالشهادة، كافرا بديمقراطية التداول لان الثوار لا يمارسون السياسة فهم اصحاب مبادئ وأفكار لا تنتهي طموحاتهم قبل تحقيقها وتجسيدها على ارض الميدان، مؤمنا بان المشروع الوطني يستدعي من جميع الصحراويين بذل كل الطاقات والتضحية بالغالي والنفيس من اجل الهدف الاسمى والمتمثل في الحرية والاستقلال. 
ودون مبالاة بوضعه الصحي، وحالته التي عبر عنها في اكثر من مناسبة مع الرفاق بان القائد الذي لم يعد بمقدوره تجشم عناء السفر وتحمل السهر والمرافقة الميدانية لعمل المناضلين، ومتابعة حالة الجيش والمقاتلين ولا يتحمل الوقوف الساعات الطوال تحت اشعة الشمس الحارقة لتأدية الواجب الوطني، ويقاوم ايام وليالي البرد الغارس، لا يمكنه ان يقود الجماهير، ويجب ان يترك الطريق لمن يكمل المسير، لكن لغة العواطف كانت الاقوى فتوج المؤتمر الرابع عشر بانتخابه للمرة الثانية عشر على راس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في تعبير عن الالتزام بالوفاء لشخص الزعيم مهما اختلف معه البعض في تقييم طرائق التسيير ومطبات العمل السياسي الذي يتعثر لينهض من جديد، الا ان الجميع مجمع بان الشعب الصحراوي فقد هَامة وعَلم من رموز مقاومته الوطنية، ضرب نموذجا فريدا في التواضح والصبر والجلد والتضحية، وكانت الشجاعة والإقدام وقوة الشخصية والفهم العميق للمجتمع ملامح ميزته عن بقية الرفاق، كما ان حنكته السياسية وتجربته الثورية على مدار اربعة عقود وهو يمسك بمقود الحركة والدولة صمدت في مواجهة اعاصير المحن التي مرت بها القضية الوطنية وفي ظروف عصيبة، استطاع الرجل ان يبحر بالقضية الى بر الأمان، تاركا بصماته في التأسيس للدولية الصحراوية الحديثة بمؤسساتها المدنية فاسحا المجال لنشاط المجتمع المدني ولجان حقوق الإنسان، بعمق تفكير وسعة نظر وبمرونة مع المخالفين ساعيا الى جمع شمل كل الصحراويين بكل توجهاتهم الفكرية والاجتماعية تحت مظلة الوحدة الوطنية لربح المعركة المصيرية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *